19 أبريل، 2024 10:14 م
Search
Close this search box.

“البصرة” المنكوبة .. صداع في رأس النظام .. فهل زيارة “عبدالمهدي” السرية ستعيد الاستقرار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

يبدو أن الأوضاع في محافظة “البصرة” لا تبشر بالخير.. فالمحافظة تعاني من سوء الخدمات، وأغلب شبابها عاطلين عن العمل، ولم تقدم الحكومة الجديدة، حتى الآن، أي حلول عملية لتخفيف الأزمة عن المواطنين.

ويخشى المسؤولون، في “بغداد”، من أن استمرار الأزمة سيزعزع الاستقرار ويؤدي إلى تصاعد حدة التظاهرات في المحافظة.

تراجع الواقع الخدمي والمعيشي..

بدأت بوادر الأزمة الحالية، يوم الجمعة الماضي، عندما أضرم متظاهرون غاضبون النيران في نقطة أمنية قرب الحكومة المحلية في محافظة “البصرة”، الغنية بـ”النفط”، أقصى جنوب “العراق”.

وتظاهر العشرات من البصريين احتجاجًا على استمرار تراجع الواقع الخدمي والمعيشي، وانتشار البطالة داخل المجتمع، وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ودوائرها.

وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى تفريق المحتجين بواسطة القنابل المسيلة للدموع، بحسب ما أفادت مصادر إعلامية.

فيما حذّر “مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان”، في “البصرة”، من تفاقم الأوضاع بالمحافظة لعدم إيفاء الحكومة المحلية بالوعود التي قطعتها للسكان؛ فيما يخص إيجاد فرص العمل وتحسين الواقع الخدمي.

ودعا المكتب، “مجلس محافظة البصرة؛ إلى عقد جلسة طارئة بحضور ممثلي المحافظة في مجلس النواب لدراسة وإيجاد الحلول للمحافظة”.

موازنة البصرة 1% فقط من من الموازنة الاتحادية..

قال رئيس اللجنة الإدارية والقانونية في مجلس محافظة البصرة، “أحمد عبدالحسين”، أمس الثلاثاء، إن الموازنة الاتحادية، لعام 2019، غبنت حق “البصرة” بشكل كبير.

وأضاف أن: “مجلس الوزراء تجاوز على حقوق البصرة، حسب القانون 21، الذي أقره مجلس النواب”. وتابع أن: “مشروع قانون الموازنة الاتحادية، الذي يُدرس الآن في مجلس النواب، ما هو إلا نسخة من الموازنات السابقة ولا يوجد عليها أي تعديل ولا إضافة”.

ونوه “عبدالحسين”؛ إلى أن: “الموازنة الجديدة هي موازنة تشغيلية؛ أكثر مما هي موازنة استثمارية أو خدمية، وبالتالي فإن الرؤية الاقتصادية للبلد أنه سيبقى في استنزاف للموارد دون تطويرها أو زيادتها، سواء الموارد النفطية وغير النفطية”.

مُضيفًا أن: “أغلب ما هو موجود في الموازنة عبارة عن واردات نفطية، تُمول من البصرة، لكن حجم تخصيصات البصرة من الموازنة الاتحادية التي ستصل إلى أكثر من 130 تريليون، أقل من 1%، في حين حصة مناطق أخرى مثل، كُردستان، وغيرها تأخذ 17% أو يزيد”.

“عبدالمهدي” يزور البصرة سرًا..

بسبب إشتعال الأوضاع في “البصرة”؛ قام رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، فجر الأحد، بزيارة المحافظة. لكن تلك الزيارة لم تخل من جدل بين المسؤولين المحليين بالمحافظة، إذ اعتبروها غير موفقة، لعدم تواجد أي من ممثلي المحافظة.

فيما أكد النائب عن محافظة البصرة، “بدر الزيادي”، ضرورة إعلام المحافظة مسبقًا بتلك الزيارة، من أجل الإجابة عن استفسارات، “عبدالمهدي”، من قِبل المسؤولين المعنيين. وأكد “الزيادي”، على أن نواب “البصرة”، الذين انتخبهم أهالي المحافظة، أدرى بالمشاكل، وكانوا بصدد نقلها إلى رئيس الوزراء، لكن سرية الزيارة جعلتها دون جدوى.

كما انتقد، “الزيادي”، أسلوب الزيارة، معتبرًا أن الوقت الحالي ليس للزيارات المفاجئة، مشيرًا إلى أن “البصرة”، محافظة منكوبة، وليس لديها أبسط الخدمات، وأغلب شبابها عاطلين عن العمل، مبينًا أن عدم إيجاد الحلول، سيكون سببًا لاستمرار الأوضاع غير المستقرة، وتصاعد حدة التظاهرات في المحافظة.

من جهته؛ انتقد “مجلس محافظة البصرة”، الزيارة المفاجئة لـ”عبدالمهدي”، معتبرًا أن ما قام به رئيس الوزراء يُعد تهميشًا للحكومة المحلية في المحافظة.

وقال رئيس لجنة الإسكان والإعمار في مجلس المحافظة، “حسام أبوالهيل”، في حديث صحافي، إن الحكومة المحلية في “البصرة”، بشقيها التنفيذي والتشريعي، لم يكن لديها أي علم بزيارة رئيس الوزراء.

واستغرب “أبوالهيل” تلك الزيارة، مقارنة بباقي الزيارات إلى المحافظات، التي كانت تأتي وفق السياقات والبروتوكولات المعهودة في الاستقبال الرسمي من قِبل الحكومات المحلية وبعض أعضاء المجالس.

إلغاء مشاريع حكومة “العبادي” !

يشار إلى أن المراقبين انتقدوا سياسة، “عبدالمهدي”، تجاه “البصرة” بعد إلغائه مشاريع استثمارية كبيرة تتعلق بالخدمات العامة كانت قد أقرتها الحكومة السابقة برئاسة، “حيدر العبادي”، منها ما يتعلق بمياه الشرب التي تعتبر إحدى أكبر معضلات “البصرة”، بالإضافة إلى مشاكل “الكهرباء والصحة والتعليم والطرق والاتصالات”.

واعتبر المراقبون، أن تعطيل منجزات أو مشاريع طموحة قامت بها الحكومة السابقة لأهداف مبهمة، يُعتبر تقويضًا لجهود مؤسسة الحكومة ذاتها، مشيرين إلى أن هناك خططًا وضعت من قِبل حكومة “العبادي”، ومشاريع أُقرت، وعلى حكومة “عبدالمهدي” أن تنفذها لا أن تلغيها.

زيارة “عبدالمهدي” كزيارة “ترامب” !

هذا؛ وشبّه المراقبون زيارة “عبدالمهدي”، إلى “البصرة”، التي أتسمت بسرعتها وسريتها، بزيارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، قبل أسابيع إلى “العراق”، والتي استقل خلالها أيضًا طائرة عسكرية أميركية للوصول إلى “البصرة”، مضيفين أن وهن وفساد وتردي الخدمات المقدمة للمواطنين، الذين ملوا الوعود والعهود، سيدفع إلى حرق المزيد من الإطارات في الشوارع خلال التظاهرات القادمة.

عشائر البصرة : زيارة “عبدالمهدي” استعراضية..

وصف “مجلس عشائر محافظة البصرة”، زيارة رئيس الوزراء، “عبدالمهدي”، إلى المحافظة، بـ”الإعلامية والاستعراضية”.

وقال رئيس المجلس، الشيخ “رائد الفريجي”، إن زيارة “عبدالمهدي” إلى “البصرة” الهدف منها إعلامي واستعراضي، لأنه يستطيع حل أزمات “البصرة”، أثناء تواجده في العاصمة، “بغداد”، وحلول هذه الأزمات التي يتظاهر بسببها الأهالي منذ أشهر تُحل من خلال قرارات حكومية وليس زيارات إعلامية.

وبين “الفريجي”؛ أن وفدًا رفيع المستوى من أهالي “البصرة” من حكوميين ونواب وعشائر ومواطنين؛ التقوا برئيس الوزراء، “عبدالمهدي”، في “بغداد” قبل شهرين، ولقد وعدهم بحل أزمات المحافظة وتلبية مطالب المتظاهرين، “لكن هذه الوعود لم يُطبق منها أي شيء على أرض الواقع”.

نائبة عن البصرة : زيارة “عبدالمهدي” ناجحة..

اعتبرت النائبة عن محافظة البصرة، “ميثاق الحامدي”، أمس الثلاثاء، أن زيارة رئيس الوزراء، “عبدالمهدي”، إلى الحافظة، “ناجحة” و”مجدية”، وقالت إن “أفضل” ما فعله، أنه كسر السياقات البرتوكولية بعدم زيارته لمجلس المحافظة.

وقالت “الحامدي” إن: “زيارة عبدالمهدي إلى البصرة ناجحة ومجدية، لأنه اجتمع إلى الفقراء وأطلع على المناطق المتهالكة والمشاريع المتلكئة، وبهذا فقد شاهد البصرة بوجهها الحقيقي”.

وأضافت أن “عبدالمهدي”؛ يعلم أنه خلال زيارته لمجلس المحافظة سيرافقه في جولته أعضاء المجلس ويطلعوه على المشاريع المنجزة والجوانب المشرقة، وتظهر له “البصرة” مزدهرة؛ ويبتعد عن الجوانب المتدهورة فيها ولم نستفد شيئًا من الزيارة وتصبح كزيارة المسؤولين السابقين.

مزارعو البصرة ينظمون تظاهرة كبرى..

أعلن فلاحو قضاء “الزبير”، غربي محافظة “البصرة”، أمس الثلاثاء، إنهم بصدد تنظيم تظاهرة كبرى احتجاجًا على استيراد “الطماطم الإيرانية” عبر منافذ “إقليم كُردستان”.

وقال مصدر إعلامي؛ إن المزارعين سينطلقون بتظاهرة كبرى قرب (علوة) الطماطم في قضاء “الزبير”، احتجاجًا على استيراد محصول “الطماطم” من “إيران” عبر منافذ “إقليم كُردستان”، بالرغم من منع الحكومة الاتحادية لاستيراده. وأضاف أن استيراد “الطماطم الإيرانية”، عبر منافذ “كُردستان”، تسبب بخسائر فادحة لمزارعي قضاء “الزبير”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب