9 أبريل، 2024 2:14 ص
Search
Close this search box.

البصرة تشكو شحة تمورها .. عديد نخيلها انخفض من 35 مليون الى 10 ملايين

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان قطاع أبي الخصيب بمحافظة البصرة في جنوب العراق أكبر مناطق إنتاج التمر في البلد لكن الجفاف والحروب والأمراض أصابت معظم أشجار النخيل الباقية فيه. وتنتشر الحشائش في أرض المزارع سعيد راضي خشاف في أبي الخصيب على ساحل شط العرب ولم يعد الكثير من أِشجار النخيل التي يملكها ينتج تمرا يصلح للأكل. وقال خشاف “الإنتاج صفر وماكو إنتاج. إنتاج تلف هذا حتى الحيوان ما يأكله هسة لو اراويك (اريك) أكو نخل ما يأكله الحيون ما يأكله.”
وأضاف المزارع أن كل النخيل في البصرة سيكون مصيره الهلاك إذا لم تتدخل سلطات المحافظة سريعا.
وقال كان العراق 35 مليون (نخلة). الآن بحدود العشرة. الناس جابت وطيحت (قطعت) الحرب التي سحقت من النشوى إلى الفاو. وين الرحي.. وين الساير.. وين الأنواع. بقت نخلة حلاوية موجودة ميتوة مستهلكة.”
ويطالب زراع التمر في البصرة الحكومة بإبدال النخيل القديم المريض بنخيل جديد وتحسين مصادر الري وتقليل ملوحة المياه. وكان في العراق قبل حربه مع إيران في الثمانينات نحو 30 مليون نخلة تنتج مليون طن من التمر سنويا. لكن حملة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين العسكرية والإهمال الذي عانت منه بساتين النخيل أعواما طويلة أتلفت نحو نصف النخيل وقلصت الإنتاج السنوي للتمر إلى 420 ألف طن.
وذكر محمد اسماعيل الذي يملك بستانا للنخيل في أبي الخصيب أن مصادر المياه كانت مناسبة للري في منتصف التسعينات كما كانت مبيدات الآفات والمخصبات متوفرة آنذاك وأن ذلك ساعد على إنتاج التمر بوفرة وجودة.
وقال اسماعيل “قبل أحسن. الآن ماكو إنتاج. يعني كل هذا النخيل كدامك (امامك) ما كلته الحميرة.. حمل وطكته (أصابته) الحميرة. ماكو أي انتاج. والنوبة (إضافة) إلى هدا الغبار.. الترابة. ما ينطونا دواء مال الحميرة.. ما ينطونا.” ويوجه إليه سؤال فيجيب “قبل كل نخلة تطلع خمس صناديق.. ست صناديق. بحدود 150 .. 200 كيلوجرام. اكو نخلات هسة ما تطلع 50 كيلو.. 25 كيلو النخلة النشيطة كلش. ويعني اكو نخلات صفر.”
وأضاف أن كثيرا من الشبان الذين يعملون في بساتين النخيل هجروا الزراعة والتحقوا بأعمال في الحكومة مع تدهور حالة النخيل. وقال “الزراعة ظلت ما سوى شيء والفلاح ظل يهاجر من الريف إلى المدينة.. ظل يبيعها. يكلك (يقول لك) ليش ما أبيع.. أنا ما مستفاد.. أحط بسطية أني ما مستفاد حتى لو يشتغل عامل. يكلك اضبط من النخلة.. النخلة بس موسم واحد ما يحصلون منها شيء والزراعة ماكو.”
وكان العراق من أكبر منتجي التمر في العالم حتى أواخر السبعينات. لكنه فقد موقعه في سوق التمر العالمية في أعقاب حربين وعلى مر 13 عاما فرضت عليه الأمم المتحدة خلالها عقوبات اقتصادية بعد عزو الكويت عام 1990.
ويقول مسؤولون بوزارة الزراعة إن العراق يحتل خاليا المركز السابع بين منتحي التمر في العالم.
وقال المهندس الزراعي عامر سلمان عبد الحسين مدير مديرية زراعة البصرة “نتيحة الحرب العراقية الإيرانية نحن استلمنا بقايا واقع زراعي حقيقة الدي جرف جرف. ملايين من النخيل جرفت. هجرت أصحاب البساتين. دمرت الأنهار الموجودة وبالتالي هنالك مشكلة البنى التحتية انتهت فلا بد وأن هنالك حملة من خلال ليس فقط وزارة الزراعة وإنما من كل الوزارات تهدف إلى إعادة البنى التحتية من طرق ومستوصفات ومدارس ومياه إلى آخره من البنى التحتية حتى يتمكن فلاح من العودة إلى أراضيه خصوصا في قطاع الفاو و السيبة وأبي الخصيب وجزء من قضاء شط العرب الدي عانى من خلال الحرب العراقية الإيرانية.”
ويقول المسؤولون في مجال الزراعة بالعراق إن الحكومة تحاول مساعدة المزارعين على زيادة الإنتاج بدعم أسعار الأسمدة واستخدام طائرات هليكوبتر لرش مبيدات الآفات. وذكر عبد الحسين أن الحكومة وزعت فسائل نخيل جديدة على زراع التمر في البصرة.
وقال “بالتنسيق مع مجلس محافظة البصرة في عام 2006 .. 2007 وزعنا بحدود 14 ألف فسيلة. وزارة الزراعة من خلال الهيئة الغامة للنخيل أعدت مشاريع للأصناف المرغوبة. كدلك عملت وزارة الزراعة على تكثير النخيل عن طريق الزراعة النسيجية من خلال إنشاء مختبرات للزراعة النسيجية على مستوى العراق لأن مثل ما تعرف إعداد النخيل الدي فقدت أعداد كبيرة.”
ولا يزال التمر هو ثاني منتج رئيسي للعراق بعد النفط لكن الآفات الخطيرة تهدد بقتل الآلاف من أشجار النخيل العراقية.
ويقول المسؤولون إن الحكومة العراقية وضعت خطة طموحا بكلفو تبلغ 80 مليون دولار لإبدال نحو 40 مليون نخلة على مدى عشر سنوات وزراعة أنواع جديدة من التمر.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب