23 يونيو، 2025 11:55 م

الادعاء الاميركي بمذبحة حديثة : الجنود انطلقوا بعمليات قتل استمرت 3 ساعات

الادعاء الاميركي بمذبحة حديثة : الجنود انطلقوا بعمليات قتل استمرت 3 ساعات

اكد الادعاء العام الاميركي في محكمة مذبحة حديثة انه لم يكن هناك مسلحون في البلدة وان العسكريين انطلقوا في مذبحة دامت ثلاث ساعات انتقاما لمقتل رفيقهم فقتلوا 24 مدنيا عراقيا بمن فيهم خمسة ركاب في سيارة اجرة وعشر نساء واطفال رميا بالرصاص عن قرب.

واعتبر المدعي العام العسكري الاميركي في مستهل محاكمة المتهم الرئيسي في قضية مذبحة قرية حديثة في العراق في 2005 اليوم ان المتهم امر رجاله “باطلاق النار اولا ومن ثم طرح الاسئلة” ما تسبب بمقتل 24 مدينا عراقيا عام 2005.

ورأى المدعي العام نيكولاس غانون امام المحكمة العسكرية في كاليفورنيا في مستهل جلسات الاستماع ان السرجنت فرانك ووتريتش تسرع في اصدار اوامر لجنوده بعدما رأى جثة جندي اميركي قتل بانفجار عبوة يدوية الصنع في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005 في بلدة حديثة الواقعة على بعد 260 كلم عن بغداد.

وقال امام المحكمة العسكرية التي التأمت في قاعدة كامب بندلتون، اكبر قاعدة للمارينز في العالم والواقعة جنوب لوس انجليس، ان “تلك الصورة اثرت على كل تفكير المتهم ذلك اليوم”.

وكان ووتريتش الذي لا يملك خبرة قتالية سابقة ارسل رجاله بحثا عن مسلحين في عدة منازل اثر التفجير الذي ادى الى مقتل الجندي ميغيل تيرازاس البالغ من العمر 20 عاما واصابة جنديين اخرين.

وعرض غانون امام المحكمة مقتطفات من مقابلة مع شبكة سي بي اس عام 2007 قال فيها ووتريتش للمراسل سكوت بيلي انه امر رجاله “باطلاق النار اولا ومن ثم طرح الاسئلة” حين دخلوا اول منزل في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005. وقال ووتريتش انه سمع طلقات نارية مصدرها محيط منطقة المنازل.

واضاف “لم اكن اريد من عناصر المارينز تحت امرتي ان يبحثوا عن اسلحة اولا، ابلغتهم بما يجب ان يقوموا به وقاموا بعمل جيد” قائلا “كان علي الحرص الا يقتل احد من بقية رجالي”.

وقتل ستة اشخاص في ذلك المنزل معظمهم باصابات في الرأس وبينهم نساء واطفال تجمعوا في غرفة نوم.

والحصيلة الاجمالية بلغت 19 شخصا قتلوا في عدة منازل مع خمسة ركاب سيارة توقفت قرب المكان ما تسبب باحدى الجرائم الاكثر اثارة للجدل التي تطال القوات الاميركية خلال الحرب التي استمرت حوالى تسعة اعوام. وبين الضحايا عشر نساء او اطفال قتلوا من مسافة قريبة جدا.

وفرانك ووتريتش اخر متهم في هذه القضية بعد ان برئ المتهمون السبعة الاخرون ما اثار غضبا في العراق حيث حاولت السلطات اخضاع الجنود الاميركيين للقضاء العراقي قبل الانسحاب الاميركي الشهر الماضي.

وبحسب هيثم فرج محامي الدفاع عن الجنود المارينز المتهمين في هذه القضية فان مسلحين كانوا مختبئين في منازل في البلدة بادروا الى اطلاق النار على الجنود الاميركيين فما كان من هؤلاء الا ان ردوا على مصدر النيران في التزام تام بقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب اوامر القيادة العليا.

وقال ان حديثة “كانت تعج بالمتمردين” انذاك وانه “لم يكن هناك نية للقيام بامور خاطئة، ان نية ووتريتش كانت اداء المهمة الموكلة اليه”. واضاف “حين تشاهدون المقابلة (مع سي بي اس) بكاملها، يقول ووتريتش +انا مسؤول عن افعال وحدتي، واسف للخسائر البشرية، لقد تصرفت وحدتي بموجب ما طلب منها+”.

لكن الادعاء يؤكد انه لم يكن هناك مسلحون في البلدة وان العسكريين انطلقوا في مذبحة دامت ثلاث ساعات انتقاما لمقتل رفيقهم فقتلوا 24 مدنيا عراقيا بمن فيهم خمسة ركاب في سيارة اجرة كانت تقترب من الحي وعشر نساء واطفال قتلوا رميا بالرصاص عن قرب.

وقال شاهد الحكومة الكولونيل ديفيد مندلسون ان ووتريتش كان صريحا واقر بانه طلب من رجاله “ان يطلقوا النار اولا ومن ثم يطرحوا الاسئلة”.

وكانت محاكمة السرجنت ووتريتش (31 سنة) بدأت الخميس امام محكمة كامب بندلتون التي تلاحقه بتسع تهم بالقتل لدوره في مقتل 24 مدنيا عراقيا في بلدة حديثة، كما يلاحق بتهمتي التعدي والاخلال بالواجب. وجرى الخميس والجمعة اختيار اعضاء هيئة المحلفين، وانطلقت جلسات الاستماع اليوم ويتوقع ان تستمر حوالى شهر.

وهيئة المحلفين المؤلفة من اربعة ضباط واربعة عناصر قاموا بمهمات عسكرية في العراق ستقرر مصير ووتريتش الذي دفع ببراءته من التهم التسع. وفي حال ادانته بكل التهم خلال المحاكمة يمكن ان يحكم عليه بالسجن 150 عاما.

وهذه القضية تثير اكبر قدر من الارباك للولايات المتحدة التي انهت في 18 كانون الاول/ديسمبر الماضي وجودها العسكري المثير للجدل في العراق بعد ثماني سنوات وتسعة اشهر على اجتياحها هذا البلد، وبعد وصول عديد قواتها فيه الى 170 الف عنصر.

وبدأ التحقيق في كامب بندلتون بعد ان كشفت مجلة تايم القضية في ربيع 2006.

وفي هذا الوقت يؤدي ووتريتش الخدمة العسكرية في كامب بندلتون في انتظار انتهاء قضيته.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة