وكالات – كتابات :
قال عضو مفوضية حقوق الإنسان، “علي البياتي”، اليوم الأحد، إن محافظة “البصرة”، أقصى جنوبي “العراق”، تشهد ضعفًا أمنيًا يؤدي إلى تكرار جرائم القتل والاختطاف، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل.
وأضاف “البياتي”، في تصريحات صحافية؛ إن: “ما يحدث في محافظة البصرة؛ من جرائم قتل واختطاف، هو ضعف في أداء الأجهزة الأمنية والاستخبارتية واستمرار ظاهرة الإفلات من العقاب”.
وأوضح أن: “تحول هذه الظاهرة إلى عادات مشجعة إلى جرائم أكثر وأبشع وانتهاك في حقوق الإنسان واستهداف الناشطين وأسرهم”.
وتابع، “أننا بعد أن عجزنا من مطالبة الحكومة التحقيق الجاد ومعاقبة الجناة، وندعو المجتمع الدولي إلى أن يقوم بواجباته الإنسانية والأخلاقية والقانونية تجاه الناشطين العاملين في حقوق الإنسان؛ الذين أصبحوا هم وذووهم في مرمى استهداف العصابات والمافيات التي تستغل الضعف الأمني”.
وأفاد مصدر أمني، اليوم الأحد، باغتيال المواطن، “علي كريم”، نجل الناشطة في مجال حقوق الإنسان، “فاطمة البهادلي”، رئيسة جمعية “الفردوس”، في محافظة “البصرة”.
وأبلغ المصدر وكالة (شفق نيوز)؛ أن الشرطة عثرت على جثة “كريم”، في “قضاء الزبير”، غربي “البصرة”، بعد اختفائه لـ 24 ساعة.
“يارب العدالة”..
وودعت الناشطة المدنية، “فاطمة البهادلي”، الأحد، جثمان أبنها، إلى مثواه الأخير بكلمات: “يارب العدالة.. أنقذ أولادي”، وذلك بعد ساعات من العثور عليه مقتولاً في “قضاء الزبير”.
وبحسب مشهد فيديو، تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي؛ طالبت الناشطة المدنية ومديرة منظمة “الفردوس” النسوية، في “البصرة”، “فاطمة البهادلي”، بالعدالة، على أثر مقتل أبنها، بعد 24 ساعة على اختفاءه.
وأظهرت مشاهد فيديوية، التقطها نشطاء محافظة “البصرة”، لحظة تلقي الناشطة، “فاطمة البهادلي”، نبأ العثور على جثة ابنها، “علي كريم”، في “قضاء الزبير”.
طلبوا مني مغادرة البصرة..
وتوجه عدد من النشطاء إلى محل سكن الناشطة، “البهادلي”، لتقديم واجب العزاء، فيما نقلوا عنها رسالة طلبت منهم إيصالها إلى وسائل الإعلام، مفادها: “أحمّلكم أمانة أن تنقلوا ما أقوله إلى وسائل الإعلام، لقد طلبوا مني قبل شهر مغادرة البصرة.. قالوا لي عليكِ مغادرة المدينة.. لكنّي لم أغادر لأني لا أستطيع العيش خارج مدينتي.. وما جرى الآن هو الرد لعدم مغادرتي”. دون أن تذكر هوية الجهة التي قامت بتهديدها.
ووفقًا للمعلومات الأولية، التي حصلت عليها وكالة (ناس)، فإن الشاب تلقى رصاصتين في رأسه، وواحدة في صدره، وتم تجريده من جميع مقتنياته، سيما محفظته الشخصية.
تم تجريده من كل شيء..
وعثرت “القوات الأمنية” على جثة الشاب، “علي كريم”، في “قضاء الزبير”، بمحافظة “البصرة”، بعد اختفائه، منذ مساء أمس السبت، وهو ابن الناشطة البصرية، “فاطمة البهادلي”.
و”علي كريم”؛ من مواليد العام 1995، غير متزوج، وقد اختفى منذ يوم أمس، بعد أن أبلغ ذويه أنه ذاهب إلى أحد مسابح “البصرة”، وتم إغلاق هاتفه بعد التاسعة والنصف من مساء يوم أمس.
وأخبر ذوو “علي كريم”، مراسل (ناس)، في “البصرة”، أن: “القوات الأمنية” وجدت جثة الأبن الأكبر للناشطة، “فاطمة البهادلي”، ملقاة على قارعة الطريق في “قضاء الزبير”.
وأبلغ مقربون من الناشطة، “فاطمة البهادلي”؛ في “البصرة”، أن الناشطة: “تعرضت إلى حملة تسقيط واتهامات من قِبل المنصات الإعلامية المرتبطة بإيران، رغم أن منظمة الفردوس، التي تديرها البهادلي، تعمل منذ العام 2003، وهي غير معنية بالسياسة، وتُعنى بدعم الشباب والنساء”.
سبق اختطافها وتتعرض لحملات تحريض منظمة..
وأضافت المصادر: “سبق أن تم اختطاف، فاطمة البهادلي، عام 2012، من (جهات مسلحة مجهولة)، واستمرت التهديدات، وفي العام 2018، تعرضت لحملة تحريض من منصات إعلامية على صلة بإيران، بتهمة العمالة للقنصلية الأميركية”، وهي التهمة التي سبق أن تعرض لها معظم النشطاء قبل اغتيالهم، ومن بينهم الناشطة القتيلة، “ريهام يعقوب”.
وفقدت الناشطة، “فاطمة البهادلي”، أول أبنائها، في آيار/مايو من العام 2019، حين قُتل، “أحمد”، لتعتبر السلطات الحادث: “انتحارًا”، رغم أنه كان على موعد لحضور فعالية قبل موعد وفاته بساعات، وقد وُجد معلقًا بحبل في غرفته وهو بكامل أناقته، وفقًا لمقربين.
قدمت إثنين من ثلاثة أبناء لمقصلة “الميليشيات”..
وبالعثور على جثة، “علي كريم”؛ تفقد الناشطة، “فاطمة البهادلي”، إثنين من أبنائها الثلاثة.
وسبق أن اتهم قائد شرطة البصرة السابق، “رشيد فليح”، النشطاء، بالعمالة لـ”الإمارات” و”السعودية” و”إسرائيل”، قبل أن يوجه رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، بإقالته.
وأعلن “الكاظمي”؛ اعتقال: “فرقة الموت”، المتهمة باغتيال الصحافي المعارض للنفوذ الإيراني، “أحمد عبدالصمد”، لكن دون الكشف عن إرتباطات: “فرقة الموت”.
ولم يُعلق محافظ البصرة ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، “أسعد العيداني”، على حادثة الاغتيال، فيما ألقى نشطاء باللوم على “العيداني”؛ في تعزيز ظاهرة الإفلات من العقاب في المحافظة، بعد سلسلة حوادث الاغتيالات التي جرت في المحافظة.