9 أبريل، 2024 10:19 م
Search
Close this search box.

البحرين .. بوابة روسيا إلى الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

في ظل تراجع دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بدأت روسيا محاولة فرض سيطرتها على المنطقة، متخذة من البحرين نقطة انطلاقها وحليفها القوي في المنطقة. وفقاً لما ذكرته صحيفة Russia Beyond the Headlines التي تصدر عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

وتعد التغيرات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط مؤخراً دافعاً لإستفادة موسكو من المزاجات المتغيرة لدول المنطقة إزاء الولايات المتحدة، كحليف قديم. خاصة في ظل تنازل أميركا عن حلفاؤها أثناء “ثورات الربيع العربي” عندما وقفت إلى جانب الثوار ضد حليفها أنذاك “حسني مبارك”، وهو ما يدفع دول المنطقة إلى البحث عن حليف يؤمن مصالحها مثل موسكو، وفي هذه الحالة ستستعين موسكو بالبحرين ضد خصومها في المنطقة.

الولايات المتحدة تخسر البحرين

تعتبر البحرين قاعدة عسكرية أساسية ضمن قواعد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعل واشنطن ذات كلمة مسموعة في صناعة القرار البحريني، إلا أن تصرفات الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة أجبرت البحرين على مراجعة منهج العلاقات مع أميركا.

وأول بوادر ذلك، عندما أيدت واشنطن الثوار على حساب “حسني مبارك”، وهي حقيقة مرتبطة بانتقادات حقوق الإنسان في البحرين التي قد تعني ان اي أزمة قد تحدث من وراءها قد تؤدي لتخلي واشنطن عن البحرين.

علاوة على أن الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة ركزت على تقليل تدخلها في شؤون الشرق الأوسط، ولذلك أصبحت البحرين ودول الخليج عامة غير واثقة بشأن قدرة واشنطن على ردع المد الإيراني الشيعي.

على الجانب الأخر، لفتت روسيا الأنظار إلى تدخلها المتزايد في المنطقة خلال العامين الماضيين، وعلى عكس واشنطن، لا يتدخل الكرملين في شؤون حقوق الإنسان الداخلية للبلاد أو انتقادها ولا يميل لسياسات صفقات الأسلحة مقابل ضمان حريات حقوق الإنسان التي تتبعها واشنطن، ولذلك فإن علاقة البحرين بروسيا ضماناً لأمنها الداخلي.

دور الوسيط

تعتبر روسيا البحرين ذات أهمية كبيرة في التواصل مع الشرق الأوسط لقبول المنامة القيام بدور الوسيط بين روسيا والدول العربية خاصة السعودية، فيما يتعلق بإدارة أزمة إيران مع الشرق الأوسط.

واتضحت نية المنامة في الوساطة، عند قبولها استضافة لقاء وزراء الخارجية العرب مع روسيا خلال هذا العام.

الربيع العربي

بدأت تظهر بين روسيا والبحرين ملامح علاقات جديدة في عام 2011، في أعقاب قمع مظاهرات الشيعة ضد المملكة، حيث منعت كل من فرنسا وبريطانيا أسلحتها عن البحرين مما دفع الأخيرة إلى توقيع اتفاقيات شراء أسلحة AK-103 من موسكو، وعقد برامج تدريبية للجيش البحريني.

إتفاقيات اقتصادية وعسكرية

وكانت 2014 المحطة التالية لمستوى العلاقات الروسية البحرينية، حيث وقعت البحرين اتفاقيات استثمار مع الكرملين، بالرغم من فرض بروسكل وواشنطن العقوبات على موسكو في ذلك الوقت. وفي نفس العام، عادت الرحلات المباشرة من موسكو إلى المنامة وكان رد فعل واشنطن تصريحاتها بان “تحركات البحرين الجديدة هي تجاهل لمصالح واشنطن”.

في عام 2016، عندما اتهم المجتمع الدولي موسكو انها ترتكب جرائم حرب داخل سوريا، قام الملك “حمد بن خليفة” بزيارة روسيا مرتين. وخلال هذه الزيارات، طرحوا أفكاراً ومقترحات حول الإستثمار وتم توقيع اتفاقيات عسكرية جديدة.

وخلال تشرين ثان/نوفمبر 2016، دعا الملك البحريني “فلاديمير بوتين” لزيارة المنامة، وأعلنت روسيا في نهاية العام أن عدد من الشركات البحرينية مستعدة للإستثمار في “القرم”.

وفي بداية عام 2017، كانت هناك بوادر ايجابية جديدة، حيث استضافت المنامة في نهاية شباط/فبراير 2017 أول لجنة حكومية روسية بحرينية لمناقشة مجالات التعاون التجاري والإقتصادي والعلمي والتكنولوجي.

يوم 6 آذار/مارس 2017، أكد سفير البحرين في روسيا على زيارة وزير الخارجية البحريني “خالد بن أحمد” لروسيا في 24 آذار/مارس.

وكلها تطورات تؤكد على انه بالرغم من العلاقات المعقدة بين موسكو وحلفاء المنامة إلا أن روسيا والبحرين لا يزالوا يحافظون على قوة علاقاتهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب