25 أبريل، 2024 4:06 ص
Search
Close this search box.

التجربة السودانية هي المفتاح .. هل يستطيع “الربيع العربي” الخروج من عباءة الوصاية السعودية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الشرق الأوسط يغلي ويعاود الحركة مجددًا، بعد الهدوء النسبي الذي تلى “الربيع العربي”. لكن ليس الشرق الأوسط فقط هو الذي عاود الحركة؛ وإنما أبتلي بقية العالم بالتحول الخارج عن السيطرة في ضوء الفوضى التي خلقها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”. كما يرى “سيد علي خرم”، أستاذ القانون الدولي، بمقاله المنشور في صحيفة (آرمان) الإيرانية الإصلاحية.

خبرات الشعوب المتراكمة..

وقد تركت هذه التحولات العالمية؛ تأثيرًا قويًا على غليان الشرق الأوسط. ولعل مستوى وعى شعوب المنطقة، قبل 9 سنوات، عندما بدأ “الربيع العربي” يشمل تدريجيًا دول الشرق الأوسط، يقف عند حد تدمير الهياكل السلطوية القائمة ثم العودة إلى المنازل، إعتقادًا منهم أن المهمة تنتهي بالحصول على الحرية. الأمر الذي تسبب في طي الشعوب التونسية والمصرية والليبية واليمنية مرحلة تدمير الهيكل الحكومي، بينما عجزت شعوب “البحرين” و”الأردن” و”سوريا”، وربما “الجزائر” و”مراكش”، عن إجراء تغيير أساس على الأنظمة القائمة ينتهي بإسقاط الحكم الفردي؛ رغم المظاهرات والمسيرات المتراكمة والمستمرة والتي زلزلت الهيكل السياسي لتلكم الأنظمة.

سيد علي خرم

وقد حالت تداعيات “الربيع العربي” دون مضي الشعوب في مسار اليأس مما حدث، وأدركوا أن مساعيهم الناقصة قد كبدت البلاد فقط تكلفة باهظة. وهذا الملخص جعل الشعوب أكثر ذكاءً والتخطيط بشكل منطقي يكفل تحقيق مطالبهم.

نضج التجربة الجزائرية وتأثيراتها..

وأول نموذج على هذا النضج السياسي كان في، “مراكش”، لكن الشعب وصل إلى نوع من القناعة والرضا بعد تراجع الحكومة. لكن الشرارة الرئيسة لتلكم الحركة اندلعت في “الجزائر”، حيث أبدى الشعب الجزائري رد فعل غاضب حيال ترشح، “عبدالعزيز بوتفليقه”، للعهدة الخامسة، وفصلوا بين رئاسته “الجزائر”؛ رغم الحالة الجسدية العاجزة ونية البقاء في السلطة حتى الموت، وكرامة الشعب الجزائري.

فكانت هذه التظاهرات والاحتجاجات، في ذاتها، جديدة على الشرق الأوسط، وعكست البلوغ الفكري للشعب الجزائري. ورغم أن “بوتفليقة” بدأ في التراجع التدريجي لعل الشعب يرضى في مرحلة ما، إلا أن الشعب هو الآخر تقدم خطوة تلو الأخرى على مسار الإطاحة بالسيد “بوتفليقة”، الذي كان هو نفسه تقدميًا وثوريًا قبل 35 عامًا.

وقد لعب نضج الشعب الجزائري دورًا في دول “ليبيا” و”السودان”، وإنتهى الحراك الشعبي ضد حكومة، “عمر البشير”، بإطاحة وزير الدفاع السوداني بذلك المُنقلب القديم، لعل ثائرة الشعب تهدأ. لكن بلوغ ونضج شعوب الشرق الأوسط سياسيًا؛ دفع الشعب السوداني إلى الاستمرار في المقاومة ضد هذه الخدعة، وإجبار وزير الدفاع، والمُنقلب الجديد، على تسليم الحكم في ظرف يوم واحد إلى قائد القوات السودانية بـ”اليمن”، بما له من حظوة لدى “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات”، متصورًا إن أموال البلدين قد تلعب دورًا في تهدئة الوضع الاقتصادي للشعب السوداني.

لكن المفارقة أن الأمر لم يجري كما المخطط له، إذ رفض الشعب السوداني الإنحناء لأي سلطة عسكرية مصممًا على مطالبة بحكومة ديمقراطية مدنية.

الحراك الشعبي السوداني والخدعة الخليجية..

وقد حدث ذلك؛ تحت تأثير عاملين إحداهما إيجابي والآخر سلبي. فلقد بعث التحول العالمي باعتباره عامل إيجابي في هذه المشاهد، فقد تلكم القوى المعارضة للقوة الشعبية في “مراكش” و”ليبيا” و”الجزائر” و”السودان”، الثقة في دعم القوى العالمية، من ثم فقدوا القدرة على الصمود في مواجهة الجماهير وقمعهم.

أما العامل السلبي؛ فإنما يدور حول تدخل “السعودية” في معظم هذه الانتفاضات سعيًا لقيادة حركة الشعوب بإتجاه اختيار حكومة موالية لـ”الرياض”، وتبيت هذه السلطة الجديدة بوعود الدعم المالي. والنموذج الأبرز يتمثل في سقوط “البشير”، أجير “السعودية” في “السودان”، الذي خرج من السلطة بانقلاب، وحاول السعوديون توصيل رسالة إلى المُنقلبين تفيد بأن عليهم الإنصياع للأوامر السعودية لو يريدون الصمود من المنظور الاقتصادي والسياسي.

لذلك سلم وزير الدفاع المُنقلب، بعد يوم واحد، السلطة إلى قائد القوات السودانية في “اليمن”، والذي يعمل تحت إشراف “المملكة العربية السعودية”. وسوف توضح الأيام المقبلة هل ينخدع الشعب السوداني بأجير السعودية الجديد؛ أو يرد كيد “السعودية” بالمقاومة وتشكيل حكومة مستقلة مدينة.

وبالتأكيد يبدو هذا الأمر مستحيلاً نظرًا للفقر الاقتصادي بـ”السودان”. وعليه فالدورة الثانية من “الربيع العربي” مصحوبة بنضج وحداثة سياسية وأمل في استكمال شعوب الشرق الأوسط العمل غير المنتهي في الدورة الأولى من “الربيع العربي”، والتمتع نسبيًا بحكومات ممثلة للشعب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب