9 أبريل، 2024 7:59 م
Search
Close this search box.

“الانتخابات الأميركية 2020” .. كابوس في سماء “وادي السيليكون” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص كتب – محمد البسفي :

أجواء من القلق والترقب تتلبد بها سماء “وادي السيليكون” منذ شهور؛ تزداد كثافتها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بداية شهر تشرين ثان/نوفمبر المقبل، خاصة وذكرى ما جرى خلال الانتخابات الأميركية الماضية في العام 2016، مازالت ماثلة أمام أعين أصحاب ومستثمري كبرى شركات التكنولوجيا العالمية في وادي السيليكون، وما تعرضت له شركات وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث من ضغوط وترقب استمر لسنوات جراء تبعات انتخابات 2016، حينما واجهت شركتي (فيس بوك) و(تويتر)، على وجه التحديد، اتهامات بتحولها إلى منصات لحملة دعائية مصدرها “روسيا” خلال الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز الجمهوري، “دونالد ترامب”. وخلصت وكالات الاستخبارات الأميركية، في عام 2016، إلى أنّ “روسيا” كانت وراء محاولة لتقويض ترشح “هيلاري كلينتون” للانتخابات الرئاسية، من خلال حملة مصرّح بها من قِبل الدولة الروسية للقيام بمجموعة من الهجمات الإلكترونية ونشر القصص الإخبارية المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

“تويتر” .. فوق صفيح ترامب الساخن !

حرص موقع التدوين القصير (تويتر) على إطلاق حزمة من التحذيرات وعلامات التدقيق في الحقائق بتغريدات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حول بطاقات بطاقات الإقتراع عبر البريد، خلال العامين المنصرمين؛ نتيجة الخلافات التي دخلتها إدارة شركة (تويتر) – بمصاحبة أكثر من شركة تكنولوجية كبرى – مع الإدارة الأميركية بعد تلقي اتهامات بتقويض الحملة الدعائية لإدارة الرئيس “ترامب”.

وأصبح الإقتراع عبر البريد قضية خلافية في الفترة المتبقية لإجراء الانتخابات، حيث من المتوقع أن يدلي المزيد من الملايين من المواطنين الأميركيين بأصواتهم عبر البريد بدلاً من التصويت شخصيًا بسبب جائحة فيروس (كورونا).

وقد سبق ودخل موقع (تويتر) في صدامات متلاحقة مع الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الذي وجه اتهامًا صريحًا للشبكة الاجتماعية بأنها تتدخل في الانتخابات الأميركية المقبلة.

وأحتدت الخلافات بداية من فترة تفشي فيروس (كورونا)، بعد أن قيد (تويتر) التفاعل مع تغريدة لـ”ترامب”، وميزت المنشور بعلامة كونه ينتهك قواعد النزاهة المدنية والانتخابية.

وقال موقع الشركة إن التغريدة تتضمن: “مزاعم صحية مضللة قد تثني الناس عن المشاركة في التصويت”، لكنه لن يحذف التغريدة لأنها تتعلق بالمصلحة العامة.

وفي التغريدة، انتقد “ترامب” بشدة الإقتراع عبر البريد، وزعم أن صناديق البريد، التي تم توفيرها لتسهيل عملية التصويت عبر البريد خلال جائحة فيروس (كورونا) لم يتم تطهيرها.

وفي 19 تموز/يوليو الماضي، عطل (تويتر) تغريدة بها مقطع فيديو قد أعاد الرئيس الأميركي تغريدها، حيث تضمن اقتباسات من خطاب تنصيبه عام 2017، من ضمنها تعهده ببدء نقل السلطة من واشنطن العاصمة وإعادتها إلى الناس. وأستشهدت المنصة، الأكثر تأثيرًا بين متابعي “ترامب”، بشكوى تتعلق بحقوق النشر، وذلك بحسب قاعدة بيانات، ( (Lumen ، التي تجمع طلبات إزالة المواد عبر الإنترنت.

الشركات تعلن حالة الترقب القصوى..

ووسط هذه الخلافات أتخذ موقع التدوينات القصيرة حزمة إجراءات على مدار الشهور الماضية لتدقيق البيانات والحيلولة دون انتشار المعلومات المضللة.

وقالت “غيسيكا هيريرا فلانيغان”، نائبة رئيس (تويتر) للسياسة العامة في الأميركتين، إن الموقع سيركز على تمكين كل شخص مؤهل للتسجيل والتصويت من خلال الشراكات والأدوات والسياسات الجديدة.

وبحسب القواعد الجدية، سيتم حظر مزاعم الفوز السابقة لأوانها من (تويتر) في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية، فضلاً عن التعامل مع أي تغريدة تدعي مزاعم كاذبة حول تزوير الانتخابات باعتبارها معلومات خاطئة ضارة، أو تدعي إعلان نتائج الانتخابات قبل الأوان.

وقالت (تويتر) إنها تسعى للمساعدة في وقف انتشار المعلومات المضللة الضارة التي يمكن أن تعرض نزاهة الانتخابات أو أي عملية مدنية أخرى للخطر.

وبحسب موقع (العين الخبرية)؛ فقد صعدت منصة (فيس بوك) من حربها على المعلومات المضللة عن الانتخابات الأميركية، عبر استحداث مركز لمساعدة المستخدمين بالمواد المتعلقة باستطلاعات الرأي والمعلومات الدقيقة ويسهل العثور عليها عن التصويت أينما كانوا.

وأكدت الشركة في مدونة إنها تعمل على تدقيق المعلومات الخاطئة المحيطة بنتائج الانتخابات، وذلك عن طريق التواصل مع المسؤولين، واعتبارها تهديدًا ناشئًا. هذه الخطوة سبقها تعهد من “مارك زوكربرغ”، الرئيس التنفيذي ومؤسس (فيس بوك)، بمراجعة سياسات المحتوى بعد أن تعرضت الشركة لانتقادات بسبب عدم اتخاذها أي إجراء ضد منشور للرئيس الجمهوري، “ترامب”، صنفته شركة (تويتر) على أنه انتهاك لقواعدها. وتحركت (فيس بوك) بمراجعة سياسة مكافحة المعلومات المضللة، بعد أن وجه المرشح الديمقراطي، “جو بايدن”، رسالة مفتوحة إلى “زوكربرغ”، دعا فيها الشركة إلى التحقق من صدق إعلانات الساسة خلال الأسبوعين الذين سيسبقان الانتخابات الرئاسية.

وطالب “بايدن”، (فيس بوك)، بمحو المعلومات المغلوطة المنتشرة على نطاق واسع؛ وأن تكون هناك ضوابط واضحة تطبق على الجميع بمن فيهم “دونالد ترامب”، تمنع سلوك التهديد والكذب بشأن كيفية التصرف أثناء الانتخابات.

وفي ضوء اتهامات أطلقها “ترامب” أيضًا في وجه شركة كبرى محركات البحث، (غوغل)، علق متحدث باسم الشركة، بأن تغيير نتائج بحث لأهداف سياسية يضر بعملنا ويتعارض مع المهمة التي نقوم بها وهي تقديم مضمون مفيد إلى كل المستخدمين، ونعمل كل ما بوسعنا لتجنب أخذ الآراء السياسية في الاعتبار.

ومع ذلك اتخذت (غوغل) بعض الإجراءات لتجنب اتهامات التحيز أثناء البحث، ومنها حذف اقتراحات البحث التلقيات أو ما تعرف بتنبؤات الإكمال التلقائي لعملية البحث التي من الممكن تفسيرها على إنها إيماءات لصالح أو ضد أي مرشح أو أي حزب سياسي داخل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ورغم أنها لم تنل أي نصيب من اتهامات المرشحين للإنتخابات الأميركية، إلا وقد أعلنت شركة (مايكروسوفت) مؤخرًا محاولة قراصنة، تربطهم علاقات مع “روسيا والصين وإيران”، التجسس على أشخاص وجماعات مشاركة في الانتخابات. وأكدت أن المجموعة الروسية التي اخترقت حملة الحزب الديمقراطي، في انتخابات عام 2016، تشن مرة أخرى هجمات إلكترونية.

وبشكل تفصيلي، ذكر “توم بيرت”، نائب رئيس (مايكروسوفت) المسؤول عن أمن العملاء، أن قراصنة روس من مجموعة “سترونتيوم” استهدفوا أكثر من 200 منظمة، كثير منها مرتبط بأحزاب سياسية أميركية. كما أشار إلى رصد هجمات شنها قراصنة صينيين تستهدف أفرادًا مرتبطين بحملة “بايدن”، بينما عمل متسللون إيرانيون على أستهداف آخرين مرتبطين بحملة “ترامب.”

قراصنة متطوعون .. للتأمين !

وعلى الجانب الشعبي تكونت كتيبة (إليكشن سايبر سيرغ)؛ وهي مجموعة تضم أكثر من مئتي متطوع من خبراء الأمن الإلكتروني والهواة أيضًا، تحاول قرصنة ماكينات التصويت شائعة الاستخدام في “الولايات المتحدة”، بحثًا عن ثغرات، لكنها تفعل ذلك بلا أية نوايا إجرامية.

“بياتريس أتوباتيل”، إحدى المتطوعات، تقول: “في وقت سابق من العام الجاري، حضرتُ مؤتمرًا وصُدمت لما علمتُ أن بإمكان أي شخص شراء ماكينات تصويت عبر موقع إيباي. فاشتريت واحدة، قبل شهرين، وبتُّ قادرة على فتحها والنظر في الشرائح”.

وبحسب (BBC عربي)، تأمل “بياتريس” أن تتمكن من سدّ أية ثغرات قد تكتشفها عبر فهم الطريقة التي تعمل بها الماكينة. “لا زلت أتعلم وأحاول اكتشاف أية ثغرات جديدة لم تُكتشَف بعدْ”.

وترى “بياتريس”، مثل آخرين، أن مشكلة الانتخابات الأميركية، تكمن في حالة التفكك وعدم الإرتباط التي تعانيها؛ فهناك نحو ثماني آلاف دائرة تشرف على الانتخابات في عموم البلاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب