19 أبريل، 2024 12:07 ص
Search
Close this search box.

الاميركان يتركون كركوك للاكراد .. وعلاوي يجامل بارزاني برفض اقليمها

Facebook
Twitter
LinkedIn

في حين تواصل القوات الاميركية اخر عمليات انسحابها من مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط فأن قوات البيشمركة والاحزاب الكردية في المنطقة تتحفز لتوسيع نشاطها وفرض هيمنها هناك بذريعة ملء فراغ الانسحاب ولمنع اي مطالبات بتحويل المحافظة الى أقليم يضرب احلام الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي في وقت يبدو ان رئيس الاقليم مسعود بارزاني قد اقنع زعيم القائمة العراقية اياد علاوي برفض هذا التحويل أيضا وذلك اثر مباحثات بينهما في اربيل خلال اليومين الماضيين.
ويراقب مسؤولون ومواطنون في كركوك تسارع تحركات لقوات البيشمركة الكردية وعناصر الحزبين الكرديين الرئيسيين لفرض هيمنة على المدينة التي يقطنها حوالي مليون عراقي هم خليط من التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين . وتؤكد مصادر (كتابات( ان هذه التحركات بدأت بشكل محموم من خلال تعزيزات مسلحة غير منظورة ونشاطات سياسية لعناصر الحزبين في استغلال مباشر للانسحاب الاميركي واستباق لقيام الحكومة المركزية بأرسال قوات الى هناك لفرض الامن عليها والوقوف بأي تحركات كردية لفرض الامر الواقع عليه من خلال توسيع انشار قوات البيشمركة على مناطق شاسعة من المحافظة اثر الانسحاب الاميركي والذؤيعة دائما : حماية الاكراد وضرب الارهابيين.
وفي هذا الاطار يقول نائب مدير عام شرطة كركوك وقائد خلية مكافحة الارهاب اللواء تورهان عبد الرحمن ان هناك مؤشرات حول امكانية شن عمليات نوعية كالخطف وتفجير العبوات لكننا سنقف بوجههم بقوة رغم التحديات التي نواجهنا اليوم وبينها غياب جهود القوات الاميركية التي كانت تؤمن لنا الاستطلاع الجوي والمراقبة .
وتواجه كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة حيث يطالب الاكراد بالحاقها باقليم كردستان الشمالي الذي يحكومنه منذ عام 1991فيما يصر العرب والتركمان على الابقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.
ويؤكد مدير عام شرطة محافظة كركوك اللواء جمال طاهر ان قواته “مستعدة لاستلام الملف الامني من القوات الامركية بعد انسحابها من العراق”. الا انه يحذر من ان “جميع مكونات كركوك مستهدفة من قبل الارهاب” على حد قوله من دون الاشارة الى دور المسلحين الاكراد الذين سبق وان بعث بهم بارزاني الى مناطق تحيط بالمدينة بحجة حماية الاكراد فيها وهو(قميص) عثمان الذي يلوح به الاكراد لفرض هيمنهم على مناطق اخرى من البلاد يطالبون بضمها الى اقليمهم ومنها ما يقع في محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين وواسط اضافة طبعا الى كركوك برمتها. .
 وينظر العديد من المراقبين الى كركوك على انها مثال عما سيكون عليه عراق ما بعد الانسحاب الاميركي الذي يخلف بلدا تمزقه اعمال عنف شبه يومية منذ اسقاط النظام العراقي السابق عام 2003.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد احسان الشمري ان “كركوك قد تكون واحدة من القنابل الموقوتة بعد الانسحاب الاميركي من العراق خصوصا وسط الصراع بين العرب والاكراد”. ويضيف ان “الحوار بين السياسيين العراقيين مسدود والحديث حول ملف كركوك لا يبعث على الامل”.
وكانت عملية تسليم مطار من القوات الاميركية الى السلطات العراقية في كركوك الاسبوع الماضي تحولت الى مادة لاشتباك سياسي بين العرب والاكراد حول احقية السيطرة على المطار وكادت ان تؤدي الى توتر امني بين الفريقين. وقبل ذلك قاطع عرب كركوك الاجتماعات التي عقدها مسعود بارزاني لدى زيارته محافظتهم احتجاجا على تصريحات اكد فيها انه “ليس هناك أي شك بشأن “كردستانية كركوك” مشيرا في الوقت نفسه الى أن عدم تطبيق المادة 140 لحل مشكلة المدينة قد يفجر الوضع بأية لحظة. وتابع قائلا “لكن ليس هناك أي مجال للمساومة على كردستانية كركوك”.
ويتوقع عبد الرحمن منشد العاصي احد ابرز شيوخ العبيد والقيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك ان الصراع في المحافظة سيكون “عربيا كرديا في المناطق ذات الاهتمام المشترك وستكون قلبه كركوك وهذا الامر اخطر من عمل تنظيم القاعدة”.
ويدفع الخلاف بين مكونات كركوك والانسحاب الاميركي من المدينة البعض الى التفكير في حماية نفسه بنفسه.
وفي هذا السياق يقول عضو مجلس كركوك عن قائمة جبهة تركمان العراق المهندس قاسم حمزه البياتي ان “الجماعات المسلحة تستهدف التركمان لانهم لا يمتلكون مليشيات او قوى امنية معينة وهم الحلقة الاضعف امنيا في كركوك”. واضاف “نطالب بتشكيل حماية ذاتية للتركمان لحمايتهم من الاستهداف المتكرر” على غرار قوات البشمركة الكردية التي تقدم الحماية للاكراد.
وفي خضم هذه التطورات المتصاعدة رأى مراقبون سياسيون في تصريحات الى (كتابات) ان اعلان  زعيم القائمة العراقية اياد علاوي امس الاول رفضه تحويل كركوك الى اقليم مستقل
بمثابة مجاملة لبارزاني الذي اجرى معه محادثات في اربيل خلال اليومين الماضيين وضربا لتوجه قادة كيرون في قائمته يرفضون ضم المحافظة الى اقليم كردستان .
وأشاروا الى ان هذا الرفض لم يأخذ بنظر الاعتيار توجهات جزء كبير من مكونات كركوك وخاصة التركمان والعرب في الدعوة لانشاء اقليم كركوك المستقل اداريا. واضافوا ان هذا الرفض يبقي المحافظة مصدر مطامع للاكراد ويزيد من التوترات القومية في البلاد ويقف بوجه مادة دستورية صريحة تعطي الحق لمواطني اي محافظة او اكثر بالتحول الى اقليم .
واشاروا الى ان موقف علاوي هذا يعد معارضا لموقف قياديين بارزين في القائمة العراقية فقد اكد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي مؤخرا ان “تشكيل الاقليم حق كفله الدستور وان مجلس النواب يدعم هذا القرار”. كما قال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في مناسبة اخرى ان “تشكيل الاقاليم مبدأ كفله الدستور ولا يهدد وحدة العراق”.
فقد اشار علاوي حول موقفه من معالجة ازمة كركوك انه “من الضروري اعتماد الحوار والتفاهم في معالجة مشكلة كركوك”. واشار الى استعداد رئيس اقليم كردستان العراق لمعالجة مشكلة كركوك قائلا “لمسنا خلال لقائنا الاخ مسعود بارزاني بان الحوار اساس حل مشكلة كركوك”. واكد معارضته تشكيل اقليم مستقل من محافظة كركوك قائلا ان “طرح كركوك بانها اقليم مستقل سيدخلنا بمشاكل تتعلق بالثروات والمياه والحدود الإدارية ويعقد مشاكلها، وسوف لن يوصلنا الى اي حل”.
وعبر المراقبون عن استغرابهم من موقف علاوي هذا مشيرين الى انه في الوقت الذي رفض فيه تشكيل اقليم كركوك فأنه لم يعارض المطالب الكردية بالحاقها باقليم كردستان كما لم يتطرق لتأكيدات بارزاني عن ما يدعي بكردستانيها. 
وتعد محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي يطالب الاكراد بالحاقها باقليمهم الشمالي وسط معارضة التركمان العرب وحكومة بغداد بين ابرز الازمات الداخلية في البلاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب