22 ديسمبر، 2024 2:42 م

الاتفاق على الانسحاب الأميركي .. بين غموض “الحوار الإستراتيجي” وإمكانية الانتشار لـ 5 سنوات مقبلة !

الاتفاق على الانسحاب الأميركي .. بين غموض “الحوار الإستراتيجي” وإمكانية الانتشار لـ 5 سنوات مقبلة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

وسط التأكيد العراقي على مسؤوليته الكاملة بحماية البعثات الدبلوماسية، توافقت “واشنطن” و”بغداد”، خلال محادثات أمس الأول الأربعاء؛ على سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة في “العراق”، حيث لا تزال تنتشر للتصدي لمتطرفي “تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأكد البلدان، في بيان مشترك إثر هذه المحادثات الإستراتيجية الافتراضية؛ أن: “مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف تحولت إلى (مهمة) تدريب ومشورة، ما يتيح تاليًا إعادة نشر أي قوة مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني (لذلك) خلال محادثات مقبلة”.

ويأتي هذا القرار فيما تتعرض القوات الأميركية، في “العراق”، في شكل شبه يومي؛ لهجمات صاروخية تنسب إلى فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بـ”إيران”.

وأضاف البيان المشترك؛ أن: “انتقال القوات الأميركية والدولية من العمليات القتالية؛ إلى التدريب والتجهيز ومساعدة قوات الأمن العراقية؛ يعكس نجاح شراكتهما الإستراتيجية ويكفل دعمًا للجهود المتواصلة لقوات الأمن العراقية، للتأكد من عدم قدرة تنظيم (الدولة الإسلامية) على تهديد استقرار العراق”.

وتعهد “العراق” من جانبه؛ بحماية القواعد العسكرية التي تضم قوات بقيادة أميركية، وقد أوضحت “واشنطن” أن تلك القوات ستبقى على الأراضي العراقية: “فقط لدعم جهود العراق في معركته ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)”.

ترحيب أميركي بإلتزام العراق بحماية البعثات الأجنبية..

من جهته، أعرب سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى بغداد، “ماثيو تولر”، عن سعادة بلاده بإلتزام الحكومة العراقية بحماية وسلامة البعثات الأجنبية، وسعيها إلى مطاردة الجهات الخارجة عن القانون وتسليمها للعدالة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، عقده السفير الأميركي في “بغداد” – عبر دائرة اتصال مغلقة – للتعليق على نتائج “الحوار الإستراتيجي”، بين “بغداد” و”واشنطن”، وذلك وفقًا لقناة (السومرية نيوز) العراقية، أمس الخميس.

وقال “تولر”: “إن البيان الختامي للحوار الإستراتيجي الثالث، بين البلدين، الذي أنطلق أمس عبر تقنية (الفيديو كونفرانس)، قد أشار بوضوح إلى أهمية سلامة البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق”.

وأضاف أن مهام قوات “التحالف الدولي”، في “العراق”، تنصب على الاستشارة والتدريب ودعم القوات المسلحة العراقية وتطوير مهاراتها القتالية، لافتًا إلى أن حضور التحالف على أرض “العراق” قد تم بدعوة رسمية من السلطات العراقية.

توافق إدارة “بايدن” مع “ترامب” فيما يخص انسحاب القوات..

ويسعى الرئيس، “جو بايدن”، إلى سحب القوات الأميركية من “العراق” و”أفغانستان”، في انسجام نادر، مع السياسة التي انتهجها سلفه، “دونالد ترامب”.

وكان “ترامب” قد أمر بسحب القوات، من “العراق” و”أفغانستان”، في الأشهر الأخيرة لولايته، وتقلص عديد الجنود في البلدين إلى 2500، في منتصف كانون ثان/يناير 2021.

وكان الرئيس السابق، “باراك أوباما”، الذي كان “بايدن”، نائبه، قد أنجز انسحابًا كاملاً من “العراق”، لكنه عاود إرسال قوات إليه في مواجهة هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية”.

إستراتيجية غير واضحة المعالم..

تعليقًا على ذلك الاتفاق، قال المحلل السياسي، “كاظم الوائلي”، إن الإستراتيجية الأميركية غير واضحة المعالم، في “العراق”، فيما يتعلق بانسحاب القوات الأميركية، وذلك يرجع لحسب مزاجية الإدارة الأميركية.

مضيفًا “الوائلي”، أن “الولايات المتحدة الأميركية” لديها مفاوضات مع “بغداد”؛ ولها مفاوضات أيضًا مع “طهران”، وترغب في إدخال ملف الميليشيات المتواجدة في “العراق” بملف التفاوض مع “إيران”.

وأوضح أن وجود القوات الأميركية في الأراضي العراقية من عدمه؛ بيد هيئة الأركان المشتركة العراقية، وهناك دراسات وتقارير تصل “وزارة الدفاع” ورئيس الوزراء؛ وسيتم عقبها اتخاذ القرارات اللازمة.

إعادة الانتشار لـ 5 سنوات مقبلة !

وقال الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، “سرمد البياتي”، إن القوات الأميركية ستُعيد انتشارها داخل الأراضي العراقية، وقد يصل الموضوع إلى 5 سنوات، لأن “العراق” بحاجة إلى دعم لوجيستي واستخباراتي.

وأضاف “البياتي”، أن “العراق” لا يزال بحاجة إلى خبراء عسكريين لتقديم الدعم، خاصة في مسألة ملف التسليح والصيانة وتصليح الأعطال التي قد تصيب الدبابات أو المعدات العسكرية.

وأكد “البياتي”، أن القوات الأميركية القتالية ستخرج جزئيًا من “العراق”؛ ضمن جدول زمني محدد، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق أيضًا على بقاء بعض المستشارين والمدربين والخبراء.

رسالة دعم لـ”الكاظمي”..

فيما أوضح الكاتب والمحلل السياسي، “مناف جلال الموسوي”؛ إن: “هذا الانسحاب رسالة دعم، للكاظمي، وينهي حجج الفصائل المسلحة التي كانت ترفض تسليم سلاحها بذريعة وجود القوات الأميركية، وقد أصبحت هذه الآن أمام خيارين؛ إما تسليم السلاح أو أن تتحول إلى جماعات خارجة عن القانون، كما سينهي أيضًا إشكالية داخلية بسبب ضرب المواقع الأميركية في العراق والهيئات الدبلوماسية”، مشيرًا إلى أن: “هذا الإجراء سيعطي أيضًا فرصة لعقد الانتخابات بدون تهديد السلاح”.

قد يتغير وفقًا للمعطيات..

وحول مستقبل الوجود الأميركي في المنطقة؛ قال الباحث في الشؤون الأميركية بمركز “الأهرام” للدراسات السياسية والإستراتيجية، “د. أحمد السيد أحمد”؛ إن: “البيان (العراقي-الأميركي) لم يحدد الجدول الزمني، وهذا الانسحاب يمكن أن يتغير وفقًا للمعطيات على الأرض، في حال زيادة عمليات تنظيم (داعش)” الإرهابي.

تحويل العراق لمحور مشارك وليس ساحة تصفيات..

وحول الآثار المترتبة على خروج القوات الأميركية من “العراق”؛ على المستوى الإقليمي، وإمكانية أن تقوم “إيران” بملء هذا الفراغ، قال الكاتب والمحلل السياسي، “هلال العبيدي”، إن: “الوجود الإيراني في العراق حقيقة واقعة، وقد أصبح متحكمًا في بعض الوزارات والبرلمان والقوى الأمنية”، مشيرًا إلى محاولات أميركية من خلال “الحوار الإستراتيجي” لإعادة “العراق” إلى علاقاته المتوازنة، من خلال ربطه اقتصاديًا وفنيًا بدول عربية، بما يوحي بأن هناك مخرج لـ”العراق”: “بالحفاظ على علاقات متوازنة بين العرب وإيران؛ ليكون محور مشارك وليس ساحة تصفيات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة