نأت بعثة الامم المتحدة في العراق اليوم عن عمليات فساد تشوب ملف النازحين العراقيين مؤكدا انه وقالت انها علمت بأن الوثائق المزيفة والاحتيالية والمتعلقة بالمشتريات كطلبات استدراج العروض وأوامر الشراء لازالت تُباع في العراق لمشاريع وهمية منسوبة زورا للمكتب الاممي وشددت على انه لم ولن يطلب ثمنا لوثائق العطاءات الصادرة عنه او يستخدم وسيطا لتوزيع الوثائق نيابة عنه.
واكد مكتب بعثة الامم المتحدة لخدمات المشاريع عدم وجود اي صلة للمنظمة الدولية بأي مشروع لشراء كرفانات للنازحين مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وعدم اشتراك المكتب بأي شكل من الأشكال في عملية شراء كرفانات للنازحين في العراق. وقالت بعثة الامم المتحدة في بغداد “يونامي” ان مكتب خدمات المشاريع للامم المتحدة تناهى الى علمه بأن الوثائق المزيفة والاحتيالية والمتعلقة بالمشتريات كطلبات استدراج العروض وأوامر الشراء لازالت تُباع في العراق لمشاريع وهمية منسوبة زورا للمكتب الاممي. وشددت البعثة في بيان صحافي الاربعاء تلقت “أيلاف” نصه بالقول “نحن على دراية باحدى هذه الحالات المتعلقة بمشروع وهمي مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية حيث عرضت وثائق المناقصة المزيفة لشراء كرفانات للنازحين للبيع “.
واضافت “يونامي” ان مكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع يجدد التحذير الصادر عنه في التاسع من اذار الماضي الذي نشر في وسائل الاعلام المحلية |من وجود إعلانات لعطاءات مزيفة وقد تم توفيرعنوان بريد الكتروني لتقديم شكوى لمن يشك بوقوع نشاط احتيالي .
وشددت البعثة الاممية في العراق على ان “مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع لم ولن يطلب ثمنا لوثائق العطاءات الصادرة عنه، كما أنه لم ولن يستخدم وسيطا لتوزيع الوثائق نيابة عنه.. موضحة ان المكتب يقوم بنشر جميع اشعارات المشتريات الخاصة به على الموقع الرسمي له (www.unops.org) وعلى موقع السوق العالمي للأمم المتحدة (www.ungm.org) ، وهي متوفرة مجانا لجميع الجهات المعنية ، كما أن جميع الجهات المخولة بإصدار وثائق المشتريات الاصلية التابعة لمكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع تستخدم عنوان البريد الالكتروني المنتهي بـ @unops.orgلجميع مراسلاتها “.
واوضحت “يونامي ” إن مكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع غير مسؤول بأي حال من الاحوال عن أي التزامات أو دفعات أو سلع أو خدمات مقدمة ناجمة عن وثائق مزيفة واحتيالية . ودعت الى الاتصال بالبريد الالكتروني [email protected] في حال الاعتقاد بأن وثيقة العطاء مزيفة او الاشتباه بوجود نشاط احتيالي آخر.
ملاحقات لضالعين بفساد ملف النازحين
ومن جهته كشف مصدر مطلع في لجنة الهجرة والمهجرين النيابية بأن الايام القليلة المقبلة ستشهد مطالبات بسحب اليد وإحالة للقضاء والقاء قبض بحق عدد من مسؤولي وزارة الهجرة والمهجرين الضالعين بقضايا فساد وتردي الخدمات المقدمة للنازحين تمهيدا لاستجواب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك.
وأوضح المصدر انه اضافة الى هؤلاء المسؤولين فيان شخصيات في اللجنة العليا لإغاثة النازحين وإدارة الهلال الاحمر العراقي من بين المرشحين لقرارات سحب اليد والاحالة للقضاء وإلقاء القبض بسبب شبهات فساد في المبالغ والمنح الحكومية المصروفة للنازحين وتردي الخدمات المقدمة لهم .
وتوقع المصدر ان تؤدي الاجراءات المنتظرة الى الاطاحة بأسماء كبيرة متورطة بملف إغاثة النازحين وهو ما سيفتح الباب للتسريع باستجواب رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين نائب رئيس الوزراء صالح المطلك .
وكان مجلس النواب قد صوت مؤخرا على حل لجنة اغاثة النازحين التي يرأسها المطلك على خلفية شبهات فساد شابت العقود التي اجرتها اللجنة لتجهيز الخيم والكرفانات والسلة الغذائية للنازحين. كما وافق المجلس على احالة الملف الخاص بلجنة اغاثة النازحين الى هيئة النزاهة للتحقيق في شبهات الفساد وعلى توصيات بحلها لوجود حالات فساد في جوانب عدة بعملها مع تحويل مهامها الى وزارة الهجرة والمهجرين والحكومات المحلية في المحافظات. واشار تقرير اللجنة البرلمانية الى “وجود غموض في بعض الجوانب المتعلقة بطريقة التعامل مع الاموال المخصصة للنازحين والبالغة نصف مليار دولار وتسجيل خروقات قانونية بشان الايفادات كما ان اجراءات التسليف لم تجر وفقا للقواعد الادارية بالاضافة الى وجود شكاوى بشان صرف المنح فضلا عن انعدام الخدمات الطبية والصحية المقدمة من وزارة الصحة في مخيمات النازحين في اقليم كردستان وهو ما يتعارض مع قرار الوزارة بفتح مراكز صحية للنازحين”.
اطلاق حملة لجمع نصف مليون دولار لاغاثة نازحي العراق
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” وعدد من المنظمات الانسانية لاطلاق نداء غدا الخميس لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار من أجل تلبية احتياجاتها الاغاثية في العراق.
وقال ممثل اليونيسف في العراق فيليب هيفينك في بيان إن “الوضع الانساني في العراق قريب من الكارثة! نحن بأمس الحاجة الى موارد اضافية كي نواصل التدخل”. وبحسب المنظمة التابعة للامم المتحدة، فإن ثمانية ملايين عراقيين يحتاجون الى مساعدة انسانية عاجلة بينهم خصوصًا حوالى ثلاثة ملايين فروا من ديارهم منذ مطلع حزيران (يونيو) عام 2014 حين شن تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف هجوماً واسع النطاق تمكن في اعقابه من الاستيلاء على مناطق شاسعة في كل من العراق وسوريا. ولفتت اليونيسف الى أن “المعارك تعيق وصول الطواقم الانسانية” و”نقص التمويل يهدد بقاء بعض التدخلات الانسانية”. ونتيجة لهذه العوامل، فإن “جميع المنظمات الانسانية العاملة في العراق” ستطلق الخميس في بروكسل “نداء لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار لسد الاحتياجات الاغاثية خلال الاشهر الستة المقبلة”.