19 أبريل، 2024 11:51 م
Search
Close this search box.

البغدادي يعين “المدمر” خليفة له .. فما أسباب ودلالات اختياره ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أعلنت مواقع مقربة من تنظيم (داعش) الإرهابي أن زعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”، قد عيَّن التُركماني، “عبدالله قرداش”، خلفًا له. وقالت مصادر إن “قرداش” كان معتقلًا في سجن “بوكا” في “العراق”، الذي كان “البغدادي” نفسه معتقلًا فيه، بالإضافة إلى كونه – أي “قرداش” – قياديًا في تنظيم (القاعدة).

وطبقًا للخبراء الأمنيين العراقيين؛ يُعد “قرداش” من أشرس من تبقى من قيادات الخط الأول لتنظيم (داعش).

ويأتي الإعلان عن تعيين “قرداش”؛ خليفة لـ”البغدادي”، بعد نحو أربعة شهور من آخر ظهور لـ”البغدادي”، في التاسع والعشرين من شهر نيسان/أبريل الماضي؛ حيث توعد “الولايات المتحدة الأميركية” بمزيد من الأعمال، كما عد تفجيرات “سريلانكا” التي راح ضحيتها العشرات بمثابة ثأر لما حصل في منطقة “الباغوز” في “سوريا”.

كما يأتي هذا الإعلان عشية إعلان “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، عن عودة تنظيم (داعش) للظهور في “سوريا” و”العراق”، بسبب سحب “الولايات المتحدة الأميركية” قواتها من هناك، كما أنه طبقًا لتقرير (البنتاغون) بدأ يعزز قدراته في “العراق”.

وتخوض القوات العراقية، منذ شهرين تقريبًا، ما تسميه عملية “إرادة النصر” التي لا تزال رحاها تدور هذه الأيام في أماكن مختلفة، بين محافظات “ديالى وكركوك ونينوى”، لمطاردة عناصر تنظيم (داعش).

حول مميزات خليفة “البغدادي” المدعو، “عبدالله قرداش”، يقول الخبير الأمني العراقي، “فاضل أبورغيف”، إن: “خليفة البغدادي المُنصَّب توًا، كان معتقلًا في سجن بوكا بمحافظة البصرة، وقد شغل منصب شرعي عام تنظيم (القاعدة)؛ وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل”.

مضيفًا أن: “قرداش كان مقربًا من القيادي في، (داعش)، أبوعلاء العفري، وكان والده خطيبًا مفوهًا وعقلانيًا”، مبينًا أن: “قرداش أتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل”.

يشار إلى أنّ رئيس “خلية الصقور” الاستخبارية التابعة لـ”وزارة الدفاع العراقية”، قال قبل أيام؛ إن “أبابكر البغدادي” موجود حاليًا في “سوريا”، ويتمتع بنفوذ قوي، رغم إصابته بالشلل.

وقال “أبوعلي البصري”، إنه: “بعد مقتل قياداتها في الحرب السرية والأنفاق في المنطقة الغربية والإنتكاسة العسكرية لـ (داعش) في العراق وسوريا، أصبح هناك خطر داهم على المجرم، إبراهيم السامرائي، الملقب بالبغدادي، الموجود حاليًا في سوريا، من معاونيه العرب والأجانب”.

طُعم لعودة القيادة الفارة منه..

تعليقًا على تعيين “البغدادي” خليفة له، قال الباحث الأمني والمستشار الإعلامي لمركز “التنمية الإعلامية”، “علي فضل الله”: “أن خسارة تنظيم (داعش) لقيادات كبيرة، سواء عن طريق القتل من قِبل القوات الأمنية أو الهروب والتخلي عن زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، أدت إلى ظهور استراتيجية جديدة للتنظيم تقوم على استدراج قيادات فرت منه، وهي بمثابة طُعم لعودتهم، وهذا يؤكد نهج التنظيم في أن شخصية القائد يجب أن تكون محلية، الأمر الآخر المهم في هذا الموضوع هو أن هذه الشخصية الجديدة القادمة لقيادة التنظيم هي شخصية قاسية ومتمردة وتمتلك عنف شديد، لذلك أعتقد أن هناك استراتيجية جديدة للتنظيم في إعداد إرهاب جديد بإتجاه الجغرافية العراقية والسورية، كما أن ذلك يدل على أن القادم سيكون أشد في التعامل مع القوات العراقية، ولا ننسى وقوف مخابرات عالمية خلف التنظيم، يرافقها إعلام أميركي يزيد من تهويل هذه المجاميع الإرهابية”.

وأضاف “فضل الله”: “أن تنظيم (داعش) لم ينشط، وإنما هناك ضعف في المستوى الأمني، وسبق وإن وجهنا انتقادات لعملية (إرادة النصر)، في كونها تستنزف القوات الأمنية العراقية عبر طريقة كلاسيكية في إدارة العمليات، بعيدة عن الجهد التكنولوجي”.

مشيرًا إلى أن: “الاستهداف الإرهابي الأخير لمحافظة ديالى؛ يدل على وجود انتشار لعناصر التنظيم وإستهزاء بالقوات الأمنية العراقية، فلو كانت عملية (إرادة النصر) حققت مرادها في ديالى، لما شهدنا مثل هذه العملية”.

دلالات اختيار “قرداش” خليفة لـ”البغدادي”..

وكشف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، “عمرو فاروق”، أن اختيار زعيم تنظيم (داعش)، “أبوبكر البغدادي”، العراقي التُركماني، “عبدالله قرداش”، نائبًا وخليفة له، أمرًا له عدة دلالات.

وعدد “عمرو فاروق” الفرضيات وراء هذا القرار، وفي هذه المرحلة الحرجة من عُمر التنظيم، سواء داخل “سوريا” و”العراق”، أو في مختلف المناطق التي يتمركز بها :

أولًا: “محاولة تجديد (البيعة الروحية)، بين قيادات وعناصر التنظيم وبين، أبوبكر البغدادي، ورجاله”.

ثانيًا: “إنهاء الصراعات والانقسامات الداخلية التي مُني بها التنظيم؛ خلال المرحلة الأخيرة”.

ثالثًا: “التأكيد على قدرة (داعش) على التمدد والبقاء والانتشار داخل جغرافية سياسية جديدة”.

رابعًا: “التأكيد على أن التنظيم ما زال قادرًا على توجيه العديد من الضربات وتنفيذ العمليات في العمق الإفريقي والآسيوي والأوروبي”.

خامسًا: “التأكيد على الاستراتيجية الجديدة لـ (داعش) وفق التحرك من خلال (إدارة مركزية متحركة ومسردبة أو مختفية)، تدير التنظيم عبر (غرف عمليات مركزية)، وتسعى لتقوية الفروع والولايات، وتقوم بتوظيف الخلايا الكامنة وفق المصطلحات التنظيمية الجديدة المسمى بـ (خلايا التماسيح)، وهي خلايا كامنة موالية لـ (داعش) فكريًا وليس تنظيميًا، وسيتم تحريكها من خلال قيادات الفروع والولايات، مثلما حدث في الخلية التي نفذت تفجيرات سريلانكا”.

سادسًا: “محاولة التنظيم استعادة هيبته إعلاميًا، والقضاء على نفوذ تنظيم (القاعدة)، وقطع الطرق أمام طموحاته في الإنفراد بالساحة الجهادية”.

من هو “قرداش” ؟

وأشار “فاروق” إلى أن: “أبوعمر قرداش”، كان ضابطًا في الجيش العراقي السابق، وكان المسؤول الشرعي في تنظيم (القاعدة)، قبل تكوين (داعش)، في “سوريا” و”العراق”، عام 2014.

وأضاف أنه تم اعتقال “أبوعمر قرداش”، في سجن “بوكا”، الذي أنشأته القوات الأميركية في مدينة “البصرة” الجنوبية، عقب دخولها إلى “العراق”، عام 2003، وهو السجن الذي كان مسجونًا به “البغدادي” نفسه حينها.

وأوضح أن “أبوعمر قرداش”؛ يلقب بـ”المدمر”، وتُعرف عنه قسوته وشدته في التعامل مع خصوم التنظيم، ورغم نسبه إلى “التُركمان”، إلا أن قيادات داخل (داعش)، من بينهم “إسماعيل العيثاوي”، تؤكد على “قرشيته”.

وتولى “أبوعمر قرداش” منصب أمير “ديوان الأمن العام”، في “سوريا” و”العراق”، وهو أحد أقوى الدواوين داخل (داعش)؛ والمسؤول عن حماية قيادات التنظيم، كما أشرف في وقت سابق على “ديوان المظالم”، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها التنظيم خلال سيطرته على المدن، كما تولى منصب وزير “التفخيخ والانتحاريين”، وأشرف بنفسه على عمليات التفخيخ أثناء معارك التنظيم ضد “الجيش الحر” في “سوريا”.

وأفاد بأن “أبوبكر العراقي”، نائب “البغدادي” السابق، رشحه ليكون قائدًا لفرع التنظيم في “لبنان”، إبان تفكير التنظيم في التمدد هناك، لكن الفكرة ألغيت في وقت لاحق، مبينًا أن “أبوعمر قرداش”، كان أحد مرافقي “البغدادي” في الفيديو الأخير، الذي بثه التنظيم بعنوان (في ضيافة أمير المؤمنين)، في نيسان/أبريل 2019.

حجي عبدالناصر” سيكون خليفته..

وصرح “فاروق” بأنه يلي “أبوعمر قرادش”، في خلافة “البغدادي” لقيادة التنظيم، “حجي عبدالناصر”، العراقي الذي أدرجته “الخارجية الأميركية” على قوائم الإرهاب، نهاية عام 2018، ويتولى قيادة ما يعرف بـ”اللجنة المفوضة”، وهي المسؤولة عن إدارة التنظيم، ويعين أعضاؤها بقرار مباشر من “البغدادي”.

كما تولى “عبدالناصر” منصب “العسكري العام” لما يعرف بـ”ولاية الشام” سابقًا، وأشرف بنفسه على قيادة معارك التنظيم في “الرقة”، بحسب وثيقة سابقة نشرها عضو مكتب البحوث والإفتاء التابع لـ (داعش)، “أبومحمد الحسيني الهاشمي”.

وكشف الباحث المصري أن؛ “عبدالناصر” يتبعه “إسماعيل العيثاوي”، المكنى بـ”أبوزيد العراقي”، الذي تولى منصب نائب خليفة (داعش) خلال فترة من الفترات، وأشرف على لجنة كتابة المناهج الخاصة بالتنظيم.

قيادة التنظيم لابد أن تكون من القرشيين..

هذا وقال “عمرو فاروق”؛ إن تركز قيادة التنظيم، في يد مجموعة “القرشيين” تعود إلى نص مؤول ومأخوذ من كتاب (صحيح البخاري)، تحت عنوان “باب الأمراء”، يشير إلى أن: (هذا الأمر في قريش لا ينازعهم أحد فيه؛ إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين).

ويُعتبر (داعش) أن هذا النص، قاعدة أصولية تحدد ضوابط اختيار من يصفه بـ”أمير المؤمنين”، لذا يقصر “مجلس شورى” التنظيم، وهو المسؤول عن اختيار “الزعيم”، اختياراته على المجموعة القرشية داخله.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب