22 مارس، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

الانتخابات البريطانية .. معادلة صعبة ترسم الفوضى خطوطها الرئيسة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عندما سُئل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الراحل، “هارولد ماكميلان”، عن العامل الحاسم الذي يؤدي إلى إجراء انتخابات جديدة، قال: “الأحداث يا صديقي.. التطورات المهمة على الساحة”، وقياسًا على ما قاله الزعيم السابق، فإن الظروف الحالية التي تشهدها “بريطانيا” تُعد مثالية لإجراء انتخابات عامة جديدة في ظل الكثير من التشنجات التي تشهدها الساحة السياسية؛ بداية من الانشقاقات حول ملف الانسحاب من “الاتحاد الأوروبي”، (بريكسيت)، وحتى مظاهر الشعبوية والعولمة والآثار المترتبة على التقشف وحزمة كبيرة من الأمور التي تدعو للتردد، إلى جانب وجود نصف عدد الناخبين على الأقل لا يشعرون بالولاء لمن سيكون حزبهم المفضل.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات، في 12 كانون أول/ديسمبر المقبل؛ في ظل انقسام كبير بين الكتل السياسية وفي الشارع البريطاني.

اليوم الأول مليء بالفوضى..

باتت “بريطانيا” تغلي على صفيح ساخن، وكانت حصيلة اليوم الأول من الحملات الانتخابية الكثير من التخبط والفوضى، بدأت باستقالة وزير شؤون “ويلز”، “آلون كيرنز”، بعد اتهامه بمعرفة دور أحد المتورطين في محاكمة الاغتصاب، كما قدم زعيم مجلس العموم، “غاكوب ريس موغ”، إعتذارًا بعد قيامه بسب ضحايا حريق “برج غرينفل”، إلى جانب توجيه الكثير من الاتهامات للحكومة بسبب تعليق نشر تقرير اللجنة البرلمانية للأمن والاستخبارات بشأن التدخل الروسي في استفتاء (بريكسيت) والحملة الانتخابية الأخيرة، والعديد من علامات الاستفهام حول علاقة المستشار الأول لرئيس الوزراء، “دومينيك كامنغز”، بالرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”.

“غونسون” بدأ حملته بمهاجمة خصمه اللدود..

بدأ رئيس الوزراء، “بوريس غونسون”، حملته للانتخابات، التي يخشى أن تفقده منصبه، بالهجوم على خصمه اللدود، “غيريمي كوربين”، إذ وصفه بالديكتاتور السوفياتي، “غوزيف ستالين”، الذي تُنسب إليه جرائم تعذيب ونفي وإعدام ملايين من البشر.

وكتب “غونسون”، في عموده بصحيفة (تليغراف) البريطانية؛ أن زعيم “حزب العمال” يضطهد المليارديرات بكل سرور وكره لم يتكررا منذ عهد الديكتاتور السوفياتي، “ستالين”.

وقد تسهم هذه الأجواء المشوبة بالعداء في زيادة تردد الناخبين، فما بين وعود “غونسون” بإغلاق ملف (بريكسيت) والبدء في التركيز على حل المشكلات الأخرى التي تعاني منها البلاد، وما يقوله “كوربين” حول إعتزامه التفاوض من أجل خطة أفضل لـ (بريكسيت) تكون أكثر رقة، وإجراء استفتاءً جديدًا بشأنه إلى جانب الاهتمام بحل المشكلات الأخرى، بينما يدافع حزب “الديموقراطيين الأحرار” عن إلغاء الخروج من الاتحاد، ويرى القوميون أهمية إجراء استفتاءً جديدًا.

وفي ظل تلك المعركة الانتخابية تُرى من يفوز بمنصب رئيس الوزراء الجديد ؟.. وهل يتمكن “غونسون” من الحفاظ على مقعده ؟.. يبدو أن الألغاز باتت جزءًا من الموضة، وفي لغز الانتخابات البريطانية هناك عوامل عدة تضاف إلى المعادلة، إذ حصل حزب واحد على الأغلبية المطلقة على مدار آخر 3 انتخابات أجريت، حين فاز رئيس الوزراء الأسبق، “ديفيد كاميرون”.

“غونسون” يراهن على “بريكسيت”..

يبدو أن التحالفات أصبحت أمر لا يمكن تجنبه، وبعد 10 أعوام في الحكم عادة ما يشعر الناخبين بأنهم تعبوا من الحزب الحاكم ويتمنون تغييره، لذا يجب الوضع في الاعتبار أن “حزب المحافظين” أكمل عامه التاسع، ويتوقع أن يخسر “غونسون” في “سكوتلندا” أمام قوة “الحزب القومي” الأسكتلندي، وفي الجنوب بسبب هيمنة “حزب العمال”، لكنه على الجانب الآخر قد يحرز أصواتًا أكثر في مناطق كان يسيطر عليها “حزب العمال”، في “ويلز” و”ميدلاندر” والمناطق الشمالية، حيث يؤيد أغلبية سكانها مغادرة الاتحاد.

وسوف يركز “غونسون”، في حملته، على موضوع (بريكسيت) إلى جانب أمور أخرى، لأن الناخب فقد الثقة في السياسيين، والحزب الذي يكون زعيمه أكثر شعبية ويضع برنامجًا اقتصاديًا سوف يربح في النهاية، كما يمكن للحزب إحزار الفوز أيضًا إذا كان زعيمه يتمتع بشخصية طاغية وله حضور.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب