19 أبريل، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

الإيزديين عار “داعش” المستمر .. الدفع مقابل التحرير والفراق مصير محتوم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إنتهى آخر فصول الرعب الذي كان بطله تنظيم (داعش) الإرهابي في “سوريا”؛ بسقوط آخر معاقله، “باغوز”، منذ 23 آذار/مارس الماضي، إلا أن معاناة أبناء “الطائفة الأيزدية” مستمرة، فجزء منهم قُتل ويعاني ذويه نار الفراق، والجزء الآخر إما مختطف أو مصاب أو يبكي على الأطلال، كما لا تزال هناك أكثر من 3 آلاف سيدة وطفل لا يعرف مكانهم رغم خسارة التنظيم.

أجرت صحيفة (لا بانغواريا) الإسبانية، حوارًا مع السيدة الأيزدية، “سامية”، التي تمكنت من الفرار بعد 4 سنوات من اختطافها ضمن آلاف السيدات والأطفال على يد عناصر التنظيم من منطقة “سنجار” العراقية، في آب/أغسطس عام 2014.

وذكرت الصحيفة الإسبانية أن تعبيرات وجه السيدة، “سامية”، عند تحررها من قبضة التنظيم المتشدد، أظهرت أكثر بكثير مما يمكن أن تعبر عنه بالكلام وحده أو أي وصف آخر للسنوات الأربع التي قضتها في ظل جحيم (داعش)، وفي المقطع المصور الذي التقطه أحد أقاربها تظهر أعينها وقد أمتلأت بالرعب بينما تنظر إلى السيدات اللاتي حضرتن لإحتضانها والترحيب بعودتها، بينما بدا أبنها الأصغر مندهشًا مما يحدث يستقبل أحضان أقاربه ببرودة غير معهودة؛ وكأنه لا يستطيع إدراك ما يدور حوله، إذ كان عمره 3 أعوام فقط، عندما نفذ عناصر التنظيم “مذبحة سنجار” وقتلوا آلاف الرجال واختطفوا آلاف الأطفال والنساء، وكان هو ووالدته وإخوته من بينهم، ومن ثم تم بيعهم كسبايا لأغراض جنسية.

حجبوا أبناءها لمنعها من الهرب..

ذكرت “سامية”؛ أنه في ذاك اليوم دخل الدواعش المدينة واختطفوا المئات، من بينهم 56 من أبناء عائلتها، وسُجنت مع مئات السيدات الأيزديات وبيعوا إلى عناصر التنظيم، وبيعت هي أيضًا إلى متشدد تونسي متزوج من إمرأة سورية، وحملوها ومعها أبناءها إلى مدينة “الباب”، بمحافظة “حلب”، بينما أرسل أبنها الأكبر، الذي كان عمره حينها 7 أعوام فقط، إلى معسكر تدريب، وحجبوا عنها شقيقاه لإجبارها على البقاء وعدم محاولة الهرب، وقالت: “إنه لأمر مهين للغاية؛ أن تعرف أنهم يبيعونك”.

وأضافت: “أمضيت طوال تلك السنوات في حزن دائم وخوف شديد من أن يقتلوا أبنائي، أو أن يتعرض أحدهم لآثار قصف أو أن يمرض بمرض خطير، وفكرت أيضًا في أنهم سوف يقتلونني، لكن بفضل الله نحن جميعنا بخير الآن”.

وقالت “سامية”: “أشعر بالفرح الشديد لأنني نجوت، لكن يؤلمني أنه لا تزال هناك سيدات وأطفال بعضهم من أقاربي، ولا يزالوا مفقودين”.

وتمتد آلاف الخيام البيضاء يسكنها عائلات أيزدية يحيط بهم الألم والبؤس في كل مكان بسبب مقتل واختطاف ذويهم.

المال مقابل السماح بالعودة..

قال “عبدالله الأيزدي”، الذي كان يعيش في مدينة “حلب”، للصحيفة الإسبانية، إن: “بين الآلاف المفقودين كثيرون قتلوا في الغالب بسبب القصف، وآخرون مرضى، يضاف إلى ذلك أن كثير من شبابنا تدربوا على يد (داعش)، ونفذت ضدهم عملية غسيل مخ، ومن المحتمل أنهم هربوا إلى إدلب أو تركيا”.

وأضاف “عبدالله”، الذي ساعد في تحرير 394 أيزدي، اختطفهم التنظيم من بينهم “سامية”: “ذهبت بنفسي إلى الحدود القريبة من دير الزور؛ ودفعت المبلغ المطلوب لتحريرها”، وكانت “سامية” من أصحاب الحظ الجيد، إذ تمكنت أسرتها من تقديم المقابل المادي لتحريرها، بينما تقبع كثيرات غيرها تحت الأسر لأن عائلاتهن لا تقدر على دفع المبالغ المطلوب، والتي تشهد زيادة كل يوم، فتستمر معاناتهن رغم إنتهاء حلم الخلافة المزعومة، وحتى بعد الفرار يعاني كثير منهن صعوبات في التعافي النفسي.

يتجنبن إظهار الهوية للحفاظ على الأبناء..

تخشى كثير من السيدات الأيزديات إظهار هوياتهن لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، التي تسيطر على المناطق الشرقية بـ”سوريا”، لذا تضع أغلبهن النقاب لتغطية الوجه، ما يصعب التعرف عليهن، وكثير منهم يعيشن في مخيم “الهول”، الذي بات مكتظًا للغاية؛ إذ بلغ عدد سكانه 77 ألف شخص، ما أضاف حملًا زائدًا على القدرات اللوجيستية للقوات.

ويرجع السبب وراء إصرارهن على إخفاء هوياتهن الحقيقية إلى أن جزء كبير منهن أنجبن أبناء من علاقات زوجية مع مقاتلين في صفوف (داعش)، ويتملكهن مخاوف من فقدان أبناءهن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب