البيض الملون والشموع طقوساَ .. الأيزديون يحتفلون بعامهم الجديد

البيض الملون والشموع طقوساَ .. الأيزديون يحتفلون بعامهم الجديد

كتبت – آية حسين علي :

يحتفل “الأيزيديون” كل عام بحلول رأس السنة الأيزدية، في أول أربعاء من شهر نيسان/ابريل، ويعرف بعيد “الأربعاء الأحمر” وهو أقدس عيد في تقاليد وطقوس الأيزيديين الدينية.

واحتفل مجموعة منهم هذا العام في معبد “لاليس” الأكثر قدسية بمنطقة “شيخان” الواقعة شمالي العراق، على بُعد حوالي 60 كلم من مدينة الموصل، التي يخضع بعض أجزاءها لسيطرة تنظيم “داعش” المتشدد.

طقوس إحتفالية..

من بين أبرز الصور التي نشرت في وسائل الإعلام كانت صورة تعود لطفلة من مخيم “شاريا” للاجئين، تحمل بيضة مزركشة كعادة الأيزيديين في العام الجديد، بالإضافة إلى صور النساء بجلابيبهن البيضاء.

وترمز البيضة إلى الكرة الأرضية، وتعود الأيزديون على تلوين البيض في كل عام دلالة على تلون الطبيعة بالألوان الجذابة، ويستخدمون قشور البيض لاعتقادهم في أنها تجلب البركة على الزرع.

واضطر آلاف الأيزيديين العراقيين إلى ترك منازلهم في 2014، بعدما تمكن التنظيم الإرهابي من فرض سيطرته على بعض المناطق في العراق.

ويعتبر داعش أن الأيزيديين يعبدون الشيطان، لذا يستحل أرواحهم بدم بارد، ويأخذ النساء كسبايا ويستخدمهن في أغراض جنسية.

ويشهد الأطفال والشيوخ، مراسم الاحتفال حسب العقيدة الأيزيدية، حيث يعتقدون أن الخالق خلق الكون والطبيعة وانتهى يوم الأربعاء.

وللأيزيديين عدة طقوس منها عدم جواز الزواج أو حرث الأرض في نيسان/ابريل.

اكثر من 3 آلاف أيزيدي في قبضة داعش..

الأيزدية هي ديانة غير تبشيرية، أي لا يمكن لمعتنقي الديانات الأخرى التحول إليها، حتى أن نصوصهم الدينية يحفظها رجال الدين شفهياً وليست مكتوبة.

وتعتبر منظمة الأمم المتحدة أن “داعش” ارتكب جرائم إبادة جماعية ضد الأيزيديين، وهناك حوالي 3 آلاف لا يزالون في قبضة الجهاديين، منذ سقوط مدينة “سنجار” الأيزدية.

يذكر أن الأيزديين يقدسون شيخهم “عدي بن مسافر” ويعتبرونه القديس الوطني لهم، ويؤدون الحج إلى معبد “لاليش” حيث يقع قبر بن مسافر. ويجب على سكان العراق أن يحجوا مرة كل عام، أما من يسكنون خارجها فعليهم آداء الحج مرة واحدة في العمر على الأقل.

وتبدأ مراسم الاحتفال مساء الثلاثاء، حيث يرتدي الأيزديون جلباباً أبيضاً يغطي جزءاً من الرأس، ويحملون شموعاً في عيدهم المعروف باسم “سري سال”.

تعرضوا إلى 72 حالة إبادة لأسباب دينية وإقتصادية..

يتحدث الأيزديون اللغة “الكرجمانية” وهي إحدى اللغات الكردية، وفي لغتهم تنقسم كلمة “نيسان” إلى شقين الأول “ني” ويعني الجديد، و”سان” أي الولادة.

ويقدر عدد الأيزديين في العالم بحوالي مليون و600 ألف شخص، نصفهم عراقيون لارتباطهم الديني بمعبد “لالش” الذي يعدونه قبلتهم، ويتمركزون في مدينتي “شيخان” الواقعة شمال الموصل و”سنجار” غرب الموصل المتاخمة للحدود السورية، كما تشير الإحصاءات إلى أن نصف مليون أيزيدي دخلوا سوريا أثناء حرب العراق.

ومن بين المعتقدات الغريبة المترسخة في الديانة الأيزدية، اعتقادهم بالتناسخ، لأنهم يرون أن الروح خالدة لا تموت بموت الشخص وإنما تنتقل إلى جسد مولود جديد، كما أنهم يعظمون “الشمس” ويتوجهون إليها في صلواتهم وأدعيتهم.

وللأيزديين كتابين مقدسين هما “كتاب الجلوة” و”الكتاب الأسود”، الأول مكون من 3 صفحات والثاني من 7 فقط.

وعلى مدار التاريخ، عانى الأيزديون من 72 حملة إبادة ضدهم لأسباب دينية واقتصادية، كانت أولها تلك الحملة التي أطلقها الخليفة العباسي “المعتصم”، وهدفها – وفقاً لمصادر تاريخية – حماية طرق التجارة من الهجمات الأيزدية التي كانت تعرقل وصول القوافل.

وتمكن الأيزديون من الوصول إلى أن يكون لهم مقعداً في البرلمان العراقي، ولهم أيضاً مقعداً في البرلمان الأوروبي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة