22 نوفمبر، 2024 3:53 ص
Search
Close this search box.

الانتخابات العراقية .. ميدان الصراع الإيراني الأميركي يستعد للإشتعال !

الانتخابات العراقية .. ميدان الصراع الإيراني الأميركي يستعد للإشتعال !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأت المنافسات الانتخابية بالعراق، وكما بدت منذ الآن، فالمنافسة سوف تكون صعبة وشاقة. ومن المقرر أن تعقد الانتخابات البرلمانية، بتاريخ 12 آيار/مايو 2018، بمشاركة 27 إئتلاف و143 حزب، والمتوقع أن تغير هذه الانتخابات الآفاق السياسية العراقية بشكل كامل. وتتوالى البيانات منذ، السبت الماضي، وقد تشكلت وتفككت الإئتلافات والتحالفات في هذه المدة القصيرة؛ أهمها تحالف “حيدر العبادي” مع “الحشد الشعبي”، قبل تفكيكه بعد 24 ساعة على إنعقاده. ومن ثم فإن مستقبل رئيس الوزراء في خطر. كما يراه الكاتب الصحافي “خالد صالح” في أحدث مقالاته التحليلية المنشورة على موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض مؤخراً.

من النصر إلى الفتح .. الكل يبحث عن الفوز..

أعلن “حيدر العبادي”، الأحد الماضي، خبر تشكيل “تحالف النصر” العابر للطائفية والتفرقة والتمييز. وقد أعلن “الحشد الشعبي”، والتيارت البرلمانية الشيعية الموالية لإيران، دعم التحالف والمشاركة في القائمة الانتخابية. ذلك الدعم الذي لم يتجاوز مدى الـ 24 ساعة فقط، حيث أعلنت قوى “الحشد الشعبي” الإنسحاب من “تحالف النصر” لأسباب “فنية”.

وبحسب تصريحات مقربين من رئيس الوزراء، فالإنسحاب في الغالب سببه رفض شروط رئيس الورزاء، حيث يشترط “حيدر العبادي” ألا يُختار المرشحين للانتخابات على أساس المعتقد الديني، وهو نقطة الخلاف الرئيسة بين “الحشد الشعبي” و”العبادي”.

ثم تحل مسألة مكافحة الفساد كثاني أحد الموضوعات المثيرة للجدل. فالأولوية بالنسبة للعبادي هي إختيار مرشحين يدافعون بقوة عن إجراءاته لمكافحة الفساد، في حين تدعي بعض عناصر “الحشد الشعبي” تورط بعض الشخصيات بقائمة رئيس الوزراء في تهم فساد. ويعتقد “أبوآلا الولایي”، أمين عام كتائب “سيد الشهداء” من الكيانات المنضوية تحت “الحشد الشعبي”، أن الإنسحاب لا يعدو مجرد كونه “تكنيك انتخابي”، لأن النظام الانتخابي المطروح، (بحسب تعبيره)، يتيح لهم الحصول على عدد أكبر من المقاعد البرلمانية حال التقدم بقائمة منفصلة. وكان رجل الدين الشيعي البارز، “مقتدى الصدر”، المعارض الأساسي للنفوذ الإيراني بالعراق، من جملة الشخصيات التي إنتقدت بشكل صريح تحالف “العبادي” مع “الحشد الشعبي”.

وأعلن “الصدر”، الذي توصل مؤخراً إلى اتفاق مع “الحزب الشيوعي” العراقي، أنه سوف يدعم فقط التكنوقراط المستقلين في الانتخابات المقبلة. وبالتالي يتضح أن 8 من المجموعات المنضوية تحت “الحشد الشعبي”، ومنها “حزب‌ الله” العراقي و”عصائب أهل الحق”، (بزعامة قیس الخزعلي)، و”منظمة بدر”، (برئاسة هادي عامري)، سوف تخوض المنافسات الانتخابية تحت علم تحالف “الفتح”. وسوابقها السياسية للمشاركة في الانتخابات تتلخص في تحقيق الفوز العسكري على “داعش”.

إنفصال طهران عن واشنطن..

بعد 24 ساعة من الفوز السريع، يعتبر هذا الإنفصال هزيمة متسارعة بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي. والآن لا يخوض “حيدر العبادي” منافسة شرسة فقط، ضد سلفه “نوري المالكي”، الذي يشارك في الانتخابات بـ”تحالف دولة القانون”، وإنما مع عدد من المنافسين الجدد الذين قد تنتهي مشاركتهم في الانتخابات بتغيير تركيبة البرلمان بشكل كامل.

هؤلاء المنافسون كانوا قد أصطفوا، قبل 15 عاماً وبعد سقوط حكومة “صدام حسين”، تحت لواء “حزب الدعوة” الإسلامي. وقد أكدت قيادات الفصائل المكوّنة للحشد الشعبي بشكل صريح أن التقدم بقائمة مستقلة لا يعني الخلاف مع رئيس الوزراء؛ وقال “هادي العامري” إن “تحالف الفتح” مستعد للاتحاد مع “حيدر العبادي” بعد الانتخابات. مع هذا لا يمكن إنكار تأثير إنهيار تحالف رئيس الورزاء مع فصائل “الحشد الشعبي” على الوزن السياسي للعبادي، خاصة وأن الكثير من العراقيين يعتبره “محتال”.

والآن يعارض “حيد العبادي” مع “إياد علاوي”، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، التدخل الإيراني في الشأن العراقي، وهو يُعتبر المرشح الرئيس الذي تتطلع إليه الولايات المتحدة الأميركية، ولذا فإن إنسحاب فصائل “الحشد الشعبي” من “تحالف العبادي”؛ هو بمثابة إنفصال للمسار الإيراني عن الأميركي بشأن المستقبل العراقي، على حد وصف “خالد صالح”.

في غضون ذلك يطالب الكثير من الأحزاب والتيارات السنية، ومنها الكتلة البرلمانية “تحالف القوى العراقية” بتأجيل الانتخابات، في حين تطالب الأحزاب الكردية، ومنها “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بمقاطعة الانتخابات. والسبب قضية اللاجئين السنة واحتلال “كركوك” من جانب الحكومة المركزية. وكان البرلمان العراقي قد حدد جلسة، الخميس الماضي، لإتخاذ قرار بشأن الموعد النهائي للانتخابات، لكن عدم إكتمال نصاب النواب حال دون ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة