20 أبريل، 2024 4:14 ص
Search
Close this search box.

“الاتحاد الأوروبي” في حالة غليان .. لماذا فقد السكان الثقة فيه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يواجه “الاتحاد الأوروبي”، خلال الفترة الحالية، كثير من الانقسامات وتشبه الأوضاع فيه حالة الغليان إلى حد كبير، وفي ظل التوترات السياسية نشأ شعور بعدم الثقة لدى السكان، فقدوا الثقة في أهمية الاتحاد وفي قدرة الدول الأعضاء على التوصل إلى حلول جذرية للمشكلات التي بدأت منذ سنوات، لكنها لا تزال باقية دون حل.

تعمقت حالة فقدان الثقة، خاصة بين سكان دول الجنوب، التي تعاني من مشكلات اقتصادية ومالية، وأزمات كثيرة تحتاج فيها إلى مساعدة الاتحاد، لكن غياب التنسيق يعمق الأزمة ويترك فجوات، كشف أحدث تقرير لـ”يوروبارو ميتر”، أن سكان دول جنوب “الاتحاد الأوروبي” لا يشعرون بالثقة في الاتحاد بنسب أكبر من سكان دول الشمال.

وجاءت البيانات صادمة؛ إذ لم يعد سوى 26% من سكان “اليونان” يثقون في الاتحاد، و38% من شعب “إسبانيا”، و33% من الفرنسيين، بينما ترتفع النسب كلما إتجهًا أكثر ناحية الشمال، وتجاوزت مؤشرات الثقة في أغلب دول الشمال الـ 50% من السكان، فبلغت في “الدنمارك” 60%، وفي “السويد” 59%، وفي “هولندا” 57%.

وتنقسم دول الاتحاد إلى 3 مجموعات رئيسة هي؛ الدول المطلة على “البحر المتوسط”، ودول “الرابطة الهانزية”، (هولندا والبلطيق وإيرلندا، والبلدان النوردية)، و”حلف الفيشغراد”، (بولندا والمجرد والتشيك وسلوفاكيا).

الدول المطلة على البحر المتوسط..

إذا نظرنا إلى البيانات التي ذكرها التقرير؛ نجد أن هناك 180 مليون نسمة يشكلون سكان البلدان الواقعة على إمتداد “البحر المتوسط”، (إسبانيا وإيطاليا وإسلوفينيا واليونان وقبرص)، لا يشعرون بالثقة في قرارات الاتحاد، وبلغت نسبة التأييد أقل من المعدل المتوسط، أي منخفضة عن 42% من السكان، ويعتبر معدل الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول 6.6 بليون دولار.

وترجع أسباب انخفاض ثقة سكان هذه البلدان في “الاتحاد الأوروبي” لعدة أمور؛ أولها الأزمة المالية التي ضربت العالم بقسوة ما جعل كثير من المواطنين يربطون بين سوء الأوضاع الاقتصادية والإنتماء إلى الاتحاد و”منطقة اليورو”، وتُعتبر نسب البطالة في دول الجنوب مرتفعة بشكل كبير عن الشمال، بينما تعاني تلك الدول – فيما عدا “إسبانيا” – من انخفاض معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي.

ويوجد أيضًا عامل سياسي مهم، وهو فشل دول الاتحاد في التوصل إلى موقف قوي موحد بشأن عدد من القضايا المهمة والجوهرية؛ رغم التقارب الواضح بينها والاتفاق على المصالح التي تأتي من وراء الإندماج في “منطقة اليورو” من أجل تعزيز الوحدة البنكية ووضع ميزانيات مشتركة وغيرها من الأمور، ومثال على ذلك الاختلافات الكبيرة بين دول الاتحاد حول قضية الهجرة، التي تتشارك فيها “إيطاليا واليونان وإسبانيا” – وهي من دول الجنوب – الهم الأكبر في استقبال المهاجرين ويشعرون برغبة ملحة في سرعة التوصل إلى سياسات موحدة لتنظيم عملية اللجوء، وأدى هذا التشقق إلى إضعاف قدرة هذه البلدان على الإستجابة لمطالب الطبقة العريضة من المواطنين، ويظهر التاريخ الحديث أنه عندما تتحد “فرنسا وإيطاليا وإسبانيا” يمكنهم تحقيق نتائج عظيمة إذا ما توحدتا على مباديء معينة.

“الرابطة الهانزية” الجديدة..

وفي الشمال؛ تتميز دول “الرابطة الهانزية” الجديدة، (هولندا ودول البلطيق وإيرلندا، والبلدان النوردية)، بردود الفعل الموحدة وأنظمتها الحاكمة في الغالب ليبرالية، كما تتبع جميعها إجراءات تقشفية، وتتفق تمامًا على فقدان الثقة في أهمية الاستمرار في وحدة مع دول الجنوب.

و”الرابطة الهانزية” عبارة عن مجموعة لها ثقل ضعيف نسبيًا وعدد أقل من السكان؛ إذ يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، والناتج المحلي الإجمالي 2.5 مليار دولار، وهو رقم ضعيف إذا ما قورن ببيانات الدول المطلة على “البحر المتوسط”.

وتشهد أنظمة هذه الدول تناغمًا كبيرًا مع “ألمانيا”، وتعتبر “بريطانيا” مرجعًا متميزًا، لكن مع خروج “بريطانيا” من الاتحاد، ترأست “هولندا” مبادرة لتعزيز الروابط مع “برلين”، ويرى محللون أن دول الرابطة هم حراس الرغبة الألمانية الذين يمنعون إجراء أية إصلاحات في منطقة العملة الموحدة.

“حلف الفيشغراد”..

يحدث العكس في دول “حلف الفيشغراد”، (بولندا والمجرد والتشيك وسلوفاكيا)، وتبلغ عدد سكانه 60 مليون نسمة، إذ يشعرون بثقة أكبر من المعدل المتوسط، الذي يبلغ 42%، في الاتحاد، ما عدا “التشيك”، ويتميز “حلف الفيشغراد” بوحدة جيدة بين الدول الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بالسعي من أجل تحقيق المصالح والقدرة على الاستثمار في الخارج ما يضاعف من القوة السياسية للحلف، لكن دوله ترفض بشكل قاطع التعاون فيما يخص أزمة اللاجئين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب