14 أبريل، 2024 1:56 م
Search
Close this search box.

التجربة الصاروخية الإيرانية .. سلاح ردع حقيقي أم بالون اختبار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

على ضوء إعلان إيران عن قيامها باختبار صاروخ “باليستي” متوسط المدى، بعد ثلاثة أيام فقط، من كلمة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انتقد فيها البرنامج الصاروخي الإيراني والاتفاق النووي المبرم معها، نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية مقالاً للكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي “رونان كوهين”، أستاذ ورئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية والعلوم السياسية بجامعة “أريئيل”، تناول فيه تاريخ البرنامج النووي الإيراني، وأسباب لجوء طهران إلى تطوير الصواريخ “الباليسيتة”، ثم استعرض السيناريوهات المتوقعة.

إيران تختبر صبر المجتمع الدولي..

يقول البروفسور “كوهين”: “إذا كان أحد يظن أن هزيمة تنظيم الدولة وتراجعه في العراق وسوريا سيؤديان إلى عودة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط، فإن لدى إيران مخططات مختلفة تماماً لا تقتصر على فرض أجندة إقليمية مغايرة وإقرار واقع جديد تكون فيه متحكمة في منطقة استراتيجية متصلة من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق من أجل التحرش بإسرائيل وتهديد أمنها، وإنما تتعدى ذلك إلى اختبار أسلحة واسعة التأثير ولها أبعاد استراتيجية خطيرة. إن إيران تسعى – في ضوء الاتفاق النووي المبرم بينها وبين القوى العظمى رغم معارضة إسرائيل وغضب ترامب – إلى اختبار مدى صبر المجتمع الدولي وطاقته على تحمل استمرارها في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية”.

تاريخ البرنامج النووي..

يضيف الكاتب الإسرائيلي قائلاً: “ربما يبدو ما سأقوله مستغرباً، ولكن إيران شرعت مُكرهةً ومن دون خيار آخر في تنفيذ مشروعها لامتلاك القدرة النووية، في خِضَمّ حربها الدامية مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. صحيح أن آية الله الخميني رفض في بداية الأمر فكرة أن تصبح إيران – في ظل حكمه الديني – دولة نووية تمتلك أسلحة دمار شامل، ولكنه سرعان ما أدرك أن بقاء مشروع الجمهورية الإسلامية سيكون على المحك إذا ما أسقط هذا الخيار من حساباته”.

ويعتقد “كوهين” أنه منذ العام 1985، وحتى اكتشاف التحركات الإيرانية الخفية عام 2003، عملت طهران على خلق واقع جديد توضح من خلاله، لجميع جيرانها العرب، أنها غير مستعدة للسماح بغزو جديد وتهديد آخر على غرار ما فعله “صدام حسين” عام 1980.

الصواريخ “الباليستية” مراوغة مكشوفة..

يرى “كوهين” أن الهدف الأول من قيام إيران قبل أيام (22/ 9/ 2017)، باختبار الصاروخ “الباليستي”، الذي أطلقت عليه اسم “خرمشهر”، هو الكشف عن نواياها أكثر من رغبتها في تهديد الدول الواقعة في إطار 2000 كيلومتر، هي مدى الصاروخ الجديد، فقد أرادت إيران أن تقول إنه إذا كان برنامجها النووي – غير مسموحٍ به، فإن برنامج تطوير الصواريخ “الباليستية” هو مشروع استراتيجي لتطوير سلاح تقليدي لا يشكل تهديداً لأحد؛ ولذلك لا مبرر لأية دولة على الساحة الإقليمية أو الدولية أن تستشعر تهديداً من طهران.

ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: “هل تختلف الحالة الإيرانية عن حالة دول أخرى تجري تجارب على مختلف أنواع الاسلحة لهدف واحد هو التأكيد لجيرانها وأعدائها بأنها ستبذل كل ما في وسعها لحماية نفسها ؟!”.

ويجيب البروفيسور “كوهين” قائلاً: “من الناحية النظرية تحتاج إيران – مثل جميع الدول – إلى جميع الأسلحة المشروعة دولياً حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها عند الضرورة. ولكن إيران ليست بالدولة المسالمة كما تحاول أن تقدم نفسها للعالم، فالجميع يعلم أنها تدير فرق قوات خاصة في العراق بحجة الدفاع عن الشيعة، كما تقدم الدعم للنظام السوري والميليشيات الشيعية في سوريا. كل هذه الأمور وغيرها تمثل أسباباً ومبررات مهمة تضع ملف الصواريخ الباليستية في أطار مختلف تماماً”.

ويؤكد الكاتب على أن استعراض إيران لعضلاتها “الباليستية” ليس فقط من أجل أن تُظهر للآخرين أنها تمتلك بعض القدرات، وإنما الأهم أن تقول لإسرائيل والغرب أنها لم تتخل عن الحُلم النووي.

الكرة في ملعب “ترامب”..

ختاماً يقول البروفسور “رونان كوهين”: “إن اختبار الصاروخ الإيراني، في هذا التوقيت بالذات، هو بالون اختبار تحاول طهران من خلاله قياس رد فعل الرئيس ترامب، الذي تتجه أنظاره إلى التهديد الكوري الشمالي. والكرة الآن في ملعب ترامب الذي سيؤدي رد فعله إمّا إلى أن تتجاهل إيران الاتفاق النووي وتفعل ما تريد، أو إلى أن تقرر أنه يجب عليها في هذه المرحلة أن تخضع للمطالب الأميركية، والأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف ما سيحدث”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب