استغرب نواب ومسؤولون محليون أنباريون اعلان رئيس الوزراء نوري المالكي تحقيق النصر في محافظتهم في وقت تتواصل العمليات العسكرية ونشاط المسلحين في الرمادي والفلوجة واشاروا الى ان مبادرة الحكومة المحلية للانبار لنزع فتيل الأزمة تراوح مكانها نتيجة عدم استجابة بغداد لبنودها.
وقال النائب عن الأنبار حامد المطلك إن “كلام قيادة القوات البرية بشأن انتهاء العمليات العسكرية في الرمادي ضبابي وغير دقيق”.. مؤكداً “استمرار القصف والاشتباكات في بعض مناطق المدينة”.
واعرب المطلك عن امله في أن “يكون حديث قيادة القوات البرية عن الوضع في الرمادي حقيقياً حتى يسحب البساط من تحت أقدام المتذرعين بوجود مسلحين للاستمرار بالقصف المدفعي على مدن الأنبار” كما نقلت عنه وكالة “المدى بريس” .. مشيراً إلى أن الأوضاع الميدانية تدل على العكس من تأكيدات قيادة القوات البرية حيث تتواصل الاشتباكات بين الجيش والمسلحين مثلما يتواصل تعرض القوات الأمنية للاستهداف من بعض الجماعات المسلحة، في ظل استمرار القصف على الفلوجة والرمادي . واكد المطلك استمرار نزوح المدنيين من الفلوجة وسط القصف والاشتباكات معتبرا ان الحلول التي ترعاها الحكومة المحلية وبعض العشائر لإنهاء العمليات العسكرية في الانبارلم تسفر عن شيء حتى الآن .
ومن جهتها اكدت عضو مجلس محافظة الأنبار نهلة الراوي إن الاتصالات مقطوعة تماماً في الفلوجة والرمادي وان المعارك في الرمادي ما تزال مستمرة إذ تشهد بعض مناطق المدينة اشتباكات متكررة نافية دقة تصريحات المسؤولين الأمنيين بشأن انتهاء العمليات العسكرية في المدينة.
واشارت الى ان النازحين غرب المحافظة يعيشون في ظروف أفضل من غيرهم بسبب سكنهم في المدارس ورياض الأطفال، حيث لا توجد عمليات عسكرية في تلك المناطق مستطردة أن مبادرة حل الأزمة في الأنبار التي ترعاها الحكومة المحلية ما تزال تراوح مكانها. وقالت ان حكومة بغداد لم تتقدم خطوة واحدة بشأن سحب الجيش من المدن أو نقل محاكمة النائب أحمد العلواني إلى الأنبار .
وكان المالكي قال امس الثلاثاء ان الانتصارات ما كانت لتتحقق الا بالتكاتف والتلاحم بين القوات المسلحة إلى جانب أهلهم وعشائرهم واكد ان الحكومة ستقوم بتعويض المتضررين مضيفا ان “الحكومة تجدد عزمها على دعم العشائر التي انتفضت ضد الإرهاب واستيعاب المقاتلين من أبنائها في الجيش والشرطة” .. كاشفا عن “تخصيص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين وتكريم الشهداء وعوائلهم وإعمار المحافظة”. كما أكد ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي اليوم أيضاً سيطرة “القوات المسلحة العراقية على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار بالكامل”.
واعلن محافظ الانبار احمد خلف الدليمي الجمعة الماضي عن مبادرة لحل الازمة في الانبار من 13 نقطة تقضي بأيقاف جميع الاجراءات القانونية والقضائية ومذكرات الاعتقال بحق المتظاهرين السلمين الذين لم يثبت تعاونهم او دعمهم للارهابين ودعوة الحكومة المركزية للتعامل بايجابية ومرونة مع المطالب الشرعية للمتظاهرين السلميين . كما تعرض عفوا عاما لمدة 7 ايام عن الشباب المغرر بهم او الذين اجبروا على العمل مع الارهابين واعطائهم فرصة القاء السلاح .. اضافة الى تخصيص مبلغ مليار دولار لتعويض المواطنين وبناء البنى التحتية في محافظة الانبار . كما تؤكد على انسحاب الجيش العراقي من المدن وتقديم الاسناد للشرطة المحلية في المحافظة وهذا هو احد مطالب عشائر الانبار .. وكذلك اعادة النظر بوضع الضباط القدامى الذين شاركوا في المعارك ضد التنظيمات الارهابية واعادتهم للخدمة واستثنائهم من اجراءات اجتثاث البعث .
يذكر أن محافظة الأنبار تشهد منذ اواخر العام الماضي مواجهات عسكرية واسعة النطاق تستخدم فيها مختلف الاسلحة بين القوات الامنية الحكومية ومسلحين من العشائر من جهة ومسلحين عشائريين مناوئين للسلطة وآخرين من تنظيم داعش من جهة اخرى على خلفية فض اعتصام الرمادي واعتقال نائب الانبار أحمد العلواني وقتل شقيقه.