شهد المركز الثقافي النفطي في محافظة البصرة، الخميس، انطلاق فعاليات مهرجان المربد الشعري بدورته الثانية عشرة بمشاركة عشرات الشعراء والنقاد العراقيين وعدد قليل من الشعراء العرب، وحملت الدورة الجديدة اسم الشاعر العراقي الراحل رشدي العامل.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد راوندزي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “مهرجان المربد بدوره الحالية يبدو جيداً، خاصة من ناحية الحضور والمشاركة، إذ جميع الشعراء والأدباء الذين تلقوا دعوات لبوا تلك الدعوات”، مضيفاً أن “مايميز الدورة الجديدة مشاركة 15 شاعراً كردياً من اقليم كردستان، وتلك المشاركة تعزز التلاحم الثقافي والشعري على المستوى الوطني”.
وأشار راوندزي الى أن “المهرجان بدورته المقبلة من المؤمل أن يكون أفضل من الدورة الحالية”، مضيفاً أن “الوزارة قررت تشكيل لجنة عليا لتنظيم الدورة المقبلة للمربد اعتباراً من مطلع شهر تموز من العام الحالي ليتسنى لها اجراء التحضيرات بشكل جيد”.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الشاعر كريم جخيور إن “حفل افتتاح المهرجان لم يتضمن إلقاء كلمات من قبل مسؤولين، إذ كانت كلمة واحدة ألقاها رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الناقد فاضل ثامر، وهي كلمة ترحيبية بالوفود المشاركة”، موضحاً أن “عشرات الشعراء والنقاد من البصرة وجميع المحافظات الأخرى يشاركون في المهرجان، إضافة الى عدد قليل من الشعراء العرب”.
ولفت جخيور الى أن “المهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام، يتضمن جلسات للقراءات الشعرية والنقدية، كما يتضمن فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، منها معرض للصور الفوتغرافية تنظمه جمعية المصورين العراقيين، ولوحات موسيقية تراثية تقدمها فرقة الفنون الشعبية في البصرة، إضافة الى معرض للحرف اليدوية”، معتبراً أن “ضعف التخصيصات المالية يعد أبرز عقبة واجهتها اللجنة التنظيمية العليا للمهرجان، وبسبب هذه المشكلة اضطررنا الى تقليص دعوات المشاركة، وهو ما أوقعنا في احراجات كثيرة وكبيرة”.
وكان إنطلق أول مهرجان مربد في الأول من نيسان عام 1971، وجرت العادة أن يقام في بغداد لكن بعد سقوط نظام الحكم السابق نقل الى البصرة باعتبارها تمثل موقعه التأريخي، وبلغت دورات المهرجان 18 دورة سنوية لغاية عام 2002، قبل أن يتم إلغاء تسلسلها في عام 2003، حيث أعلنت وزارة الثقافة في عام 2004 اعتماد تسلسل جديد، وبذلك تكون الدورة الجديدة لعام 2015 هي الدورة الثانية عشرة على التوالي.
ويستمد المهرجان عنوانه من سوق المربد التي كانت تقع في قضاء الزبير ضمن محافظة البصرة، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، وكانت السوق مخصصة لبيع الابل والبغال قبل أن تتحول خلال العصر الأموي الى ملتقى للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية، وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى التي كانت مخصصة لأقوام الجزيرة العربية، كانت سوق المربد متسعاً لأعراق مختلفة من فرس وصينيين وهنود وأقباط وعرب، ومن أبرز شعراء المربد جرير والفرزدق وبشار بن برد وأبو نواس، كما أن الجاحظ والكندي وسيبويه والأصمعي والفراهيدي كانوا من أشهر رواد السوق التي تعرضت إلى الاندثار قبل قرون.