7 مارس، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

البنك المركزي يبريء نفسه من إتلاف الـ 7 مليارات دون تقديم دليل على عدم تسريبها خارج المصرف

Facebook
Twitter
LinkedIn

بغداد – كتابات

الجميع يخلي المسؤولية عن نفسه، يتبرأون من تلك الواقعة الكارثة بكل المقاييس، خاصة بعد ما أحدثته من موجة غضب عارمة في الأوساط العراقية لكنهم في الوقت نفسه يمهدون لأنفسهم الطريق إذا ما تكررت أو اكتشف مثلها فيما بعد.

ومع حالة من الغضب انتابت الكتاب والمثقفين والسياسيين من نبأ فقد 7 مليارات دينار عراقية نتيجة مياه الأمطار، خرج البنك المركزي العراقي ببيان مساء الأربعاء 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، لا لينكر الكارثة أو يبعد التهمة عن نفسه بحسن التصرف في تلك المليارات، بل خرج ليقول إن تلك الأموال أتلفتها مياه الأمطار في مصرف الرافدين سنة 2013 عندما كان عبدالباسط تركي محافظا للبنك المركزي، فضلا عن كونه رئيس ديوان الرقابة المالية في حينه.

لكن رغم ذلك، حاول البيان تبرأة ساحة رئيس البنك المركزي وقتها، بقوله إنه اتخذ ما يجب اتخاذه وفقاً للقانون والتعليمات الخاصة بالبنك المركزي والأجهزة الرقابية للدولة”.

ووفق تلك التعليمات – التي تبرر تغيير العملة التالفة لكن عليها في الوقت نفسه إجابة سؤال الشارع العراقي أين ذهبت تلك السبع مليارات وما الذي يضمن أنها لم تتسرب إلى الأسواق – يتم استبدال الأوراق التالفة وغير الصالحة وهذا ما يقوم به بشكل مستمر من أجل المحافظة على استدامة التعامل بالعملة المحلية واستقرارها، بحسب البيان.

وأكثر ما يدهش في بيان المركزي اليوم، أنه يتحدث عن تكلفة طباعة 7 مليارات كورق وليس كعملة، لكنه تناسى أن يوضح كيف ضمن السيطرة على الأرقام المتسلسلة الخاصة بذلك المبلغ وكيف يؤكد أن تلك الـ 7 مليارات لم تخرج خارج البنك.

بل راح يبرر بأن العملة التي غرقت كانت ستستبدل حتى لو لم تغرق لكون عمرها الافتراضي قد انتهى، وهنا يرد عليه بأن هذا التغيير وأنت تضع يدك على ذلك المبلغ وتفرمه كورق لتطبع غيره، فهل ضمنت أن الـ 7 مليارات قد جرى تدميرهم وفرمها أمام مسؤولي البنك بالكامل، تلك أسئلة تنتظر إجابة المسؤولين.

بدلا من إبداء الاستغراب لإثارة هذا الموضوع بعد خمس سنوات وفي هذا التوقيت بالذات، كما يقول البيان الصادر عن البنك المركزي.

تأتي تلك التبريرات بعد دعوات شخصيات بارزة وكتل سياسية بضرورة محاسبة وسجن المسؤولين عن تلك الواقعة، خاصة أنها لم تحدث في عهد صدام الذي شهد أمطارا وسيولا أشد قوة وقسوة ولم يغرق معها ينار واحد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب