14 أبريل، 2024 5:48 م
Search
Close this search box.

‏الانتربول يدعو كل من يعرف مكان مشعان الإبلاغ عنه  ‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

‏ “عيناه بنيتان ومطلوب لاختلاسه المال العام والاستفادة من منصبه كعضو في الجمعية الوطنية ‏العراقية”، هذا هو الوصف الذي وضع لمشعان ركاض ضامن الجبوري في مذكرة إلقاء قبض صادرة ‏بحقه عن الشرطة الدولية (الانتربول)، والتي تطلب أيضا من أي شخص يعرف بمكان وجوده الإبلاغ ‏عنه فورا.‏
وربما ستكون الحكومة العراقية أكثر الجهات المعنية بطلب الانتربول الإبلاغ عن مكان وجود مشعان ‏الجبوري الشخصية المثيرة للجدل،  كما يؤكد سياسيون، خصوصا بعد أن تبنت عبر وسطائها منذ ‏أكثر من سنة قضية إرجاع الجبوري من خارج البلاد بعد ان غادرها في العام 2006 على خلفية تهم ‏بالفساد ودعم الإرهاب وجهت إليه من القضاء العراقي بناء على طلب رئيس الحكومة آنذاك والذي ‏يرأس الحكومة الحالية.‏

فعضو الجمعية الوطنية السابق مشعان الجبوري الذي ظهر يوم الأحد (31 اذار 2013) في مؤتمر ‏صحافي عقده بالعاصمة بغداد أصاب الكثير من المواطنين والمراقبين بالصدمة، أولا بظهوره العلني ‏في العاصمة التي كان مطلوبا فيها على مدى سنين، وثانيا بإعلان ترشحه للانتخابات في محافظة ‏صلاح الدين، وتاكيده أن كافة التهم الموجهة إليه والأحكام الصادرة غيابيا بحقه تم إسقاطها، مطلقا في ‏أول إطلالة علنية له تأييده لانفصال الكرد عن العراق وتشكيل حكومة أغلبية سياسية في البلاد.‏
إعلان الجبوري عن إسقاط التهم عنه جاء من قبله فحسب، في حين لم يصدر أي شيء عن القضاء ‏العراقي ولا حتى عن الحكومة، التي كانت أحاديث الجبوري من على شاشتي فضائيتيه (الزوراء، ‏والرأي) تثيران أرقها على مدى سنين عدة خصوصا الافلام الوثائقية التي كانت تبثها وتعلم كيفية صنع ‏العبوات الناسفة للمتمردين في العراق، أما الشرطة الدولية فموقعها على الانترنيت ‏http://www.interpol.int/Wanted-Persons/%28wanted_id%29/2007-‎‎34170‎‏  يشير بوضوح إلى أن مشعان الجبوري لا يزال مطلوبا دوليا.‏

الشابندر: التهم اسقطت عن الجبوري قانونيا
لكن كبير مفاوضي رئيس الحكومة عزت الشابندر الذي يعتبر عراب ومهندس عودة الجبوري إلى ‏العراق، يؤكد أن الجبوري تمكن “نفسه بنفسه” من إسقاط جميع التهم عنه عبر القضاء، ويؤكد أنه ‏‏”حتى رئيس الحكومة نوري المالكي لم يكن يعلم أي شيء عن الجبوري ولا يعرف حتى أنه داخل ‏العراق!”.‏
ويقول الشابندر في حديث إلى (المدى برس) إن “المحكمة اسقطت الحكم الغيابي عن مشعان الجبوري ‏خلال زيارته الأولى للعراق بموجب مادة في القانون العراقي تسقط الحكم الغيابي اذا اتى المتهم ‏بنفسه”، مبينا أن “المحكمة اطلقت سراح الجبوري وقتها بكفالة لحين تحديد موعد جديد للمحاكمة”.‏
ويوضح الشابندر أن “الجبوري مثل مرتين أمام القضاء الأولى العام الماضي واسقط عنه الحكم ‏الغيابي تلقائيا ومن ثم تم تعيين موعد جديد لمحاكمته في أيار 2013، واطلق سراحه بكفالة لكن بعض ‏العراقيين الوطنيين طعنوا بالكفالة في هذه الفترة ونجحوا”، لافتا الى أن “الجبوري ميز بالطعن وربح ‏القضية قبل شهر”.‏
وظهر مشعان الجبوري في مطلع العام 2012 كسياسي قريب من رئيس الحكومة نوري المالكي وهو ‏ظهور أصاب مراقبين عديدين بالذهول لأنه توجه يناقض ما كان الجبوري يبشر به خلال السنوات ‏التي سبقت هذا الظهور، ويقول مراقبون إن المالكي استطاع استقطاب الجبوري للوقوف بوجه مشروع ‏إقليم صلاح الدين الذي كانت المحافظة تهدد بإقامته احتجاجا على سياسة الحكومة المركزية، ويؤكد ‏هؤلاء أنه كان للجبوري دور كبير في الإطاحة بهذا المشروع.‏
ويشدد الشابندر على أن إسقاط التهم عن الجبوري لم يتم بصفقة سياسية، ويؤكد أن “رئيس مجلس ‏الوزراء نوري المالكي ليس له علم بقضية الجبوري ولا يعرف أنه خارج او داخل العراق”، مشيرا ‏الى أن “مشعان الجبوري عالج قضيته مع القضاء بنفسه بنسبة مئة في المئة”.‏
ويلفت كبير مستشاري المالكي إلى أن “الجبوري عاد الى العراق قبل أيام مكفولا وليس مطلوبا لأي ‏جهة”، ويبين أنه “تمت أيضا تبرئته من القضية الثانية المرفوعة بحقه بشأن دعمه للإرهاب والتي ‏صدر على اثرها امر قضائي باعتقاله”.‏
ويؤكد عزت الشابندر أن “مشعان الجبوري اثبت للقاضي أنه ليس داعما للإرهاب وتم اطلاق سراحه ‏بكفالة”، مبينا أن “أي عراقي يقول أنه تعرض للضرر من قبل مشعان الجبوري من حقه تقديم شكوى ‏عليه لأنه موجود في العراق وهو مكفول”.‏

المفوضية: ساحة الجبوري خالية
ولا يبدو إعلان الجبوري خوض الانتخابات مجرد ادعاء، فهو يحمل الرقم (1) في قائمة (الانصاف) ‏التي يتزعمها في محافظة صلاح الدين ولديه 58 مرشحا من بينهم اساتذة جامعات وشيوخ عشائر وهو ‏متحالف فيها مع عضو مجلس النواب علي الصجري.‏
ويقول مدير مفوضية صلاح الدين حاتم هذال عبد الحميد في حديث إلى (المدى برس) إن “مشعان ‏الجبوري هو مرشح للانتخابات المحلية المؤمل إجراؤها في 20 نيسان المقبل وهو المرشح رقم واحد ‏في القائمة التي يرأسها في المحافظة”.‏
ويضيف عبد الحميد أن “الجبوري قد عالج موضوع التهم المنسوبة إليه عبر القضاء وأرسل للمفوضية ‏كتبا بذلك تخلي ساحته القانونية”، لكنه يلفت إلى أنه لم يطلع على تلك الكتب، ويوضح أن “هذه الكتب ‏أرسلت إلى المفوضية – المقر العام في بغداد ولم ترسل إلى صلاح الدين”.‏
ويؤكد عبد الحميد أنه “وفقا لقانون المفوضية فإن أي مرشح حتى ولو كان متهما ومطلق سراحه بكفالة ‏يحق له الترشح للانتخابات ما لم يكن هناك حكم قضائي نافذ بحقه”، ويبين أنه في حالة “الجبوري فإن ‏وضعه قانوني، لأن القضاء الغى الحكم القضائي السابق بحقه ويقوم بإعادة محاكمته حاليا وهو طليق ‏بكفالة ومعناه أن لا حكما نافذا بحقه”.‏
من جانبه، يقول مدير الدائرة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في حديث الى (المدى برس) إن ‏‏”المفوضية جهة تنفيذية ولا تنظر في القضايا ولا تستلم ملفات من القضاء”، مبينا أن “أحد موانع أهلية ‏المرشح واستبعاده هو ان يكون محكوما بقضية مخله بالشرف او عليه قيد جنائي”.‏
ويضيف الشريفي ان “المفوضية تتعامل مع قضايا محسومة ومصادق عليها من قبل القضاء بغض ‏النظر عن الاسماء”، مبينا أن “المفوضية لا تتدخل في قضية مذكرة اعتقال صادرة بحق شخص أو ‏تحري لأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته”.‏
وسبق للجبوري أن اعلن في (22 اذار من العام 2012) في تصريحات صحفية من سوريا التي كان ‏يقيم فيها الغاء الاحكام السابقة الصادرة بحقه من قبل القضاء العراقي واكد انه ذهب بنفسه الى بغداد، ‏من دون يحدد وقت للزيارة، وسلم نفسه طوعا الى محكمة الجنايات المركزية، لافتا الى أنه تمكن من ‏الدفاع عن نفسه والغاء جميع الاحكام الصادرة بحقه خصوصا عقوبة سجنه لخمسة عشر عام ‏ومجموعة اخرى من التهم التي كانت موجهة ضده، ورفع الحجز عن ممتلكاته في العراق.‏
وكان القضاء العراقي اصدر احكاما بحق الجبوري لمدة 15 سنة تتعلق بالفساد الاداري اثر اتهامه ‏بالاستيلاء على مبالغ إطعام أفواج حماية المنشآت النفطية التابعة لوزارة الدفاع منذ خلال عامي ‏‏2004و2005، وتأسيسه شركة وهمية للأطعمة.‏
وقرر مجلس النواب العراقي الغاء عضوية الجبوري في الدورة الاولى لمجلس النواب العراقي في ‏شهر ايلول من عام 2007 بسبب عرض قناته الزوراء التي اسسها في عام 2005 لمشاهد تظهر ‏العمليات العسكرية التي تقوم بها الجماعات المسلحة ضد القوات الامريكية والعراقية وتمجيدها ‏للرئيس السابق صدام حسين.‏
وبعد مغادرة الجبوري للعراق في العام 2006 اسس قناة الرأي واستمرت القناة في نهج قناة الملغاة ‏الزوراء المساند للجماعات المسلحة في العراق وتاييدها فيما بعد للتظاهرات في العراق قبل ان تقوم ‏في عام 2011 بمساندة نظام العقيد معمر القذافي قبل سقوطه واتهامه للثوار الليبيين بالعملاء، وفي ‏شهر كانون الاول من العام نفسه قررت الحكومة السورية اغلاق القناة بشكل نهائي، ليخرج بعدها ‏الجبوري بمواقف مؤيدة للحكومة العراقية خصوصا في رفضها لتشكيل الاقاليم خصوصا في محافظة ‏صلاح الدين من خلال تأسيس قناة جديدة باسم الشعب تؤيد كل توجهات الحكومة العراقية.‏

استغراب سياسي وعدم معرفة من دولة القانون
ووسط استغراب شديد تبديه الكتل السياسية من قضية اسقاط التهم بحق الجبوري وتشكيك بصحة آليه ‏اسقاطها، يظهر ائتلاف دولة القانون الذي يتبع له النائب عزت الشابندر ليؤكد أن لا علم له بأي شيء ‏يتعلق بالجبوري وكيفية اسقاط التهم عنه.‏
ويقول القيادي في دولة القانون عباس البياتي في حديث إلى (المدى برس) ان “مشعان الجبوري لا ‏ينتمي إلى دولة القانون وهو ليس جزءا منها”، ويضيف “أما مسألة تبرئته من القضاء فهي مسألة ‏قضائية ولا اعرف شيئا عنها أيضا”.‏
من جهته، يكشف النائب عن كتلة المواطن عزيز العكيلي في حديث إلى (المدى برس) عن “وجود ‏وساطة تمت من قبل بأحد الاشخاص المقربين من رئيس الوزراء من أجل دخول مشعان الجبوري إلى ‏العراق ومواجهة القضاء وتبرئته”، ويشدد على أن “هذا الأمر مستغرب جدا وتبرئته تثير استغرابا ‏أكثر”.‏
ويؤكد العكيلي أنه لا علم له بكيفية تبرئة الجبوري من قبل القضاء، ويستدرك متخوفا “لكني أعلم جيدا ‏أن مشعان الجبوري يمكن أن يكون عضوا في مجلس المحافظة أو ربما مجلس النواب اذا رشح نفسه ‏لذلك”، ويعلق بالقول “هذه المسألة تمت تسويتها سياسيا وهذا كثيرا ما يحدث بالعراق، خصوصا الذين ‏يكونون قريبين من الحكومة ويطيعون السلطة يتم التجاوز عن تهمهم كما حدث مع الكثير من البعثيين ‏ذوي التاريخ الاسود”.‏
‏ أما القيادي الكردي محمود عثمان فيؤكد أن “القضاء العراقي مسيس، ويوضح “المذكرات القضائية ‏تلغى عندما تؤيد جهة معينة وهذه الجهة تبرزها لك عندما تعارضها”، ويضيف عثمان في حديث إلى ‏‏(المدى برس) “القضاء مسيس وغير مستقل ونتوقع منه كل شيء”.‏

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب