الاعتراض العراقي على بيان “قمة مكة” يكشف .. موقف “بغداد” المنحاز لطهران في أي صراع !

الاعتراض العراقي على بيان “قمة مكة” يكشف .. موقف “بغداد” المنحاز لطهران في أي صراع !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إعلان ليس بالجديد؛ وإنما حدد إتجاه “العراق” في موقفه من “إيران” بشكل ظاهر للمجتمع العربي والدولي، حيث أعلن “العراق” اعتراضه على البيان الختامي لـ”قمة مكة” الطارئة، الذي ندد بسلوك “إيران” وإعتداءاتها في المنطقة، رافضًا المشاركة بصياغته.

وقال الأمين العام للجامعة العربية، “أحمد أبوالغيط”، في بيان بُث على الهواء مباشرة، إن: “العراق يعارض البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة؛ والذي ندد بتدخل إيران في شؤون الدول الأخرى”.. وأنه: “وبعيد التأكيد على إستنكاره لأي عمل من شأنه استهداف أمن المملكة وأمن أشقائنا في الخليج، فإنه يريد التوضيح على أنه لم يشارك في صياغة البيان الختامي وأنه يسجل اعتراضه على البيان الختامي في صياغته الحالية”.

لا يجب استهداف أمن إيران.. وأمن السعودية والخليج من أمننا..

وقال الرئيس العراقي: “إن جمهوريةَ إيران الإسلامية هي دولةٌ مسلمةٌ جارة للعراق والعرب، ويقينًا لا نتمنى أن يتعرض أمنُها إلى الاستهداف، وتربطنا وإياها 1400 كم من الحدود، ووشائجُ وعلاقاتٌ متعددة”.

وأضاف “صالح”: “أننا في العراق، ننظر من واقعِ تجربةٍ قاسيةٍ من الحروب واستهداف الإرهابِ لمقدراتنا، الذي جاء على أمنِنا الداخلي وإمتدت إثارُهُ على أمنِ عمقِنا العربي، وجوارِنا الإسلامي، بل وعلى أمنِ واستقرارِ المجتمع الدولي”.

وتابع الرئيس العراقي؛ إن أمنَ “المملكة العربية السعودية”، الشقيقة، هو أمن “العراق”، وأمن “الإمارات”، وأمن دول الخليج هو أمننا، ونحن في “العراق” حريصون على أمن المملكة ودول الخليج، وأي استهداف لأمنها هو استهداف لأمننا، بل استهداف لأمن الدول العربية والإسلامية جميعًا”.

لن يدخل العراق في سياسة المحاور..

بدوره أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”: “أن العراق لن يدخل في سياسة المحاور، والإصطفافات، والإدانات، والاتهامات، راجيًا أن تخرج المؤتمرات العربية، والإسلامية المقبلة بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار”.

الموقف العراقي الآن أصبح معلن بشكل رسمي؛ وهو الأمر الذي قد يضعه في مأزق بعد ذلك، خاصة مع “الولايات المتحدة الأميركية”، التي كانت تطالبه دائمًا بتحديد موقفه من الصراع “الأميركي-إيراني”؛ وفي أي إتجاه يصطف.

يمثل حالة توتر واستعداء..

تعليقًا على ذلك، قال رئيس مركز “أفق” للدراسات والتحليل السياسي، “جمعة العطواني”، إن: “البيان الختامي لقمة مكة لم يصغ وفق قناعات أغلب، إن لم يكن جميع الدول العربية، وأنه كان معدًا سلفًا ووزع على الرؤساء خلال الجلسة”.

مضيفًا أن: “بيان قمة مكة لم يتضمن الإشكاليات التي تواجه الأمة العربية، في حين ركز على استعداء إيران، ولم يتطرق إلى قضية العرب الأولى، وهي قضية فلسطين”.

ولفت إلى أن: “البيان يمثل حالة توتر واستعداء، في الوقت الذي تحتاج شعوب المنطقة فيه إلى التهدئة”.

وتابع أن: “البيان تجاهل مأساة الشعب اليمني، والسوري والبحريني، إضافة لمسألة ضم الجولان”.

ورأى أن: “العراق تحفظ على نص البيان؛ لأنه يريد أن يراعي الحالة الوسطية في علاقاته مع جميع دول الجوار”.

تصريحات “صالح” مقبولة..

ورأى “د. صدقة بن يحيى فاضل”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “الملك عبدالعزيز” بجدة وعضو مجلس الشورى السعودي السابق، إن الأمة العربية والإسلامية تواجه تحديات تفاقمت مؤخرًا من خلال وجود حشود عسكرية هائلة تمهد لقيام حرب تكون ضحيتها أجزاء كبيرة من الأمة العربية وتدمير “إيران” في نفس الوقت.

وأشار إلى أن: “القلاقل تأتي للأسف من دولة إسلامية، هي إيران، التي سعت لوجود منطقة نفوذ تمتد من أفغانستان شرقًا حتى البحر المتوسط غربًا، تمارس فيها النفوذ على الدول المجاورة، ودعم الأقليات في بعض الدول  لنشر الفوضى، لذلك جاءت البيانات الختامية لتوضح ما يجب لمواجهة إيران”.

وأوضح “صدقة”؛ أنه رغم ذلك، هناك وساطات للتوفيق بين الطرفين، وذلك سينعكس على المنطقة، وخاصة بعد إعلان “الولايات المتحدة” أنها لا تريد الحرب؛ بل الدفاع عن المصالح الأميركية والضغط على “إيران” لإبرام “اتفاق نووي” جديد.

منوهًا أن التحالف الصهيوني الاستعماري؛ هو المسبب الأول للتوتر والتصعيد  في المنطقة. وأكد على أن ما جاء على لسان “برهم صالح”، رئيس العراق، مقبول نوعًا ما، مستنكرًا عدم مشاركة الوفد العراقي في صياغة البيان الختامي؛ لأنها دولة عضو في القمة العربية فكان عليها الإطلاع على البيان قبل صدوره.

إدانة إيران تنسف الوساطات..

كما أشار المحلل السياسي، “محمد حسن البحراني”، من “طهران”، أنه كان من المتوقع أن ترفض “إيران” ما جاء في هذه القمم؛ وهذا ما حدث على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، الذي أدان كل الاتهامات ضد “إيران”؛ لأن ذلك يصب في صالح “إسرائيل”. موضحًا أن “السعودية” استغلت شهر رمضان وحاولت فرض وجهة نظرها على المجتمعين في “مكة”.

وأوضح أن القصد من طرح “إيران” بعقد معاهدة بعدم الإعتداء بينها وبين بلدان المنطقة؛ هو لبناء جسور من الثقة بينها وبين دول الخليج، ولكن يبدو أن الضغوط التي تتعرض لها دول الخليج من “أميركا” حالت دون تفعيل المقترح الإيراني.

وأكد “البحراني” على أن “الكويت” و”سلطنة عُمان” و”قطر” و”العراق”؛ كلها دول خليجية تحاول أن تقوم بدور الوساطة وكلامهم مشجع، ولكن ما جاء في البيان الختامي، وفيه إدانات لـ”إيران”، ينسف هذه الوساطات، موضحًا أن “إيران” تشارك بمستوى منخفض جدًا في “القمة الإسلامية”، مؤكدًا على أن هناك دول لن تشارك في القمة؛ كـ”تركيا” و”ماليزيا” وبعض الدول الإفريقية، لأنها لن تخضع لإملاءات من “السعودية”؛ ومن يوجهها من خارج المؤتمر.

مواقف تتحرك بين التحفظ والرفض..

وقبيل إنعقاد القمة، قال الكاتب الصحافي، “سميح صعب”: “إن العراق ولبنان لا يمكنهما المشاركة في أي قرارات تدين إيران، وأن مواقفهما تتحرك بين هامشي التحفظ والرفض، وأنه في الحالتين يضربان حالة الإجماع المطلوبة لأي قرارات ضد إيران، والتي لن تتجاوز الإطار المعنوي الإعلامي في كل الحالات”.

وأشار “صعب” إلى: “أن بغداد ومسقط أعلنتا، قبل أيام، عن استعدادهما للتوسط بين واشنطن وطهران، حيث زار وزير الشؤون الخارجية العماني، يوسف بن علوي، طهران، عارضًا التوسط، كما أرسل رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، موفدين إلى طهران وواشنطن”.

قمة طارئة استهدفت إدانة إيران..

وأجتمع قادة “مجلس التعاون لدول الخليج” والدول العربية، بناءً على دعوة الملك، “سلمان”، في 19 آيار/مايو 2019، من أجل عقد قمة خليجية وعربية طارئتين، يوم الخميس 30 آيار/مايو 2019، وذلك من أجل التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الإعتداءات الأخيرة على المملكة و”الإمارات”.

وتعرضت 4 سفن تجارية لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة “الإمارات”، قبالة “الفُجيرة”، في 12 آيار/مايو 2019، وأكدت أن السفن، التي أصيبت بالضرر السفن الأربع هي، “المرزوقة”، و”أندريا فيكتوري”، و”أمجاد” و”آي ميشيل”، فيما لم تسجل أية إصابات بشرية، ولا تسرب نفطي.

وأعرب قادة ورؤساء وفود الدول العربية، في البيان الختامي للقمة، عن إدانتهم للأعمال التي تقوم بها “إيران” من سلوك ينافي مباديء حُسن الجوار مما يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم ومطالبة المجتمع الدولي بإتخاذ موقف حازم لمواجهة “إيران” وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وجاء، في البيان الختامي للقمة العربية: “ندين استمرار الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية، وأيضًا التدخل الإيراني في شؤون دولة البحرين الشقيقة”.

وأضاف: “يجب أن نقف في وجه أي تهديد إيراني لمصادر الطاقة أو الملاحة البحرية”.

كما شدد على ضرورة وقف التدخل الإيراني المتواصل في الأزمة السورية، منددًا بما تقوم به “طهران” في الحرب السورية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة