خاص : ترجمة – آية حسين علي :
“البَشرة” هي مرآة الصحة، فإذا صح الجسد ظهرت تجليات حيويته على “البَشرة”، وإذا مرض أو أُهمل فإن الجلد يصدر إشارة استغاثة بأن الأمور ليست على ما يرام، ويحتاج الجلد إلى عناية خاصة واهتمام كبير، خاصة في فصل الصيف إذ تسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية في إصابة الجلد بالشيخوخة، والأسوأ من ذلك هي أنها قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، أحد أكثر الأنواع شيوعًا وخطورة.
يصاب الجلد بالشيخوخة جراء عدة أسباب من بينها “الجفاف”، وتعتبر شيخوخة الجلد عملية فسيولوجية مرتبطة بالعمر، وكذلك تحدث نتيجة تراجع مستويات “الكولاغين” و”الإلاستين” في الجسم، وهما نوعان من البروتينات الأساسية لهيكلة الجلد وطبقة الأدمة التي تقع مباشرة تحت البَشرة، ويمكننا بسهولة مراقبة التغيرات التي تطرأ على الجلد من خلال ملاحظة التجاعيد التي تظهر مع تقدم السن، لكن التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس يسرع هذه العملية، ومن بين الآثار المترتبة على التعرض للشمس دون استخدام واقي من أشعتها انتشار النمش والحبوب.
ومن بين الخصائص المهمة لتأثير التعرض للشمس على الجلد والبشرة؛ أنه تراكمي، أي يحدث على مدار الحياة.
سوء فهم للمصطلحات الصحيحة..
قد تتسبب مصطلحات؛ مثل “طبيعي” و”كيميائي”، الكثير من الإلتباس لدى المستهلكين، لأن كل واقيات الشمس تصنع من مركبات كيميائية، لذا فمن الأنسب أن نشير إليها بمصطلح “غير عضوي” و”عضوي”، لكن في لغة الحديث بين الناس قد يحدث سوء فهم لهذه المعاني.
وتتشكل واقيات الشمس الطبيعية على أساس من “أوكسيد الزنك” أو “ثاني أكسيد التيتانيوم”، وهما مركبان غير عضويين، وعندما يستخدم الشخص أيًا منهما على بشرته؛ فإنه يقوم بدور العاكس للأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويُعد هذا النوع من واقيات الشمس هي الأفضل، لأن البشرة لا تمتصه، ولهذا السبب، (عدم الإمتصاص)، فإنها تترك طبقة بيضاء تشبه المعجون على الجلد، لذا فإنها من وجهة النظر التجميلية غير مستحبة.
كذلك، يحتاج الشخص، بعد دهن واقي الشمس الطبيعي، الانتظار لمدة 15 دقيقة كي يبدأ مفعوله، لكنها تحمي البشرة من كل الأشعة فوق البنفسجية (أ، ب).
وتناسب واقيات الشمس الطبيعية البشرة الحساسة، وبشرة الأطفال، إلا أن المدة التي يستمر فيها مفعولها تعد أقل مقارنة بالواقيات الكيميائية، خاصة عند التعرض للماء أو العرق.
بينما تتكون المستحضرات الكيميائية من تركيبات مختلفة، من بينها “أوكسي بنزون، و”أوكتيسالات”، و”أفوبنزون”، وكل هذه التركيبات تعمل من خلال التفاعل الكيميائي مع المواد المكونة لها مع أشعة الشمس، وعادة يكون قوامها أخف، وبالتالي فهي أسهل في الدهان على البشرة، لذا فإنها تحظى بقبول أكبر من وجهة النظر التجميلية، لأن البشرة تمتصها ولا تترك أية بقع بيضاء.
الواقيات الكيميائية..
وعلى عكس الواقيات الطبيعية؛ تعتبر الواقيات الكيميائية أكثر صمودًا عند التعرض للماء أو العرق، ومع ذلك من الممكن أن تصبح مزعجة لأنها تسد مسام الجلد، إذ يمتص مكوناته لتصل إلى الدورة الدموية الجهازية، ومن جانب آخر تؤدي إلى تسخين الجلد بدرجة طفيفة، إذ تنتج التفاعلات بين مكونات الواقي وأشعة الشمس حرارة، مثلما يحدث في أي تفاعل كيميائي.
يعد عامل الوقاية من الشمس معيارًا رقميًا يحدد، (ولا يقيس)، مدى قدرة واقي الشمس على حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ولحسن الحظ يعود جزء كبير من حرارة الشمس إلى الأشعة تحت الحمراء وهي ليست ضارة على الجلد، بينما تتخلل الأشعة فوق البنفسجية طبقات الجلد وتسبب الحروق كما تزيد من خطورة الإصابة بمرض سرطان الجلد.
وتنقسم الأشعة فوق البنفسجية إلى نوعين؛ يشار إليهما اختصارًا بـ (أ)، و(ب)، ويعتبر النوع الأول هو المسؤول عن انحصار إنتاج “الكولاغين” وشيخوخة الجلد، التي تبدو من خلال التعرجات وخشونة الملمس، بينما يعد النوع الثاني، (ب)، أكثر خطورة؛ إذ تتوغل بعمق داخل طبقات الجلد وتتسبب في حروق الشمس.
والطريقة المثلى من أجل تجنب التضرر من أشعة الشمس؛ هي استخدام عامل حماية مناسب، ويرجع الاختيار إلى عدة عوامل مثل فصول السنة، وخطوط العرض والطول، وارتفاع مستوى البحر، ومؤشر الأشعة فوق البنفسجية؛ بالإضافة إلى نوع الجلد.
يعتبر نوع الجلد أمرًا مهمًا يجب وضعه في الاعتبار لاختيار واقي الشمس المناسب، فمثلًا البَشرة الحساسة يتناسب معها أكثر واقيات الشمس الطبيعية، بينما تستفيد البَشرة العادية بشكل أكبر من الواقيات الكيميائية نظرًا لتأثيرها المرطب للجلد.