22 سبتمبر، 2024 1:57 ص
Search
Close this search box.

الاستنفار الأمني والاعتقالات .. “إيران” تواجه احتمالات إنطلاق موجة ثانية من الاحتجاجات !

الاستنفار الأمني والاعتقالات .. “إيران” تواجه احتمالات إنطلاق موجة ثانية من الاحتجاجات !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة من النظام الإيراني لتحجيم الاحتجاجات، حاصرت السلطات الإيرانية، أمس، بقبضة أمنية خانقة، مظاهرات دعا إليها ناشطون لإحياء ذكرى الأربعين لقتلى الاحتجاجات التي وقعت منتصف الشهر الماضي، واعتقلت عددًا من الأشخاص في مناطق متفرقة.

وأظهرت تسجيلات متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، رغم قطع خدمات “الإنترنت” وتراجع سرعتها في بعض المناطق، انتشارًا واسعًا لقوات الشرطة وسط الميادين الرئيسة في “طهران” وكبريات المدن الإيرانية التي شهدت احتجاجات، منذ ساعات الصباح الأولى، أمس.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية تأكيد مصدر موثوق في “وزارة الاتصالات” الإيرانية أن: “قطع إنترنت الهاتف النقال تم في عدد من المحافظات بأمر من السلطات الأمنية”.

وتخشى السلطات الإيرانية أن تتحول ذكرى أربعين الضحايا إلى “موجة ثانية” من التظاهرات المنددة بالنظام، وخصوصًا بعد انتشار الكثير من الدعوات لإقامة مراسم الأربعين في أماكن عامة بالبلاد.

لهذا منعت الشرطة تجمهر المتظاهرين، وتحديدًا في مقبرة بمدينة “كرج”، بعدما دعت أسرة أحد القتلى إلى إحياء ذكرى الأربعين لسقوط مئات المحتجين بنيران الأمن.

ويوضح أحد التسجيلات اعتقالات في المقبرة، فيما يهتف متظاهرون: “من أجل كل هذه الجرائم، الموت لولاية الفقيه”، و”لم يسقط منا قتلى كي نمتدح الزعيم القاتل”.

تهديد للمواطنين من إرسال الفيديوهات للقنوات المعارضة..

من جهته؛ حذر قائد الشرطة الإيرانية، “حسين أشتري”، المواطنين، من مغبة إرسال فيديوهات الاحتجاجات إلى القنوات المعارضة أو إلى أشخاص خارج البلاد.

وقال “أشتري” إن إرسال الفيديوهات والصور إلى الفضائيات المعارضة لـ”الجمهورية الإسلامية”، جريمة يُعاقب عليها القانون، وسيتم التعامل مع كل من يُرسل الفيديوهات والصور وفق القانون.

يُذكر أن بعض مستخدمي (تويتر)، قالوا أمس الأول؛ إن قوات الأمن أجرت مکالمات هاتفیة مع نشطاء سياسيين ومدنيين، وحذرتهم من إتخاذ أي إجراء فيما يتعلق بمراسم، 26 كانون أول/دیسمبر الجاري.

اعتقال أقارب الشاب !

وكانت أسرة “بوريا بختياري”، الذي سقط قتيلاً برصاصة في الرأس، الشهر الماضي، قد دعت الإيرانيين إلى المشاركة المكثفة، في مراسم ذكرى الأربعين بمقبرة “كرج”. واعتقلت السلطات الإيرانية، والدي “بختياري”، منذ الثلاثاء.

وبعد تفاعل واسع مع معلومات نشرها ناشطون، دخلت وكالة (مهر) الحكومية على خط الجدل، ونقلت عن مصدر مطلع تأكيده عن اعتقال أقارب الشاب.

وأورد موقع “مركز حقوق الإنسان في إيران” على الإنترنت، الثلاثاء الماضي، أن “وزارة الاستخبارات” والسلطات القضائية في بلدة “كرج”، الواقعة غرب “طهران”، استدعت “منوشهر”، والد “بختياري”، مرتين في الأسبوع المنقضي لاستجوابه.

وأضاف التقرير أنهم طلبوا منه إلغاء إحياء ذكرى الأربعين لوفاة ولده، في 26 كانون أول/ديسمبر الجاري، خشية أن يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات. وقال الموقع إن “منوشهر” رفض طلب السلطات.

أميركا تُدين الاعتقالات..

وقال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، على (تويتر)؛ إن: “الولايات المتحدة تُدين بشدة اعتقال والدي، بويا بختياري، وتدعو إلى الإفراج عنهما فورًا”، مضيفًا أنه: “حان الوقت كي يقف المجتمع الدولي مع الشعب الإيراني، ويحاسب النظام”.

وأشارت تقارير إلى اعتقال “حورية طاراني”، شقيقة أحد قتلى احتجاجات “الحركة الخضراء”، التي شهدتها “إيران”، في 2009، بعدما رفض المرشحان الإصلاحيان، “مير حسين موسوي” و”مهدي كروبي”، نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها “محمود أحمدي نجاد”، المرشح المدعوم من المرشد الإيراني، حينذاك.

وقال شهود عيان إن الشرطة نشرت سيارات مدرعة ومكافحة للشغب.

وقالت وکالة (فارس)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، إن الشرطة الإيرانية اعتقلت ثلاثة أشخاص بمدينة “قم” من “شبكة معادية للثورة”، واعتبرتها مسؤولة عن إدارة قناة على (تلغرام)، تدعو نجل “شاه إيران” للعودة إلى البلاد.

وأشارت الوكالة إلى ضبط ثلاثة آلاف ملصق ومائتي لافتة “بمحتوى غير لائق”، وعدد من أجهزة التصوير.

طهران هادئة ومستقرة..

ونقلت الوكالة عن قائد شرطة طهران، “حسين رحيمي”، أن العاصمة الإيرانية “هادئة ومستقرة”، مشيرًة إلى عدم تسجيل أي حادث أمني. وحذّر من وصفهم بـ”الأعداء” من “تحدي” الشرطة.

وسبق وأن قال قائد الشرطة، “حسين إشتري”؛ إن: “الاحتجاجات ناتجة من حقد الأعداء”، مشيرًا إلى “إخماد” الاحتجاجات في أقل من 72 ساعة.

الداخلية الإيرانية : مقتل 1500 متظاهر..

في وقت سابق من هذا الأسبوع؛ قال ثلاثة مسؤولين في “وزارة الداخلية” الإيرانية، لـ (رويترز)؛ في تقرير نُشِر الإثنين؛ إن نحو 1500 شخص لقوا حتفهم في المظاهرات التي اندلعت، يوم 15 تشرين ثان/نوفمبر 2019، بعد رفع أسعار البنزين، واستمرّت أقل من أسبوعين.

ويزيد هذا العدد كثيرًا عن تقديرات منظمات دولية لحقوق الإنسان، ورفضه متحدث باسم “مجلس الأمن القومي الأعلى” في “إيران”، بوصفه “أنباء كاذبة”، حسبما قالت وكالة أنباء (تسنيم)؛ شبه الرسمية.

وكان “مركز آبان للدراسات والبحوث الأمنية الإستراتيجية”، القريب من الحركة الملكية الإيرانية؛ قد نشر تقريرًا حول تفاصيل الاحتجاجات والاعتقالات، بالاستناد إلى مصادر في قوات الأمن الإيرانية و”الحرس الثوري”. وكشف التقریر المذكور أن مصادر حكومية أفادت أنه خلال الفترة ما بين، 15 تشرين ثان/نوفمبر حتى 22 منه، خرج بين 650 ألفًا إلى 900 ألف من المحتجين في مختلف المدن الإيرانية.

كما أشار إلى أنه تم اعتقال حوالي 9400 محتج، وسقط 1360 قتيلاً، وقد تم رفع تقرير بتلك الأرقام إلى “مجلس الأمن الوطني” والجهات الأمنية والعسكرية في “إيران”.

روحاني” هرب خوفًا من الاحتجاجات..

في هذه الأثناء، خرج الرئيس، “حسن روحاني”، إلى جانب عائلته من مدينة “طهران”، حيث توجهوا إلى منطقة “محمود آباد”، في شمال “إيران”؛ “هربًا من التلوث الذي أصاب مدينة طهران وللإستراحة”، حسبما أُعلن على وسائل التواصل الاجتماعي الموالية له.

لكن أحد مستشاري “روحاني” قال إن الرئيس و14 من كبار مديريه وعائلاتهم تركوا “طهران” تخوفًا من التظاهرات؛ بعد حصوله على معلومات استخباراتية تُفيد بأن بعض الأصوليين المتطرفين يُحضرون لاستغلال دعوات التظاهر لمهاجمة القصر الجمهوري، ثم يقومون بإلقاء اللوم على المحتجين على غرار ما جرى لدى مهاجمة السفارتين، “السعودية” و”البريطانية”.

وحسب المصدر؛ فقد إتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات أمنية، منذ أسبوع، في منتجع “محمود آباد”، التابع لـ”وزارة النفط”، حيث يقيم “روحاني” ووزراؤه ومرافقوه.

ويُعتبر المنتجع من أفخم منتجعات السياحية في “إيران”، وهو خاص بكبار موظفي “وزارة النفط”، وتم بناؤه قبل “الثورة الإسلامية”؛ على ضفاف “بحر قزوين”، ويستطيع أكثر من ألف شخص الإقامة فيه.

انتشار التظاهرات في 150 مدينة..

يُذكر أن المعارض الإيراني، “حافظ فاضلي”، عضو المكتب السياسي في حزب “التضامن الديمقراطي” الأهوازي؛ كان قد قال إن: “التظاهرات شملت نحو 150 مدينة وبلدة إيرانية، في أكثر من 20 من محافظات البلاد”.

وأضاف، في مقابلة مع (العربية. نت)؛ إن: “التظاهرات في السابق كانت تقتصر على إقليم الأهواز وبلوشستان وكردستان وأذربيغان، لكن هذه أول مرة منذ 4 عقود، تشهد فيها إيران مثل تلك الاحتجاجات الشعبية على نطاقٍ واسع”.

وتابع أن: “الاحتجاجات في إيران تتواصل منذ عقود، لكن هذه المرة اندلعت نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والضغوطات السياسية العالمية على إيران، التي أثّرت على كل البلاد”.

كما أن غلاء أسعار المحروقات، أدى لارتفاع أسعار مختلف المواد والخدمات بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50%، وفي قطاعات أخرى تصل إلى 100%، لذلك تظاهر الناس جميعًا وخرجوا في تلك الاحتجاجات.

تجدد التظاهرات..

إلى ذلك؛ أبدى عضو المكتب السياسي إعتقاده أن التظاهرات ستستمر؛ خاصة مع بداية العام المقبل، سيما وأن بعض المتظاهرين لا زالوا يخرجون في بعض المناطق، معتبرًا: “أن الحكومة ليس لديها إمكانيات لدفع أجور موظفيها”.

كما اعتبر أن: “عدم دفع الحكومة لرواتب الموظفين؛ سيساهم في مشاركة وخروج عدد أكبر منهم إلى الشوارع”.

وعن أسباب الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا، أكد على أن: “ربط أسبابها بغلاء أسعار الوقود، هو تقليل من شأنها ومن شأن الشعب الإيراني، فهناك فجوة عميقة بين الحكومة ومختلف فئات الشعب”. وقال: “صحيح أن أسعار الوقود تسببت باندلاع التظاهرات، لكن الشعارات كانت مختلفة؛ ومنها لا للمرشد الإسلامي، لا للجمهورية الإسلامية، كما كانت الهتافات كلها ضد الولي الفقيه وحكومته”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة