خاص : كتبت – نشوى الحفني :
مع اقتراب الانتخابات الروسية تشتد قبضة الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، على المعارضة، حيث أطلقت الشرطة الروسية سراح المعارض الرئيس للكرملين، “أليكسي نافالني”، بعد اعتقاله لفترة وجيزة، الأحد 28 كانون ثان/يناير 2018، في موسكو، فيما لبى الآلاف دعوته للتظاهر في أرجاء البلاد ضد انتخابات رئاسية وصفها بـ”الخدعة” ستجري في 18 آذار/مارس القادم.
وكتب “نافالني”، على (تويتر): “أنا حر”، مضيفاً: “إنه يوم بغاية الأهمية، شكراً لكل هؤلاء الذين لم يمنعهم الخوف من الدفاع عن حقوقهم”.
وقالت “أولغا ميخيلوفا”، محامية “نافالني” إن السلطات أفرجت عن موكلها دون توجيه إتهامات له، لكنه سيمثل أمام المحكمة فى وقت لاحق.
سيواجه عقوبة السجن لمدة 30 يوم..
في حالة إتهامه بإنتهاك قوانين تنظيم المظاهرات؛ فسوف يواجه “نافالني” عقوبة السجن لما يصل إلى 30 يوماً.
وكان نحو عشرة رجال شرطة قادوا “نافالني” بالقوة إلى داخل شاحنة ذات زجاج داكن، بعد إنضمامه إلى مناصريه فى مظاهرة فى شارع “تفيرسكايا” فى وسط العاصمة الروسية موسكو، وفق ما أظهرت صور نشرها مناصروه.
وقد كانت السلطات الروسية اعتبرت “نافالني” غير مؤهل للترشح للانتخابات؛ بسبب حكم صدر عليه في قضية يتهم الكرملين بتدبيرها.
وحذرت وزارة الداخلية الروسية، مؤخراً، من إنها ستتعامل بقسوة مع أي إنتهاكات للقانون خلال احتجاجات المعارضة قبل الانتخابات.
مظاهرات مناهضة لـ”بوتين”..
تجمع نحو أربعة آلاف شخص، بحسب تقديرات وسائل الإعلام، (ألف شخص بحسب بيان للشرطة)، في وسط موسكو محاطين بأعداد كبيرة من الشرطيين.
وأنتهت التظاهرة قرابة الساعة 15,00 ت غ، وفق ما أعلن فريق “نافالني” على موقعي (تويتر) و(يوتيوب). وقال: “من واجبكم الأخلاقي العودة إلى منازلكم وأنتم تشعرون بأنكم أتممتم واجبكم”.
فيما ظل نحو مئة متظاهر في موسكو يطلقون شعارات ضد الكرملين والفساد أمام مقر الحكومة.
المتظاهرة “غانا” قالت: “نريد الحرية وانتخابات نزيهة، وأن يشارك نافالني في الانتخابات”.
في “سان بطرسبورغ” في شمال غرب البلاد تظاهر نحو 1500 شخص هاتفين: “روسيا بدون بوتين”، وأيضاً: “واحد إثنان ثلاثة أرحل يا بوتين”، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة.
وتجمع آلاف المتظاهرين، (3500 وفق الشرطة)، في نحو 120 مدينة في مقاطعات “نيغني نوفغورود”، و”تشيبوكساري”، (روسيا الوسطى)، و”تومسك”، (سيبيريا)، و”ياكوتسك” في أقصى الشرق الروسي، رغم تدني الحرارة إلى 45 درجة تحت الصفر.
توقيف المتظاهرين..
بحسب منظمة “أو. في. دي-إنفو”، غير الحكومية، فقد تم توقيف 257 ناشطاً على الأقل في روسيا خلال التظاهرات.
وكان فريق “نافالني” قد أكد، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الشرطة أقتحمت مكاتبه في موسكو وقطعت بثاً مباشراً لتظاهرات في شرق البلاد.
مضيفين أن الشرطة أوقفت عدداً من أعضاء المنظمة التي أسسها، “صندوق مكافحة الفساد”، وكذلك مؤيدين له في بعض المناطق.
ليست انتخابات بل خدعة..
كان “نافالني” قد قرر قبل شهرين من الانتخابات، تنظيم تجمعات تحت شعار: “هذه ليست انتخابات بل خدعة”.
وقال في شريط مصور، الأحد، إن التظاهر ضد الكرملين “هو سلاحنا السياسي”، مضيفاً: “إذا لم ننجح في ممارسة ضغط فاعل على السلطة فلن نحقق شيئاً”.
وحذرت بلدية موسكو، التي لم تأذن بتنظيم هذه التظاهرة، من أنها ستطلب إتخاذ “تدابير قضائية” ضد “نافالني”.
يحاول التأثير على نسبة المشاركة في الانتخابات..
اعتقل “نافالني”، (41 عاماً)، ثلاث مرات في 2017، لأنه نظم تظاهرات غير مصرح بها، وضمت أحياناً آلاف المشاركين في جميع أنحاء روسيا، وتخللها اعتقال المئات.
ولعدم استطاعته الترشح إلى انتخابات 18 آذار/مارس القادم، ينوي “نافالني” التأثير على نسبة المشاركة من خلال دعوة الروس إلى مقاطعة هذه الانتخابات.
وكان قد قال لوسائل الإعلام: “ليس ثمة انتخابات حقيقية في الوقت الراهن، ونطالب بأن يعيدوها لنا”، مضيفاً أن الانتخابات “تقضي في الواقع بإعادة انتخاب بوتين”.
المؤشرات قوية نحو فوز “بوتين”..
من المرجح أن يفوز في الانتخابات المقبلة الرئيس الروسي، الذي حصل على أكثر من 61% من نوايا التصويت، متقدماً بأشواط على المرشحين الآخرين، كما أفاد إستطلاع للرأي أصدرته في كانون أول/ديسمبر الماضي، مؤسسة “فيتسيوم”. وسيتولى بذلك الرئاسة لولاية رابعة تستمر حتى 2024.
فيما قال “ليف غودكوف”، مدير “مركز ليفادا” المستقل لإستطلاعات الرأي أن إنتصاره يمكن أن يشوبه ضعف نسبة المشاركة، وهو المشكلة الحقيقية للسلطة.
وفي تشرين ثان/نوفمبر الماضي، قال 58% من الروس أنهم سيدلون بأصواتهم، مقابل 69% في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012، و75% في إقتراع 2008، بحسب أرقام نشرها “معهد ليفادا”.
“نافالني” لا يهدد “بوتين”..
من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم الكرملين، “دميترى بيسكوف”: إن “شهرة بوتين تخطت روسيا، وهو الزعيم المطلق للساحة السياسية، ولا يستطيع أي شخص في هذه المرحلة أن يتنافس معه بجدية”.
وأوضح: أن “الكرملين لا يرى في نافالني تهديداً سياسياً لبوتين”.
قلق من قمع المعارضة..
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين 29 كانون ثان/يناير الجاري، إن بلادها “تعرب عن قلقها لجهود السلطات الروسية لقمع المعارضة السياسية”.
وقالت “هيذر نويرت”: إن “القادة السياسيين الذين يثقون بأنفسهم لا يخافون من الأصوات المخالفة ولا يشعرون بضرورة استخدام الشرطة بشكل مسيء لمنع الاحتجاجات السلمية واعتقال المعارضين السياسيين”.