فيما صحا العراقيون اليوم على اثار التدمير لاكثر من 15 تفجيرا ضربت مدينتهم بسيارات مفخخة وتفجيرات ناسفة وهم يستعدون لتشييع ضحاياهم الذين وصل عددهم الى 80 شخصا فقد حذرت الامم المتحدة من انزلاق البلاد الى مصير مجهول ودعت قادته لحوار يوقف المذابح فيما انتقد الصدر تقصير الحكومة وسط مطالبات بتعيين الوزراء الامنيين لوقف التدهور الامني.
فقد ندد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، بعبارات شديدة اللهجة بموجة التفجيرات التي وقعت في عدة مناطق تجارية في بغداد أمس وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين الأبرياء. وقال كوبلر في تصريح صحافي مكتوب وزع على الصحافية على خلفية التفجيرات التي ضربت بغداد مساء امس وادت الى مقتل واصابة اكثر من 320 عراقيا “مرة أخرى، أحث جميع الزعماء العراقيين على القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين، فمسؤولية وقف سفك الدماء ووقف المذابح تقع على عاتقهم”. وأضاف “إن من مسؤولية السياسيين التحرك فورا وبدء حوار يهدف إلى إخراج الأزمة السياسية من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، وألا يجعلوا خلافاتهم السياسية فرصة يستغلها الإرهابيون” . وشدد كوبلر بالقول “سنواصل تذكير الزعماء العراقيين بأن البلاد ستنزلق نحو مرحلة مجهولة ومحفوفة بالمخاطر إذا لم يتخذوا إجراءات فورية”.
أنتقادات لتقصير الحكومة ودعوات لتعيين الوزراء الامنيين
وجاءت تحذيرات الامم المتحدة هذه وسط دعوات لمسؤولين عراقيين بمحاسبة قادة الاجهزة الامنية المقصرين ومثولهم امام البرلمان لاستجوابهم حول استمرار العنف الذي يذهب ضحيته العشرات من المواطنين يوميا.
فقد اكد زعيم القائمة العراقية اياد علاوي وجود خرق واضح للوضع الامني مشيرا الى ان السلطات المختصة لم تجد شرحا لهذه الخروقات المتكررة. وقال علاوي في تعليق على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء ان “التفجيرات الأخيرة ضحت بنحو 320 مواطنا بين شهيد وجريح وذلك في خرق واضح للوضع الأمني دون أن تجد السلطات المختصة شرحا لهذه الخروقات المتكررة”.
ومن جهته انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صمت الحكومة امام توالي الهجمات من دون وضع حد للتدهور الامني وقال في بيان “تبين لنا جليا وبلا أدنى شك أن الارهاب ذو نفوذ وسيطرة في عراقنا الحبيب، لذا فانهم بين الحين والحين يصعدون من تفجيراتهم، والكل يكتفي بالاستنكار بل وصل الأمر أنهم نسو حتى الاستنكار وصار الصمت هو الملجأ” .
وأضاف الصدر أن “الشعب ابتعد عن اللجوء إلى الله وفي نفس الوقت بلا حكومة تحميه وبات في مواجهة الارهاب بلا معونة من أحد”، داعيا الشعب إلى “نزع الحقد من القلوب ونزع فتيل الحقد الطائفي والرجوع الى الله والاتجاه الى الدعاء والتسبيح والطاعة والى القيادات الدينية كل بحسب عقيدته وإلى المساجد والقرآن وأهل البيت”.
وقال “اما ما يخص الحكومة فعليها محاسبة وطرد الأشخاص المنخرطين في السلك الأمني بلا حق أو لأجل السلطة والشهرة من دون اخلاص او غيرة” .. مشددا على ضرورة ان تقوم الحكومة بـ”تقوية الجهد الاستخباري والمخابراتي بالطرق الصحيحة والعمل الجدي من أجل نزع فتيل الاحتقان الطائفي لا كما وصلنا بان السيد رئيس الحكومة يريد اعلان بدء الحرب الطائفية في العراق”. ودعا الصدر الشعب والحكومة في الختام قائلا “هذا آخر نداء مني إلى الشعب من جهة وإلى الحكومة من جهة أخرى”.
ومن جهتها طالبت النائب عن القائمة العراقية ندى الجبوري بالاسراع بتعيين وزراء للوزارات الامنية للسيطرة على الوضع الامني الخطير الذي تشهده البلاد.
وقالت الجبوري في بيان صحافي ان “الخروقات الامنية التي تشهدها البلاد يوميا والتي تحصد ارواح المواطنين الابرياء دون اي ذنب يذكر موضوع في غاية الخطورة ويحتاج الى وقفة جادة من الجميع لوقف نزيف الدم العراقي”. واضافت ان “خلو الوزارات الامنية من وزرائها هو احد اسباب تردي الوضع الامني ووصوله الى هذا المستوى المرعب والمؤلم”، داعية الى “الاسراع بتعيين وزراء للوزارات الامنية للسيطرة على هذا التدهور الامني الخطير الذي تشهده البلاد”.
تحضيرات لاجتماع للقادة السياسيين دعا له الحكيم
و اعلن النائب عبد الحسين عبطان عن ائتلاف كتلة المواطن بزعامة رئيس امجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ان جميع الكتل السياسية ابدت موافقتها وتجاوبها الكبير مع مبادرة الحكيم لعقد اجتماع للقادة السياسيين واعلنت استعدادها للمشاركة .
وقال عبطان ان العمل يتم حاليا لبحث جدول اعمال الجلسة الاولى التي ستكون في نهاية هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل ، مبينا ان المبادرة ليست اجتماعا واحدا انما سلسلة اجتماعات. واكد في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية (نينا) ان نجاح المبادرة يتوقف على تعاون الكتل السياسية والتجاوب مع الطروحات التي تتم في الاجتماعات ، وبالتالي تكون هناك نتائج ترضي الجميع ونذهب الى الهدوء واستقرار البلد.
وكان الحكيم دعا الاسبو الماضي جميع الاطراف السياسية والوقفين الشيعي والسني واقليم كردستان وجميع القوى السياسية الى عقد اجتماع رمزي لطمأنة الشعب العراقي بالوقوف بوجه الارهاب واصدار
ميثاق شرف وطني ضد الارهاب والطائفية وضد من يعتاش على سفك الدماء داعيا مؤسسات الدولة الى تحمل مسؤولياتها وعقد اجتماعات للبرلمان والحكومة ومجلس الوزراء والتعاون والتشاور والتواصل لوضع رؤية في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تواجه الشعب.
وقد سقط أكثر من 80 قتيلا وأصيب العشرات في التفجيرات التي تشير إلى تدهور العنف الطائفي العراق
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرات لكن مقاتلي جماعة دولة العراق الإسلامية المنتمية لتنظيم القاعدة كثفوا الهجمات منذ بداية العام الحالي وكثيرا ما استهدفوا أحياء الشيعة. وتصاعدت التوترات الطائفية لأعلى مستوى منذ انسحاب القوات الأمييكية نهاية عام 2011 كما أن الصراع في سوريا يسبب توترا في التوازن الطائفي الهش بالعراق.
وتقول احصاءات الامم المتحدة إن ما يزيد عن 700 شخص قتلوا في حوادث عنف في العراق الشهر الماضي وهو أعلى عدد من القتلى في شهر واحد منذ ما يقرب من خمس سنوات فيما تجاوز عدد القتلى خلال الشهر الحالي 300 شخصا حتى الان.