خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يقول المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “يوني بن مناحم”، إن قيادات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتوقعون أن تشن إيران عملية انتقامية ضد إسرائيل ردًا على مقتل الجنود الإيرانيين في مطار (t-4) في سوريا.

وبحسب المصادر الإيرانية؛ فإن إيران ستستخدم في عمليتها الانتقامية الطائرات المسيرة أو الصواريخ، وأن الجنرال، “قاسم سليماني”، هو من سيقود العملية العسكرية ضد إسرائيل.

إيران تستعد للانتقام..

يضيف “بن مناحم”؛ أن النظام الإيراني يقوم حاليًا بتهيئة الرأي العام في بلاده للانتقام من إسرائيل؛ بعد مقتل سبعة من عناصر “الحرس الثوري” في هجوم إسرائيلي استهدف قاعدة سلاح الطيران السوري (t-4).

وجدير بالذكر أن “علي أكبر ولاياتي”، مساعد المرشد الأعلى، “علي خمنئي”، قد أعلن فور الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف مطار (t 4)؛ أن الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل لن تمر دن رد.

بحسب “بن مناحم”؛ فإن مصادر أمنية إسرائيلية ترى أن سلاح الطيران الإيراني يستعد لشن عملية انتقامية ضد إسرائيل ردًا على الهجموم المنسوب لإسرائيل، والذي أسفر عن مقتل جنود إيرانيين في الأراضي السورية. ويعمل الإيرانيون في سوريا وفقًا لخطة مدروسة، حيث يقومون منذ سنوات بتجهيز البنية العسكرية للمواجهة مع إسرائيل.

جدير بالذكر أن مصادر إسرائيلية قد أفادت، هذا الأسبوع، أن الطائرة الإيرانية المسيرة – التي دخلت المجال الجوي لإسرائيل وتم إسقاطها قبل عدة أسابيع – كانت مفخخة لتنفيذ عملية تفجيرية في إسرائيل, مما يعني أن طهران قد بدأت تتجرأ وأصبحت تحاول الإعتداء على إسرائيل بشكل مباشر وليس من خلال وكلاء لها.

إسرائيل ترفض التواجد الإيراني في سوريا..

يؤكد “بن مناحم” أن تحول إيران للحرب المعلنة ضد إسرائيل باستخدام الأراضي السورية، يدل على أن الإيرانيين أصبحوا واثقين من قدراتهم العسكرية ولا يخشون التصادم مع إسرائيل، الأمر الذي سيزيد من احتمال إشتعال الوضع في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين لا يعتزم الإيرانيون التخلي عن خططهم فإن إسرائيل في المقابل تصر على عدم تمكين الإيرانيين من ترسيخ تواجدهم العسكري داخل سوريا.

وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف، هذا الأسبوع، أن إيران تقوم منذ عام 2015 بإرسال العديد من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى سوريا بزعم أنها مساعدات إنسانية، وهي تركز على الأسلحة الجوية التي تمكنها من شن هجوم جوي مباشر من الأراضي السورية. وتنتشر المنظومة الجوية الإيرانية في خمس مطارات سورية، وهي تشمل طائرات مسيرة، سواء لجمع المعلومات أو لشن الهجمات ضد إسرائيل.

من سينفذ الانتقام ؟

لقد توالت الكثير من التقارير الإخبارية التي تفيد بأن إيران سوف تشن هجومًا انتقاميًا ضد إسرائيل عبر أتباعها في الشرق الأوسط؛ من أمثال “حزب الله” أو المتمردين “الحوثيين” في اليمن.

لكن الكاتب، “إبراهيم الأمين”، رئيس تحرير صحيفة (الأخبار) اللبنانية؛ الموالية لتنظيم “حزب الله”، قد نشر مقالًا في صحيفته، بتاريخ 16 نيسان/إبريل الحالي، تناول فيه كيفية الانتقام الإيراني من إسرائيل. حيث قال إن إيران قد قررت أن يقوم جيشها، أو “الحرس الثوري”، بالرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مطار (t 4). وبحسب قوله فإن الهجوم الإيراني سيستهدف الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر، وستنفذ إيران الهجوم بنفسها دون أي وكيل عنها.

ويوضح “الأمين”، في مقاله، أن إيران في حالة حرب مُعلنة مع إسرائيل؛ ولن تقبل الاعتراف بها “فهي تسعى للقضاء على هذا الكيان ولإستعادة الأراضي المسلوبة وردها لأصحابها وإنقاذ شعوب المنطقة من هذا الشر”.

وبحسب قوله؛ فإن هدف التواجد الإيراني السياسي والعسكري في سوريا، هو مساعدة الدولة السورية على مواجهة المؤامرات التي تريد تقويضها. كما أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم “جبهة المقاومة” ضد إسرائيل، وهذا هو ما جعل إسرائيل تستهدف مطار (t 4).

تحذير إسرائيلي..

يرى “بن مناحم”؛ أن الجيش الإسرائيلي كشف لوسائل الإعلام عن النشاط الجوي العسكري الإيراني في سوريا بهدف تحذير إيران من مغبة شن هجوم ضد الجيش الإسرائيلي، ولكي تعلم طهران أن كل تحركاتها في سوريا معلومة لدى أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

وتعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الجنرال، “قاسم سليماني”، قائد جيش القدس التابع لـ”الحرس الثوري”، يخطط لشن الهجوم باستخدام الطائرات المسيرة أو الصواريخ التي يصل مداها إسرائيل. كما تمتلك القوات الجوية الإيرانية أيضًا منظومة صواريخ (أرض-أرض) قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ (باليستية) يزيد مداها عن 1300 كيلومتر، أي يمكنها استهداف إسرائيل من قواعدها في إيران.