14 أبريل، 2024 2:29 ص
Search
Close this search box.

الإيرانيين .. على أسوار الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

إمكانية نجاح روسيا في التوصل قريباً إلى اتفاق يُنهي الحرب داخل سوريا, تثير مخاوف إسرائيلية من أن تصبح إيران هي المستفيد الأكبر من ذلك الاتفاق. طبقاً لأطروحة الكاتب الإسرائيلي “إيال زيسر” في أحدث مقالاته التحليلية المنشورة بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، مبرراً ذلك باحتمالية اكتساب إيران مزيداً من النفوذ والهيمنة في سوريا بفضل التواجد الميداني لعشرات الآلاف من المقاتلين الذين يأتمرون بأمرها, سواء كانوا من الجيش الإيراني النظامي أو من الحرس الثوري أو من مقاتلي حزب الله أو حتى من محاربي الميليشيات الشيعية الذين أتت بهم إيران إلى سوريا من كل أرجاء الشرق الأوسط.

وصول إيران إلي الحدود السورية الإسرائيلية

السيد حسن نصر الله

مضيفاً الكاتب الإسرائيلي بإنه يمكن التعرف على السيناريو المستقبلي في سوريا من خلال التقارير التي تتحدث عن نوايا طهران لإقامة قاعدة بحرية خاصة بالاسطول الإيراني في “ميناء طرطوس”, وكذلك التقارير التي تفيد بأن وحدات من الحرس الثوري وحزب الله تستعد للتحرك صوب هضبة الجولان السورية لإحتلالها من أيدي المتمردين وإعادتها لهيمنة النظام السوري, التي تعني في الحقيقة هيمنة إيران وحزب الله. ومثل هذا السيناريو يعني وصول الإيرانيين إلى مشارف الحدود الإسرائيلية السورية.

يشير إيال زيسر، إلى أن إيران لا ترغب في الصدام المباشر مع إسرائيل, لكنها كعادتها ستستغل أتباعها, وما أكثرهم في سوريا – بداية من مقاتلي حزب الله ومروراً بالجماعات الإرهابية الفلسطينية المتواجدة في سوريا وانتهاء بالميليشيات الشيعية الخاضعة لأوامر طهران. بل إن إحدى تلك الميليشيا الشيعية العراقية وهي “ميليشيا حركة النجباء”, قد أعلنت في منتصف آذار/مارس 2017 عن تشكيل “لواء تحرير الجولان”، وتعهدت بأنها ستتوجه لمحاربة إسرائيل فور الانتهاء من حربها ضد المتمردين.

ويرى الكاتب الإسرائيلي ان المشكلة الآنية التي تواجه إسرائيل هي التواجد الإيراني وكذلك تواجد حزب الله في جنوب سوريا. أما المشكلة التي ستواجه إسرائيل على المدى البعيد هي مكانة إيران في سوريا بزعامة “بشار الأسد” عندما تنتهي الحرب هناك, أو على الأقل عندما يتحقق الاستقرار النسبي الذي يضمن بقاء النظام، على الأقل في الجزء الغربي من الدولة.

تحرير الرقة : معركة مفصلية

يضيف إيال أن معركة تحرير مدينة الرقة, عاصمة داعش في شرق سوريا, والتي من المقرر أن تبدأ قريباً, ستكون لها تداعياتها أيضاً على مستقبل التواجد الإيراني في سوريا. فإذا كان “الأتراك” بمساعدة متمردين سوريين من العرب السنة التابعين لتركيا, أو كانوا “الأكراد” الذين يستعينون بالقوات الأميركية, هم من سيسيطرون على المدينة, فإن ذلك سيعني إقامة حاجز يفصل بين العراق الشيعية وبين سوريا الخاضعة للأسد. أما إذا كان الأسد أو بالأحرى القوات الإيرانية التي تقاتل من أجله هي التي ستحتل المدينة فعندئذ سيكون بمقدور طهران إنشاء هلال شيعي يخضع لإيران.

موضحاً بقوله : “من المؤكد أن الرئيس بوتين  قد أصغى للمخاوف التي أبداها بنيامين نتنياهو خلال الزيارة الأخيرة.. لكن روسيا حريصة الآن على تحالف المصالح مع إيران الذي يهدف لبقاء نظام الأسد. وعموماً فإن تواجد القوات الإيرانية والشيعية في سوريا ضروري بالفعل لبقاء نظام الأسد. لكن خيراً فعل نتنياهو عندما أوضح بأن إسرائيل مصرة مهما كلفها الأمر على حماية مصالحها وأنها لن تسمح لأحد بأن يتجاوز الخطوط الحمراء التي تمس أمنها. وللعلم فقد حدث أن نفذت إسرائيل تهديداتها في السابق حيث وقعت هجمات منسوبة إليها على الأرض السورية والتي استهدفت شحنات الأسلحة الإيرانية التي كانت متجهة لحزب الله”.

إن الروس لم يتحركوا لمنع وصول مثل تلك الشحنات ولم يخفوا أيضاً استياءهم من الطلعات الجوية الإسرائيلية في سماء سوريا. لكن الحوار الذي جرى مع موسكو خلال العام المنصرم قد جعل روسيا تتقبل في نهاية الأمر تلك العمليات الإسرائيلية. ويمكن القول أن زيارة نتنياهو الأخيرة إلى موسكو كان هدفها هو التوصل إلى تفاهمات مع الروس بشأن الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل ومخاوفها من تواجد إيران وحزب الله في هضبة الجولان وربما في مناطق سورية أخرى.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب