18 أبريل، 2024 4:37 م
Search
Close this search box.

الاحتجاجات تتصاعد والإنهيار يهدده .. “النظام الإيراني” مستمر في سياساته وتغليب فكر المؤامرة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الاحتجاجات في “إيران” لن تهدأ أبدًا إلا بإسقاط النظام الحالي، وهو ما تنبأت به بعض الشخصيات السياسية الإيرانية، محذرين من تداعيات ما يحدث مستقبلاً.

وقبل نهاية 2018؛ إندلعت الاحتجاجات من جديد على إثر حادث تحولت بعدها إلى مظاهرات عارمة ضد النظام، حيث أنضم إليها الكثير من المواطنين الذين يهتفون: (الموت لجمهورية الملالي)، بحسب الفيديوهات المنشورة عبر مواقع التواصل.

وبدأت المظاهرات من ساحة “انقلاب، (الثورة)”، وسط العاصمة، حيث تظاهر الطلاب للمطالبة بإقالة المسؤولين، وخاصة رئيس جامعة “آزاد”، وهو “علي أكبر ولايتي”، مستشار المرشد “خامنئي”، بسبب حادثة انقلاب حافلة أودت بحياة 10 من زملائهم متهمين إياهم بالتقصير في حياة الطلاب لعدم تحديث أسطول النقل المتهالك.

المقاطع، التي نشرتها حسابات ناشطين عبر مواقع التواصل، أظهرت انتشارًا مكثفًا لقوات الأمن الإيرانية في شارع “انقلاب”؛ لمنع توجه المتظاهرين وتجمعهم في “ساحة انقلاب”.

بدوره نشر تليفزيون، (منوتو)، الذي يبث بالفارسية من “لندن”، مقطعًا يظهر اشتباك عدد من المواطنين مع قوات الأمن، التي حاولت اعتقال امرأة من بين المتظاهرين.

فيما نشر حساب مؤسسة (شهرونديار) المدنية، عبر موقع، (تويتر)، فنشر مقطعًا يظهر هجوم عناصر الأمن على المحتجين في “شارع انقلاب” بهدف تفريقهم، بينما يهتف الناس ضدهم بشعار: (يا عديمي الشرف).

هجوم حاد على النظام..

وقبل أيام؛ شن إيرانيون هجومًا حادًا ضد النظام الحاكم في “إيران”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبروه فشلاً ذريعًا من قِبل المسؤولين الحكوميين في البلاد، على خلفية حادث السير المروع بالعاصمة، “طهران”.

وصبّ الإيرانيون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جام غضبهم على فشل نظام “طهران” في إصلاح منظومة النقل والمواصلات، التي تشهد أوضاعًا متردية بشدة، فضلاً عن تفشي الفساد بها، خاصة أن “إيران” تحولت إلى واحدة من أكثر دول العالم التي تتربع على قائمة سجلات ضحايا الطرق.

مطالب بالإنضمام للاحتجاجات..

ووجهت “مريم رغوي”، زعيمة المعارضة الإيرانية، التحيّة للطلاب الشجعان الذين إنتفضوا للاحتجاج ضد “نظام الملالي” الفاسد.

وأضافت: “تحية لهؤلاء الطلاب الذين ثاروا ضد الملالي، الذين أنفقوا ثروات إيران لحفظ سلطتهم البغيضة، وجعلوا المواطنين بلا دفاع أمام الحوادث”.

ودعت، الطلاب والشباب، لاسيما في “طهران”، إلى الإنضمام إلى احتجاج طلاب “الجامعة الحرة”.

وتابعت؛ عبر حسابها على موقع (تويتر): “الديمقراطية ليست مجرد شعار لنا. الحرّية والديمقراطية هي قضية بالنسبة لنا”.

النظام ينهار من الداخل..

وفي شهادة من قلب النظام الإيراني، توضح الحال الذي وصل له، قالت المعارضة الإصلاحية البارزة في إيران، “فائزة رفسنغاني”، إن النظام في بلادها “ينهار من الداخل”، مؤكدة على أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تتفاقم دون إيجاد حلول لها.

موضحة، البرلمانية السابقة “رفسنغاني”، في تصريحات صحافية؛ أن الحكومة الإيرانية “لم تقدم حلولاً” للمشاكل التي تعاني منها البلاد، ونوهت إلى أن: “النظام الإيراني بدأ بالإنهيار من الداخل، لكن لم يحدث إنهيار كامل للنظام، وأعتقد أن هناك احتمال كبير بشأن حدوث ذلك”.

وقالت إبنة الرئيس الإيراني الراحل، “علي أكبر هاشمي رفسنغاني”، إن بعض الذين وضعوا ما أسمته، “أسس الثورة في إيران”؛ إما قتلوا وإما تم نفيهم.

وشددت على ضرورة أن تقوم الحكومة الإيرانية بإصلاح النظام السياسي والإداري في البلاد، كما أكدت أيضًا على ضرورة “إجراء إصلاحات في القوانين والقواعد التي صيغت بشكل خاطيء”، وذلك وفقًا لصحيفة (مستقل) المحلية، التي أجرت معها الحوار، الخميس.

وأشارت، “رفسنغاني”، إلى أن أغلب المواقع داخل النظام الإيراني باتت تفتقد التدبير وحسن الإدارة، مطالبة الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بالخروج علنًا وإعلان تخليه عن إنتمائه لـ”تيار الإصلاحيين” في البلاد، والإنخراط بدلاً عن ذلك في صفوف “تيار الأصوليين”. الذي بات يهيمن على المشهد السياسي في تركيبة “نظام ولاية الفقيه”، الحاكم منذ قرابة أربعة عقود.

الاستمرار بهذا الشكل سيؤدي لإنهيار إيران..

كما اعتبر “حسن الخميني”، حفيد مؤسس “الجمهورية الإسلامية” في “إيران”، الذي يعمل الإصلاحيون على تعريفه كأحد مرشحيهم لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة بعد إنتهاء الولاية الثانية للرئيس، “حسن روحاني”، أن: “استمرار إدارة البلاد بالشكل الفعلي؛ لن يؤدي فقط إلى إنهيار الثورة الإسلامية في إيران، بل بالتأكيد من الممكن أن يؤدي إلى إنهيار البلاد كليًا”.

ونشرت محطة (غماران)؛ التابعة لـ”حسن الخميني”، كلمته في مراسم صلاة الجمعة في “حسينية غماران”، التي تعد مقر صلاة جماعة الإصلاحيين في “طهران”، قال فيها: “إن أرضية بقاء نظام ومجتمع وبلد مرهونة برضا الشعب عن النظام والحكام، وإذا لم يراعِ الحكام قواعد وأصول التصرف حسب المعايير الإنسانية، فما من ضمانة لبقائهم في الحكم، ونحن من الممكن أن نرحل ويأتي من يسحب البساط من تحت أرجلنا”.

تحذير من احتجاجات شعبية على غرار 2009..

في المقابل؛ حذر رئيس السلطة القضائية الإيرانية، “صادق أملي لاريغاني”، من احتجاجات شعبية ضد النظام في عام 2019، على غرار ما جرى في احتجاجات قادتها المعارضة الإصلاحية، في 2009، والتي خلفت عشرات القتلى وآلاف المعتقلين.

ونقلت وكالة أنباء (ميزان)؛ التابعة للسلطة القضائية، عن “لاريغاني”، قوله إن: “هناك مؤامرات مستمرة ضد إيران، والمعطيات تؤكد على احتمالية تكرار فتنة عام 2009، خلال عام 2019”.

ويصف “النظام الإيراني”، وأنصاره، الاحتجاجات الشعبية التي جرت عام 2009، بأنها “فتنة”، ويطالب بإعدام قادتها، وهما؛ “مير حسين موسوي” و”مهدي كروبي”، اللذان يخضعان للإقامة الجبرية، منذ عام 2011، وجاءت تلك الاحتجاجات بعد اتهام النظام بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس السابق المتشدد، “محمود أحمدي نجاد”.

ربط الاحتجاجات بمؤامرات أميركا..

وكان مرشد النظام، “علي خامنئي”، قد أعرب بنفسه، في تصريح غير مسبوق في 12 كانون أول/ديسمبر 2018، عن خوفه من تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وقال في تصريحات، نشرتها وكالة (تسنيم) الحكومية، إن “الولايات المتحدة” تخطط “لخلق نزاع وحرب أهلية بمساعدة العقوبات وزعزعة الأمن، وتريد إخراج الناس في الشوارع لاحتجاجات جديدة في إيران”.

وحاول “خامنئي”، كعادته، ربط الاحتجاجات بمؤامرات العدو المفترض أي، “الولايات المتحدة”، في محاولة للهروب من إستحقاقات الجماهير ومطالب المتظاهرين.

وفي آب/أغسطس الماضي، اعترف الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، في خطاب له، بأن مشاكل النظام الداخلية والدولية قد تصاعدت منذ انتفاضة كانون أول وكانون ثان الماضيين.

وقال: “إن الفتنة أعطت رسالة للأجانب؛ بأنه من خلال ممارسة الضغط، يمكن أن يكون هناك تأثير أكبر”.

وتشهد مناطق مختلفة من “إيران”، منذ نهاية 2017؛ وحتى الآن، احتجاجات يقودها عمال وطلاب وعاطلون عن العمل، يطالبون بتحسين الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلاد، في ظل “العقوبات الأميركية” وإنهيار العملة المحلية، إلا أنها دائمًا ما تجد قمعًا من المؤسسات العسكرية للنظام الإيراني، على رأسهم قوات “الباسيدغ”، والتي دائمًا ما تنجح في حصرها، إلا أنها لا تهدأ وتعود من جديد.

ومع نهاية 2018؛ نستطيع القول إنه من الصعوبة بمكان القول، إنه ليست هناك مدينة في “إيران” لم تشهد احتجاجات، سواء كانت شعبية أو عمالية أو من قِبل قطاعات مختلفة من الشعب.

وعلى الرغم من اختلاف طلبات المحتجين، فقد اتفقوا جميعًا على أن النظام غير قادر على تنفيذ مطالبهم وتلبية احتياجاتهم الاقتصادية الدنيا.

كما أن الفساد والإختلاس والنهب؛ أصبح واضحًا لدى الناس بأنه السبب الأساس في فشل الحكومة وأجهزة الدولة في تلبية مطالب الشعب.

وهو الأمر الذي يوضح أن الإيرانيين المحرومين قد فقدوا الأمل، ولم يعودوا يثقون بالنظام ويعتقدون بأنه يجب أن يرحل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب