24 أبريل، 2024 10:52 م
Search
Close this search box.

الاحتجاجات الشيعية بالسعودية تكشف عن جيل أكثر تشددا يسعى للتغيير    

Facebook
Twitter
LinkedIn

كشف تجدد الاضطرابات بين الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية انقساما بين زعماء الشيعة التقليديين وجيل أصغر سنا وأكثر تشددا يزداد غضبا مما يعتبره تمييزا مستمرا في المملكة. وقتلت قوات الامن بالرصاص ثلاثة شبان في تبادل لإطلاق النار في المنطقة الشرقية هذا الشهر بسبب اعتقال رجل دين شيعي في الثامن من يوليو تموز مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من أحداث مماثلة منذ نوفمبر تشرين الثاني إلى تسعة.
وقال نشط من قرية العوامية المضطربة في مكالمة هاتفية “الشبان يريدون تغييرا.. يريدون وضعا مختلفا. إنهم يقولون للجيل القديم (من الزعماء الشيعة): ابتعدوا.. لقد حاولتم طوال 30 عاما ولم تحققوا شيئا .”
ويتهم الشيعة الحكومة منذ زمن طويل بالتحيز ويشكون من حرمانهم من شغل وظائف حكومية مهمة وقيود في أماكن العبادة الشيعية والحد من فرصهم التعليمية وهو ما تنفيه الرياض.
وتشير الحكومة إلى مساع لإشراك الشيعة في “حوار وطني” كان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد بدأه في العقد الماضي وإلى تعيين شيعة في مجلس الشورى وتخفيف السياسات بما يسمح لهم بممارسة شعائرهم بحرية أكبر.
وهي تنظر للاحتجاجات في سياق التوترات مع إيران التي تتهمها بإذكاء الاضطرابات وتقول إنها لا تستخدم القوة إلا عند تعرض قوات الأمن لهجوم.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الداخلية على مكالمات متكررة ورسالة بالبريد الالكتروني ورسالة نصية لطلب التعقيب.
وقال الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي “الإيرانيون لا يخفون تعاطفهم. عندما تتحسن العلاقات مع إيران وتنحسر التوترات سيشعر الشيعة بقدر أكبر من الارتياح وستشعر الحكومة بثقة أكبر لدى السماح بالإصلاح.”
وظل شيعة السعودية الذين يعيش أغلبهم في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط يتبعون لعقود مجموعة من الزعماء كانت توجه الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 1979 قبل التوصل إلى اتفاق عام 1993 للتخلي عن المعارضةالنشطة مقابل إصلاحات تدريجية.
لكن بعد أن أطاحت انتفاضات الربيع العربي بحكام تونس ومصر وليبيا واليمن ازدادت تساؤلات جيل أصغر من النشطاء الشيعة عن مدى قدرة زعمائهم على تحقيق تغيير حقيقي.
وفي حين تجاهل السعوديون السنة دعوات للاحتجاج عبر الانترنت في ربيع عام 2011 خرج مئات من الشيعة إلى الشوارع وشجعهم على ذلك زعماء من أمثال الشيخ نمر النمر الذي أثار اعتقاله اضطرابات الشهر الجاري.
وفي أكتوبر تشرين الأول عندما أصيب 11 عضوا من قوات الأمن خلال احتجاج امام مركز للشرطة زار زعماء شيعة أسر الرجال الذين ظنوا أنهم ربما كانوا ضالعين في تلك الأحداث للمطالبة بالتهدئة لكن محاولتهم قوبلت بالرفض.
وقال الزعيم الشيعي البارز توفيق السيف “قلنا كفى. لا نريد أن يتدهور الوضع ويتحول إلى العنف. سيكون هناك دم وقتل. توقفوا??’??. لكن لم يصغ أحد. قالوا للزعماء توقفوا أنتم. لم تنفذوا ما وعدتم به. والآن سنبذل نحن قصارى جهدنا”.
وفي مؤشر آخر على الانقسام في المجتمع الشيعي الذي كان يوما متماسكا بشدة قال السيف إن 25 شخصا فقط وقعوا على خطاب دعا فيه كبار رجال الدين الشيعة إلى الهدوء مقارنة بعشرات بعد موجات احتجاج سابقة في حين وقع 37 من رجال الدين خطابا يطالب بتغيير أسرع.
وكان النمر الذي أطلق عليه الرصاص في ساقه خلال اعتقاله يطالب منذ سنوات بالمزيد من الحقوق للأقلية الشيعية واكتسب قاعدة تأييد في القطيف وهي من المراكز الرئيسية للشيعة في السعودية.
وأظهرت لقطات مصورة وضعت على موقع يوتيوب لأيام متتالية هذا الشهر احتجاجات ليلية في القطيف والعوامية وحشودا تحمل لافتات داعمة للنمر وتهتف “يسقط آل سعود”.
ومن العاصمة الرياض ينظر لهذه الاحتجاجات في سياق احتكاكات إقليمية. وفي ظل خلاف مرير مع إيران يتضمن صراعات طائفية في العراق ولبنان وسوريا والبحرين تعتبر الرياض التوترات المتصاعدة في القطيف دليلا على تدخل أجنبي.
وعندما هاجم محتجون مركزا للشرطة في اكتوبر تشرين الأول ألقى وزير الداخلية باللوم على “دولة أجنبية تسعى للمساس بأمن الوطن واستقراره ما يعد تدخلا سافرا في السيادة الوطنية.” وأكد مسؤولون أن الدولة المعنية هي إيران.
كما اتهمت السعودية طهران بإذكاء الاضطرابات في البحرين الملاصقة للمنطقة الشرقية والتي قادت فيها الأغلبية الشيعية انتفاضة على الأسرة السنية الحاكمة المتحالفة مع الرياض.
وتنفي إيران هذه الاتهامات. لكن في مؤشر على وجود روابط بين الجماعات الشيعية في كلا البلدين التقطت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت هذا الشهر لمتظاهرين في القطيف وهم يحملون أعلام البحرين. ولم تتحقق رويترز من صحة اللقطات.
وقال مصطفى العاني وهو محلل له روابط وثيقة مع المؤسسة الامنية في السعودية إن استمرار العنف في سوريا حيث تدعم دول الخليج الانتفاضة على الحكومة المتحالفة مع إيران زاد من حدة هذه المخاوف.
وقال “هناك افتراض بأن هناك صلة قوية بين ما يحدث في سوريا وما يحدث في البحرين والمنطقة الشرقية لأن إيران قلقة من أن تفقد حليفتها الرئيسية… الرأي العام هو أن هذه (الاضطرابات) ليست مسألة معزولة. هناك تخطيط وراؤها.”
لكن شيعة سعوديين يقولون إن الاتهامات بالتواطؤ مع قوة خارجية اتهامات ظالمة وإنها ترجع في الغالب إلى ارتفاع نسبة مشاهدة قناة العالم الإيرانية التي تبث إرسالها باللغة العربية والتي دعت مرارا للاحتجاج.
وقال السيف الذي كان أحد زعماء الشيعة الذين تفاوضوا حول اتفاق 1993 “أعتقد أن الإيرانيين استغلوا الاحتجاجات لدعم موقفهم ضد السعودية. لكن القول إن إيران وراء هذه الاحتجاجات أمر مبالغ فيه.”
وقال كل من السيف والعاني إن زعماء الشيعة دعوا للهدوء وحاولت السلطات أيضا منع تصاعد العنف.
وقال السيف إن قوات الأمن سمحت بالمسيرات السلمية في جنازات من قتلوا هذا الشهر وإنها لم ترد بإطلاق النار إلا عندما هاجمها أفراد من الحشد. واضاف متسائلا : “هل تنتظر السلطات خروج مئات الآلاف إلى الشوارع؟ من الأفضل إدخال بعض الإصلاحات وإقناع الناس بأن ما زال هناك قدر من الأمل.”
لكن النشط في العوامية وصف المنطقة بأنها مثل “القاعدة العسكرية حيث توجد نقاط التفتيش في كل مكان” وقال إن الشيعة لن يتوقفوا عن الاحتجاج ما لم تنسحب الحكومة.
ويتهم الشيعة الحكومة بالتعامل مع مطالبهم من الزاوية الأمنية فقط دون النظر بجدية لإجراء إصلاحات سياسية لتحسين أوضاعهم.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب