25 أبريل، 2024 4:00 م
Search
Close this search box.

الاقتصاد الإيراني ينتظر الضربة القاضية .. مع تطبيق موجة “العقوبات الأميركية” خلال أيام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

بعد ثلاثة أيام فقط، وتحديدًا في صباح الخامس من تشرين ثان/نوفمبر الجاري، سيبدأ الاقتصاد الإيراني مرحلة قاسية، سيعيش الشعب الإيراني خلالها أيامًا عجافًا، مع تطبيق الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية.

وهناك مخاوف تنتاب النظام في “طهران” من اندلاع ثورة شعبية عارمة، مما يهدد الاستقرار العام في البلاد.

مضمون العقوبات..

تشمل الجولة الثانية من “العقوبات الأميركية” المرتقبة صادرات النفط والغاز، بهدف خفض صادرات “إيران” منهما إلى الصفر. وستضمن العقوبات حظر الاستثمار في “قطاع الطاقة الإيراني”. هذا يعني منع شراء أو نقل أو امتلاك أو تسويق الغاز والنفط الإيراني وجميع منتجات “إيران” البتروكيماوية.

كذلك تشمل العقوبات التعاملات مع “قطاع السفن والموانيء” وشركات الشحن البحري وأيّ تعامل مع “بنك إيران المركزي” وباقي مؤسسات البلاد المالية.

تداعيات خطيرة..

يرى خبراء الاقتصاد أن “الريال” الإيراني سيستمر بالإنحدار إلى مستوى كارثي. وستكون الخيارات المتاحة أمام “طهران” هي إما التوسع في تجارة الأسلحة والمخدرات عبر وسائل التمويل الحرام، وإما التعامل مع بعض الدول بإنشاء آلية ملتوية طمعًا في صفقات تجارية في المستقبل. لكن هذا المخرج لن يفيد كثيرًا، لأن أكثر من 100 شركة أجنبية كبرى أعلنت عزمها الانسحاب من “إيران”. كما توقفت “كوريا الجنوبية” عن استيراد “النفط الإيراني”، منذ أيلول/سبتمبر 2018، و”العراق” سيوقف نقل الخام من “حقل كركوك” النفطي إلى “إيران”.

فيما أكد المحلل، “إياد جبر”، أن “العقوبات الأميركية” الجديدة تأتي كمرحلة متقدمة عن سابقاتها التي أوصلت الاقتصاد الإيراني إلى حد الإنهيار، لأنها ستستهدف “النفط الإيراني” ومراحل نقله للأسواق العالمية، كما أن “البنك المركزي الإيراني” لن يكون بعيدًا عن تلك العقوبات التي ستمنع أو تحد من وصول العملات الصعبة إلى الأسواق الإيرانية، فضلاً عن فرض جملة من القيود على الصادرات الإيرانية.

الغضب الشعبي لن يُسقط النظام..

يرى الكاتب والمحلل السياسي، “محمد آل الشيخ”، أن الوضع الاقتصادي والمعيشي داخل “إيران” في تدهور مستمر، والناس هناك يتذمرون، ولن يستطيعوا الصبر أكثر رغم القمع الذي يمارسه “الحرس الثوري” تجاه كل من يتمرد على النظام.

غير أن هؤلاء الجماهير الغاضبة يفتقدون القيادة الفعلية والمنظمة لتفعيل هذا الغضب بالشكل والمضمون اللذين يُسقطان “حكم الملالي”، كما كان الأمر بالنسبة للشاه المخلوع في بدايات الثورة الخمينية.

مضيفًا أن “إيران” ربما تكون مقبلة على (ثورة جياع) بسبب هذه العقوبات، وليس أمام “الملالي” في نهاية الأمر إلا الخنوع والجلوس راغمين مع الأميركيين على طاولة الحوار – إن أسعفهم الوقت – للخروج من المأزق.

مرحلة مصيرية لإيران والمنطقة..

أضاف “آل الشيخ”؛ أن الأسبوع الأول من شهر تشرين ثان/نوفمبر الحالي سيكون مصيريًّا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، و”إيران” على وجه الخصوص، فالأميركيون ماضون بجدية وهمة لا تعرف التردد على إحكام الحصار الاقتصادي على “إيران الملالي”، ولديهم آلية مُحكمة – كما يقولون – من شأنها أن تجعل الحصار فعالاً، كما لم يُعرف مثله في التاريخ المعاصر.

وغني عن القول إنه ليس هناك مَن سيضحي بمصالحه ويتحدى الأميركيين؛ الذين أعلنوا من الآن أن كل من سيستورد النفط والغاز الإيراني ستطوله هو الآخر تلك العقوبات.

العقوبات أنهكت الاقتصاد الإيراني..

أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، “جون بولتون”، أن بلاده لم تكن تتوقع هذا التأثير الكبير للعقوبات على الاقتصاد الإيراني، فخلال الأشهر الأخيرة فقد “الريال” الإيراني نصف قيمته، كما أن ظاهرة الاحتجاجات لم تعد مقتصرة على الأقليات التي تدافع عن حقوقها المفقودة، لأن جميع طوائف وفئات الشعب الإيراني عبرت عن رفضها لسياسات النظام الذي قابل الهزات الاقتصادية المستمرة بقمع الاحتجاجات والقيام ببعض الإجراءات التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، وقد كان أبرزها عزل وزير الشؤون الاقتصادية والمالية في آب/أغسطس الماضي.

أشد عقوبات ضد طهران..

كان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد أعلن مؤخرًا أن “العقوبات الأميركية” على “إيران”، التي ستدخل حيز التنفيذ بعد أيام قلائل، ستكون “الأكثر صرامة” في التاريخ ضد “طهران”.

مؤكدًا أن إيران “تعرض الطيران المدني التجاري للخطر بسبب الإجراءات التي تتخذها”. وأشار “بومبيو” إلى أن كل وكالة أو جهاز تابع لـ”الأمم المتحدة”، يقدم تقارير عن الإرهاب، يرى أن “إيران” هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.

وبيّن وزير الخارجية الأميركي أن بلاده “حضت شركاءها الأوروبيين لمساعدتها في مواجهة السلوك الإيراني”.

طهران لم تحترم الاتفاق النووي..

وفيما يتعلق بـ”الاتفاق النووي” مع “طهران”، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قال “بومبيو”: إن كل ما صدر عن “إيران” – من إطلاق صواريخ أو القيام بنشاط إرهابي أو تصدير سلوك خبيث إلى جميع أرجاء العالم – قد حدث خلال فترة سريان “الاتفاق النووي”.

وبحسب “بومبيو”؛ فإن “الاتفاق النووي” مع “إيران” كان سيئًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، وأن الرئيس “ترامب” قد إتخذ قرارًا صائبًا بالانسحاب من ذلك الاتفاق، وكل ما تطلبه “واشنطن” من “إيران” هو فقط أن تكون دولة طبيعية، أي تتوقف عن تصدير الإرهاب وعن استخدام وكلائها لبث الفوضى في جميع أنحاء العالم.

“روحاني”: الضغوط الأميركية مؤقتة..

اعتبر الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، أنه على شركاء “طهران” التجاريين أن يدركوا أن ضغوط “واشنطن” مؤقتة، لكن علاقة “إيران” مع شركائها دائمة. مُضيفًا أن الأميركيين لن ينالوا مآربهم في مؤامرتهم الجديدة ضد “إيران”، فقد بدأوا بالتراجع تدريجيًا وكانوا يقولون إنهم سيقطعون صادرات “إيران” النفطية في تشرين ثان/نوفمبر 2018، لكنهم تراجعوا وقالوا إن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه خلال هذا الشهر، بل ربما خلال الأشهر المقبلة، ومن ثم قالوا لا يمكن إيقاف صادرات “إيران” تمامًا بل نريد خفض حجمها.

وتابع “روحاني”: “لا يمكنكم إيقاف صادرات إيران النفطية؛ ولن تستطيعوا خفضها وفق مخططكم. إنكم تريدون إثارة سخط الشعب الإيراني، إلا أن هذا الشعب ساخط على أميركا وجرائمها، وليس على حكومته ونظامه”. كما شدد على أن الحكومة الإيرانية “لا تخشى تهديدات الولايات المتحدة، وعلى الشعب أن يعلم ذلك، ولكن ربما لاقى الشعب بعض الصعوبات خلال الأشهر الماضية، وسيعاني منها خلال الأشهر المقبلة أيضًا، إلا أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لخفض المشاكل ولن تدعها تستمر بفضل دعم الشعب والمنتجين والمصدرين والناشطين الاقتصاديين”.

“ظريف”: آثار العقوبات نفسية فقط..

قال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، الإثنين الماضي، إن إمكانية وصول “الولايات المتحدة” لأهدافها، من خلال فرض العقوبات ضد إيران “ضئيلة للغاية”، وسيكون لتلك العقوبات “تأثير نفسي” أكثر من أي شيء آخر.

ووفقا لما أعلنته وكالة أنباء (إرنا)، فقد قال “ظريف”، لدى وصوله إلى “إسطنبول”؛ لحضور اجتماع ثلاثي مع وزراء خارجية “جمهورية أذربيغان” و”تركيا” – إن إمكانية وصول “أميركا” لأهدافها الاقتصادية، من خلال فرض العقوبات، “ضئيلة للغاية”.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن، في آيار/مايو الماضي، انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي” الإيراني، وإعادة العقوبات المفروضة على “طهران” التي كان هذا الاتفاق قد أوقفها. كما تم فرض الجولة الأولى من العقوبات في شهر آب/أغسطس الماضي، ومن المقرر أن تبدأ الجولة الثانية من العقوبات صباح يوم 5 تشرين ثان/نوفمبر الحالي.

موقف الاتحاد الأوروبي..

واعتبر الرئيس الإيراني، “روحاني”، أن “أوروبا” تقف إلى جانب “طهران” ضد إعادة فرض “العقوبات الأميركية” عليها، وأن “واشنطن” معزولة وسط حلفائها التقليديين في مواجهتها مع “إيران”.

وقال “روحاني”، أمام البرلمان: “لا يحدث كثيرًا أن تتخذ أميركا قرارًا وينبذه حلفاؤها التقليديون”. مُضيفًا: “لم يكن أحد ليتصور قبل عام أن تقف أوروبا مع إيران في وجه أميركا. إن روسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي وبعض دول إفريقيا وأميركا اللاتينية أصدقاؤنا. علينا أن نعمل معهم ونجذب استثمارات”.

وكان “الاتحاد الأوروبي” والبلدان المتبقية في “الاتفاق النووي”، قد أعلنوا، قبل بضعة أشهر، عن إنشاء آلية مالية خاصة وجديدة، للحفاظ على “الاتفاق النووي” وإمكانية إجراء التعاملات المالية؛ حيث تسمح هذه الآلية للدول والشركات الأوروبية بمواصلة تعاملها مع “إيران”. وأنه سيتم العمل بهذه الآلية الخاصة قبل نهاية هذا العام، (2018)، ولكن لبدء نشاطها بجدية، سوف تحتاج إلى مزيد من الوقت. 

وقبل ذلك، كان المسؤولون الإيرانيون قد هددوا بأنه إذا لم تكن “أوروبا”، وبقية الأطراف المتبقية في “الاتفاق النووي”، قادرة على إيجاد طريقة لبيع النفط وإمكانية وصول “إيران” إلى موارد بيعها، فمن المحتمل أن تنسحب “طهران” أيضًا من الاتفاق.

يُذكر أن المبعوث الأميركي بشأن إيران، “برايان هوك”، قد أعلن أن “واشنطن” ستفرض عقوبات جديدة على “طهران”، في تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بغض النظر عن أي إطار جديد بين الأوروبيين والإيرانيين.

ونقلت قناة (الحرة) الأميركية، عن “هوك” قوله: “نسعى إلى اتفاقية جديدة مع إيران؛ تشمل الملف النووي والإرهاب والنظام الصاروخي وسلوكها الذي يقوض الاستقرار”.

الصين تُقلص مشترياتها من النفط الإيراني..

قررت “الصين” تقليص مشترياتها من “النفط الإيراني”؛ بعد أن تعهدت بمقاومة “العقوبات الأميركية” على صادرات الخام الإيرانية، ما أعطى دفعة كبيرة لجهود “واشنطن” في عزل “طهران” اقتصاديًا.

وذكرت صحيفة (وول ستريت غورنال)، في تقرير لها، أن “شركة البترول الوطنية الصينية”، و”شركة الصين للبتروكيماويات” لم تحجزا أي شحنات من “النفط الإيراني” لشهر تشرين ثان/نوفمبرالجاري، في خطوة ستشكل ضربة قوية لـ”قطاع النفط الإيراني”، إذ كانت الشركتان تشتريان حوالي 600 ألف برميل يوميًا من الإنتاج الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب