20 أبريل، 2024 4:14 م
Search
Close this search box.

الانتقادات تتزايد بعد زيادة تخصيبها لـ”اليورانيوم” .. فهل تتراجع إيران أم تستمر في عنادها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتوالى الانتقادات الدولية على مدار الساعة؛ منذ إعلان “إيران” تجاوزها الحد المسموح به في تخصيب (اليورانيوم)، فقد أصدرت كل من “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا”؛ والممثلة العليا لـ”الاتحاد الأوروبي”، بيانًا مشتركًا بشأن قرار “إيران” بخصوص “الاتفاق النووي”.

وقال وزراء خارجية “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” والممثلة العليا لـ”الاتحاد الأوروبي”، في بيان مشترك، إنهم يشعرون “بقلق بالغ” من إعلان “إيران” تجاوزها حدود المخزون من (اليورانيوم)، المنخفض التخصيب، أكثر مما هو مسموح به بموجب اتفاق عام 2015 مع القوى الكبرى.

وقال البيان المشترك”: “الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ أكدت هذه المعلومات”، مضيفًا: “أن إلتزامنا بالاتفاق النووي يعتمد على إمتثال إيران الكامل”.

وتابع بيان القوى الأوروبية: “نأسف لهذا القرار الذي إتخذته إيران؛ والذي يشكك في أداة أساسية لعدم الانتشار النووي”. مواصلاً: “نحث إيران على عكس هذه الخطوة والإمتناع عن إتخاذ مزيد من الإجراءات التي تقوض الاتفاق النووي”.

يجب للحفاظ على خطة العمل الشاملة..

فيما أعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، أن “موسكو” تدعو، الثلاثية الأوروبية، إلى إدراك مسؤوليتها للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، إن تجاوز “إيران” لعتبة احتياطي (اليورانيوم)، منخفض التخصيب، شيء يدعو للأسف، ولكنه ليس مفاجأة. وأضاف “ريابكوف” أنه لا يجب المبالغة في الأمر؛ بل يجب أن يُنظر إلى ذلك كنتيجة طبيعية لجميع الأحداث التي سبقت هذا الظرف.

إيران تلعب بالنار..

فيما قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، إن “إيران” تلعب بالنار، وردًا على سؤال في حفل بـ”البيت الأبيض”؛ عما إذا كانت لديه رسالة لـ”إيران”، قال “ترامب”، إنه ليست لديه رسالة، لكن “إيران” تعلم ما تفعله؛ وإنها “تلعب بالنار”.

وكان رئيس البرلمان الإيراني، “علي لاريجاني”، قد قال، أمس الأول، إنه: “ينبغي على ترامب إدراك أن الإيرانيين يصبحون أكثر تكاتفًا عندما يواجهون تنمرًا”، مضيفًا أنه: “على السيد ترامب إدراك أنه عندما يتحدث أحد بلغة تنم عن التنمر ضد أمة متحضرة؛ فإنها تصبح أكثر تكاتفًا”، فيما دعت “وزارة الخارجية الأميركية”، في بيان، “إيران”، إلى وقف تخصيب (اليورانيوم)، معتبرة أن: “إيران الرائدة في رعاية الإرهاب تستخدم برنامجها النووي لإبتزاز المجتمع الدولى وتهديد الأمن الإقليمي”، وقالت: “يجب ألا يسمح أي اتفاق نووي للنظام الإيراني بتخصيب (اليورانيوم) على أي مستوى”.

وقال “البيت الأبيض”، في بيان؛ إن “إيران” كانت تخصّب (اليورانيوم) تحت أعين إدارة الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، وأضاف: “إن ترامب تحدث إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن تجاوز إيران مخزونها من (اليورانيوم) المخصب عما يسمح به الاتفاق النووي”، وقال البيان: “إتخذ النظام الإيراني، إجراء اليوم بزيادة تخصيب (اليورانيوم)، كان من الخطأ، بموجب الاتفاق النووي الإيراني، السماح لإيران بتخصيب (اليورانيوم) على أي مستوى، هناك شك قليل في أنه حتى قبل وجود الاتفاق، كانت إيران تنتهك شروطه”.

وتعهد “البيت الأبيض” بمواصلة تطبيق سياسة “الضغوط القصوى” على “إيران” لضمان عدم حصولها على أسلحة نووية أبدًا، تمامًا مثلما تراجع عما سماه “خطأ” الإدارة السابقة.

لا توجد معايير دولية تمنعها من تخصيب “اليورانيوم”..

وقال “داريل كيمبول”، المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح، إن اتهام “البيت الأبيض”، لإيران، “غير منطقي”، مشيرًا إلى أنه في وقت إبرام “الاتفاق النووي” كانت “إيران” قد اتفقت مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” على “خارطة طريق”، ترد بموجبها “طهران” على استفسارات الوكالة بشأن برنامج أبحاث الأسلحة النووية الذي خلصت تقديرات “المخابرات الأميركية” و”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” إلى أنه انتهى عام 2003.

وأوضح أنه لا توجد معايير دولية تمنع “إيران” من تخصيب (اليورانيوم)، وقال: “ليس هذا هو الحال؛ هذا موقف أميركي”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة” هي من بدأت بإنتهاك “الاتفاق النووي” عندما انسحب “ترامب” منه؛ بينما كانت “إيران” لا تزال ملتزمة به؛ ثم أعاد فرض “عقوبات أميركية” قاسية على “طهران” كانت معلقة بموجب الاتفاق.

وأشار إلى أن إنتهاك “إيران” للاتفاق هو تحرك سياسي يهدف للضغط على “الاتحاد الأوروبي” و”الصين” و”روسيا” لتعويض “إيران” عن الضرر الكبير الذي لحق باقتصادها بسبب “العقوبات الأميركية”.

معلم رئيس في الدبلوماسية متعددة الأطراف..

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، “ستيفان دوغاريك”، أمس، إن خطة العمل الشاملة المشتركة المتعلقة بأنشطة “إيران” النووية “معلم رئيس في الدبلوماسية متعددة الأطراف”، وتخدم “غرضًا مهمًا للغاية من حيث الاستقرار الإقليمي وعدم الانتشار النووي، ونشجع الأطراف على الحفاظ عليها”.

ونسب مركز أنباء الأمم المتحدة إلى “دوغاريك” قوله – في رد على أسئلة الصحافيين في “نيويورك” حول تقارير زيادة مخزون (اليورانيوم) المخصب في “إيران” عن النسبة المحددة بموجب الخطة – إن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” هي التي تقود جهود التحقق من (اليورانيوم).

وأضاف أن الأمين العام لا يزال “يشعر بأنه ينبغي على جميع الأطراف القيام بكل شيء للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي”.

تبتز المجتمع الدولي لتخفيف الضغوط الاقتصادية..

وفي أحدث رد فعل إسرائيلي، اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، “إيران”، بإنتهاك “الاتفاق النووي” بهدف “إبتزاز” المجتمع الدولي لتخفيف الضغوط الاقتصادية على “طهران”.

وقال “نتانياهو”، خلال حفل استقبال في “القدس” بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي: “هذا الأسبوع إيران خرقت بشكل علني الاتفاق النووي عبر زيادة مخزونها من (اليورانيوم) المخصّب المسموح به بموجب الاتفاق”.

وقال “نتانياهو” إنّ: “هذا النظام يأمل، عن طريق خرق الاتفاق، بأن يتمكّن من إبتزاز العالم لتقديم تنازلات وتخفيف الضغط الاقتصادي عليه”.

وأضاف: “يجب أن نفعل العكس تمامًا. الآن هو الوقت لزيادة الضغوط. الآن هو الوقت للتشبّث بموقفنا”.

وفي تكرار لتصريحات أدلى بها، حضّ “نتانياهو”، أوروبا، على زيادة الضغوط على “إيران”.

وقال: “آن الأوان لأن تحذو القوى الأوروبية حذو أميركا وتعيد فرض العقوبات على إيران، كما وعدت بذلك في مجلس الأمن الدولي”.

استعداد لتدخل عسكري..

ولم يتوقف الأمر عند حدود التحريض، بينما أعلنت “إسرائيل” أنها تستعد لتدخل عسكري محتمل في حال وقوع أي تصعيد بين “الولايات المتحدة” و”إيران” في منطقة الخليج، مشددة على ضرورة التصدي لما تصفه بالتهديدات الإيرانية.

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، “إسرائيل كاتز”، في كلمة ألقاها، أمس، خلال مؤتمر أمني عالمي، أن “إيران” قد تسيء تقدير الأمور، مما يمكن أن يؤدي لحدوث مواجهة مباشرة مع “الولايات المتحدة”.

وقال “كاتز”: “يجب الأخذ بعين الإعتبار أن سوء التقدير من قِبل النظام الإيراني قد يأتي بالانتقال من المنطقة الرمادية إلى المنطقة الحمراء، ما يعني إندلاع حريق عسكري”.

وأضاف “كاتز”: “علينا أن نكون مستعدين لحدوث ذلك، ولهذا السبب تواصل دولة إسرائيل تركيز جهودها على تنمية قدراتها العسكرية لتكون جاهزة في حال اضطرارها إلى الرد على سيناريوهات التصعيد”.

وشدد “كاتز” على ضرورة منع “إيران” من الحصول على أسلحة نووية، فيما أشار إلى أن هناك عوامل عديدة مثل “حزب الله”، في “لبنان”، و”الحوثيين”، في “اليمن”، تمثل تهديدًا يضع “إسرائيل” في حاجة إلى تخصيص موارد مهمة للتصدي لتلك المخاطر.

وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي: “نحتاج قوة قصوى لنردع إيران ونثنيها عن تحقيق تلك الأهداف واستخدام القوة إذا لزم الأمر”.

ويشهد التوتر بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، منذ آيار/مايو الماضي، تصاعدًا حادًا بلغ ذروته بعد حادث إسقاط القوات الإيرانية طائرة استطلاع مُسيرة أميركية، يوم 20 حزيران/يونيو 2019، قالت “طهران” إنها أسقطت بعد اختراقها المجال الجوي الإيراني، فيما أصرت “واشنطن” على أنها كانت تحلق فوق المياه الدولية.

وتعهدت “إسرائيل” مرارًا بمنع “إيران” من الحصول على أسلحة نووية، مهددة بتوجيه ضربات إلى “الجمهورية الإسلامية” حال دعت الضرورة.

إنهيار الاتفاق غير مستبعد..

تعليقًا على التطورات المتسارعة بشأن ما يحدث، قال “محمد المذحجي”، الكاتب والمحلل السياسي والمختص بالشأن الإيراني، إن تصعيد “إيران” برفع مستوى التخصيب فوق المسموح به في “الاتفاق النووي” جاء في إطار الرد على الشركاء الأوروبيين الذين تعتبرهم “إيران” شركاء إستراتيجيين لها، وعلى الرغم من هذا لم يتعاونوا معها كما ينبغي في مسألة شراء “النفط”، وهو رد الهدف منه الضغط على “أوروبا”.

وأضاف “المذحجي” أن هناك سيناريو آخر تمتلكه “طهران”؛ وهو الذهاب شطر “روسيا”، على غرار “فنزويلا”، وهو ما لم يحدث حتى الآن، إذ ما زالت “طهران” تراهن على الشريك الأوروبي رغم كل ما حدث.

وأشار “المذحجي” إلى أن انهيار “الاتفاق النووي” غير مستبعد في ضوء تطورات الأحداث على هذا النحو، لأنه ليس هناك آلية يمتلكها الأوروبيون للضغط على “إيران” للبقاء فى الاتفاق إذا أرادوا الانسحاب منه.

تصرفات إيران تُبعد أوروبا عن مساعدتها..

وقال دبلوماسي أوروبي كبير، رفض ذكر اسمه، لوكالة (رويترز): “كلما أتى الإيرانيون تصرفات تنطوي على خرق الاتفاق؛ قل ميلنا لبذل الجهود لمساعدتهم”، وأضاف: “هي دائرة مفرغة، فإذا عادوا لهذا الإتجاه فسيصبحون وحدهم بالكامل ويواجهون العودة للعقوبات وينبذهم الجميع”.

تمارس حقها في الرد..

وقالت “إيران”، أمس الأول الإثنين، إن تجاوزها الحد المسموح به لـ (اليورانيوم) المخصب بموجب اتفاقها النووي مع القوى العالمية؛ لم يكن إنتهاكًا للاتفاقية، حيث كانت تمارس حقها في الرد على الانسحاب الأميركي من الاتفاقية، العام الماضي.

وكتب وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، على (تويتر): “لم ننتهك الاتفاق النووي”. مشيرًا إلى: “الصفقة النووية بعنوانها الرسمي، خطة عمل شاملة مشتركة”.

وأضاف أن: “الفقرة 36 من الاتفاقية توضح السبب. لقد تسببنا في استنفاد الفقرة 36 بعد الانسحاب الأميركي. لقد منحنا مجموعة الدول الثلاث، (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، بضعة أسابيع بينما نحتفظ بحقنا. وأخيرًا إتخذنا إجراءً بعد 60 أسبوعًا. وبمجرد التقيد بإلتزامات فإننا سوف نعكس توجهنا ونعود إلى الاتفاق”.

وأعلنت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، أمس الأول الإثنين، أن مخزون “إيران” من (اليورانيوم) منخفض التخصيب تجاوز الحد الأقصى المسموح به بموجب “الاتفاق النووي”.

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، “يوكيا أمانو”، أن “إيران” تجاوزت الحد الأقصى لاحتياطي (اليورانيوم) منخفض التخصيب، البالغ 300 كيلوغرام، حسبما قال “فريدريك دال”، المتحدث باسم “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وفي وقت سابق؛ أكد وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، تقارير وسائل الإعلام التي تفيد بأن احتياطيات البلاد من (اليورانيوم) منخفض التخصيب؛ تجاوزت 300 كيلوغرام، وهي الكمية المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”.

وقال “ظريف”، في رد على سؤال لوكالة (إسنا)؛ عن تخطي “طهران” مخزون الـ 300 كغم: “طهران تخطت تلك النسبة وفقًا لبرنامجها، وذلك استنادًا لما قلناه من قبل بوضوح، بأن ما نفعله ونتصرف في شأنه يستند إلى حقوقنا الخاصة التي نتخذها بأنفسنا فقط”.

ورد على سؤال إذا كانت “أميركا” قد تفرض عقوبات على أوروبا، فقال: “تلك هي مشكلتهم يتعين عليهم حل مشكلتهم”.

ومن جانبه؛ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، إنه على أوروبا أن تسرع من وتيرة جهودها من أجل إنقاذ “الاتفاق النووي”.

وحذرت “طهران”، الأوروبيين، من أنها ستتخذ الخطوة الثانية بتقليص إلتزاماتها بموجب “الاتفاق النووي”، إذا لم تدخل آلية (إينستكس) حيز التنفيذ، قبل 7 تموز/يوليو 2019.

وكانت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء قد نقلت عن “مصدر مطلع”، أمس الإثنين، قوله إن مخزون (اليورانيوم) المخصب بنسبة 3.67 في “إيران” تخطى مستوى الـ 300 كيلوغرام.

وقال المصدر للوكالة الإيرانية؛ إن: “مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد توزينهم، الأربعاء الماضي، قاموا مرة أخرى أمس الأول الإثنین بتوزين المواد المخصبة (اليورانيوم المخصب) المنتجة من قِبل إيران حيث تخطت السقف المحدد وهو 300 كغ”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب