5 مارس، 2024 12:57 ص
Search
Close this search box.

الاتحاد العالمي للعلماء يحذر من تقاتل العراقيين طائفيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومة العراقية من مغبة الاستمرار بالاعتداء على ‏المتظاهرين المعتصمين ودعا إلى جعل يوم الجمعة المقبل يوم نصرة العراق مشددا على الوحدة ‏الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي بعيدا عن الطائفية واكد تحريم الاعتداء على الأنفس ‏والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات محذرا من استهداف سنة البلاد.

وقال الاتحاد “بعد مرور عشرة أعوام من الغزو الأميريكي للعراق، يمكننا القول: إن هذا الغزو خلّف ‏دولة عراقية تعاني من الانفلات الأمني والتفكك السياسي والاجتماعي؛ ليتركها في دائرة صراع ‏السلطة والطائفية، ويبعدها عن مربع بناء الدولة، مما سمح لدول الجيران بترسيخ نفوذها بالعراق، من ‏خلال دعم التيارات المؤيدة لها، وأصبح العراق يعاني من مستقبل غامض في ظل تفشي الطائفية”.
واضاف الاتحاد في بيان اليوم وقعه رئيسه يوسف القرضاوي وامينه العام علي القره داغي ان غزو ‏العراق خلف “مآسٍ إنسانية لا يمكن تجاهلها، ففي العراق اليوم ما يقرب من عدة ملايين من الأيتام ‏والأرامل، وقد أدّى استخدام الأسلحة والمواد المحرمة دوليٌّا، فضلاً عن التدمير المتعمّد للبيئة، إلى ‏تصاعد الإصابة بالسرطان، وظهور حالات غير مسبوقة من الولادات المشوهّة.. ولا يمكن إغفال ‏مأساة اللاجئين والمشردين العراقيين، الذين أجبروا على ترك ديارهم، بسبب الظروف القاسية، وشتى ‏صنوف العذاب والحرمان والتشتت”. 
واشار الى ان ما جرى للعراق وشعبه خلال العقد المنصرم، يمثل حالة فريدة من سكوت أجهزة الأمم ‏المتحدّة على ما ارتكب من جرائم، ولا غرو أن حان الوقت لاتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة كل ‏المساهمين في مأساة العراق ومأساة أبنائه، وألا يفلت أحد من العقاب، بسبب الجرائم التي ارتكبها ضد ‏شعبه، لكون ذلك قد ترك أثرًا سلبيٌّا على نفوس العراقيين، حيث كانوا يأملون في غد أفضل بينما ‏وجدوا أنفسهم بين قطبي الرحى، وفي مهب الريح، نتيجة حالة الانقسام الحادة بين أطياف الشعب ‏العراقي، وأن جهود إعادة الإعمار التي بدأت بآمال واسعة في آذار (مارس) عام 2003 انتهت الآن ‏إلى مستنقع الفساد وسوء الإدارة وأصبح العراق دولة هشة، بمؤسسات عرجاء، لا تتمكن من توفير ‏أبسط الخدمات الأساسية لمواطنيها، فضلاً عن الفساد المستشري بدوائرها، حيث بلغت مستويات ‏الفساد في العراق حدًّا أدى بمنظمات دولية متخصصة، إلى وضعه من بين البلدان الأكثر فساداً في ‏العالم”.
واشار الاتحاد الى ان أهل السنة في العراق يقفون الان في العراء في ساحات الاعتصام منذ ما يزيد ‏على ثلاثة اشهر في برد الشتاء وتحت الشمس التي يزداد لهيبها كلما اقتربنا من الصيف الحارقة يقفون ‏مطالبين بحقوقهم المشروعة وقد فرضت القوات الأمنية طوقاً أمنياً حول ساحات الاعتصام للمشاركة ‏في الإضراب والصيام مع المعتصمين، وتفجر في الحويجة، وأدى ذلك الى سقوط عشرات القتلى ‏والجرحى. وحذر الاتحاد من ان هناك خوف حقيقي مبني على الأخبار الموثوق بها من داخل العراق ‏وخارجه من عزم الحكومة المالكي على الهجوم العسكري على هذه المظاهرات في بقية المحافظات ‏السنية، مما يؤدي الى فتنة لا يعلم مدى خطورتها الا الله تعالى، والى إدخال العراق في دوامة أكثر ‏خطورة من الوضع الحالي. 
واستطرد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا انه أمام هذه الأوضاع الصعبة والدقيقة التي يعيشها ‏العراق فإنه يقرر ويؤكد : 
أولا: يعتبر الاتحاد قضية العراق قضيته، ويعتبر أن العراق وطن قاد الأمة الإسلامية عدة قرون، في ‏عصر بني العباس الأول والثاني، وقاد الحضارة الإسلامية، والثقافة الإسلامية والعربية طوال هذا ‏الزمن. 
ثانياً: يحذر الاتحاد الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعوه الى فك ‏الحصار عنهم والإسراع في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، لأن المماطلة في تنفيذها تضرّ بمصالح ‏العراق ووحدته، ويحذرها من تبني الطائفية، ومن التفكير في الحل الأمني والعسكري الذي سيترتب ‏عليه لا محالة حرب أهلية خطيرة في العراق، لا يعلم مدى خطورتها وكيفية انتهائها إلا الله تعالى.
ثالثاً: يدعو الاتحاد كل مكونات الشعب العراقي، إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن ‏يثير الفتن الطائفية والتقاتل بينهم، وحل كل خلافاتهم بالحوار، واعتبار العراق وطنا للجميع، ويدار من ‏قبل الجميع، ولا يمكن لأي طائفة أو جهة أن تستأثر به وتقصي الآخرين، كما يؤكد على أن تكون كل ‏المكونات ذات أجندات وطنية بعيدة عن كل تأثير لأي جهة إقليمية أو دولية .
رابعا: يحذر الاتحاد كل دول الجوار من مغبة التدخل في الشأن العراقي، واستغلال العوامل الطائفية أو ‏العرقية لتمرير تدخلها، مما سيساهم في مزيد الاحتقان بين مكونات هذا الشعب الذي عانى لسنوات ‏طويلة، ومن حقه أن ينعم بالاستقرار والتنمية، شأنه شأن كل شعوب المنطقة.
خامسا: يحذر الاتحاد الحكومة في العراق من مجازر وجرائم ضد الانسانية، بإعدام المظلومين ‏الأبرياء دون محاكمات عادلة، وحرمانهم من حقهم المشروع في الحرية، لذا يناشد الاتحاد كافة ‏منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، التي لم تألُ جهداً في دعم العراق والشعب ‏العراقي، بأن تمارس وظيفتها النبيلة في الدفاع عن حقوق الآلاف الأبرياء، القابعين في السجون ‏العراقية، وإنقاذهم قبل فوات الأوان. 
سادسا: يحرّم الاتحاد الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات، حيث دلّت ‏النصوص القطعية على حرمة هذا الاعتداء، كما أن هذا الاعتداء خاصة على المساجد والحسينيات ‏سيزيد الاحتقان وإثارة الفتن.
سابعا: يناشد الاتحاد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بحماية الشعب العراقي ويطالبه ‏بمزيد من الاهتمام بشأن العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الفترة العصيبة، وذلك بالتجاوب مع ‏المظاهرات الشعبية السلمية والتعاطي معها بالتفاوض مع الحكومة العراقية لاستجابة مطالب ‏المتظاهرين المشروعة وعودة العراق إلى أمنه واستقراره ووحدته وأداء دوره المنشود.
‏  يدعو الاتحاد المسلمين كافة الى نصرة الشعب العراقي، وجعل يوم الجمعة القادم (16 جمادي الآخرة ‏الموافق 26 ابريل ) يوم نصرة العراق بالقنوت والدعاء لهم في صلواتهم.
وفي الختام قال الاتحاد “نسأل الله العلي القدير أن يحفظ العراق، وشعب العراق، ووحدة العراق، وأن ‏يرزق أهله الحكمة وحسن التدبير، ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيب”. 

يذكر ان الشيخ القرضاوي دأب على مهاجمة رئيس الوزراء نوري المالكي وسياساته التي يقول انها ‏تستهدف بالعداء سنة البلاد وكانت زيارة مفترضة يقوم بها الى العراق في شباط (فبراير) الماضي قد ‏اثارت جدلا سياسيا قبل ان يكون دينيا حيث كان أول المعترضين عليها بشدة ائتلاف دولة القانون ‏بزعامة المالكي والذي هدد باتخاذ إجراءات قانونية بحقه اذا ما دخل العراق بطريقة غير شرعية في ‏اشارة الى دعوته من قبل حكومة اقليم كرستان العراق الشمالي. واشار مصدر في الائتلاف الى ان ‏زيارة القرضاوي للعراق غير مرحب بها بعد اصداره عددا من الفتاوى المثيرة دون توضيح طبيعتها.
لكن القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي دافت عن زيارة القرضاوي الى العراق مشيرة الى ان من ‏يقول بان الزيارة غير مرحب بها فهو شخص يشك بولائه لدينه حسب تعبير عضو القائمة النائب ‏مظهر الجنابي الذي اكد ايضا ان القرضاوي مرحب به في العراق وعلى الحكومة العراقية استقباله ‏بدل التهجم عليه، لأن استقبال الضيوف هو من شيم العرب على حد تعبيره.
وكانت وسائل اعلام اعلنت ان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد وجه دعوة ‏للقرضاوي لزيارة الاقليم والمشاركة في مؤتمر “نصرة اهل السنة”  الامر الذي نفته حكومة الاقليم ‏رسميا. ونفى المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزئي نفيا قاطعا توجيه حكومة الاقليم او ‏رئاسته اي دعوة للقرضاوي لزيارة الاقليم.
يذكر ان الشيخ يوسف القرضاوي رجل دين المصري يحمل الجنسية القطرية وكان قد اصدر العديد ‏من الفتاوى المثيرة للجدل في الاوساط الدينية.‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب