15 نوفمبر، 2024 4:37 ص
Search
Close this search box.

“الإمارات” .. المسافر الجديد على قطار مفاوضات الشرق الأوسط !

“الإمارات” .. المسافر الجديد على قطار مفاوضات الشرق الأوسط !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انطلق “طحنون بن زايد”، سياسي الظل في “الإمارات”، والرجل الأول في الأجهزة المخابراتية والأمنية الإماراتية، التي تسعى للإبتعاد عن بؤرة الإهتمام الإعلامي، في جولة بدول: “تركيا” و”قطر”، خلال الأسبوع المنصرم؛ وهى من أهم الدول المتنافسة بل والمعادية لـ”الإمارات” في المنطقة.

ورغم عدم نشر التفاصيل الهامة لتلكم الزيارات المثيرة للجدل، لكن صور لقاءات، “طحنون”، مع الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”؛ والأمير القطري، الشيخ “تميم بن حمد”، تُمثل في ذاتها بداية على تغيير كبير في السياسة الخارجية الإماراتية. بحسب صحيفة (همشهري) الإيرانية التابعة لبلدية “طهران”.

وقد أكتملت هذه التغييرات المفاجئة بخبر المكالمة الهاتفية بين: “إردوغان” و”محمد بن زايد”، ولي عهد “أبوظبي”، وهو الحدث الذي تسبب في صدمة عميقة للمراقبين ووسائل الإعلام، بالنظر إلى حجم التوتر السياسي والعسكري، وحتى الاقتصادي، بين “أنقرة” و”أبوظبي”، خلال السنوات الأخيرة.

في حين أن “الإمارات”، وحتى بعد قمة “العُلا”؛ وإعلان إنتهاء الحصار القطري بشكل رسمي، لم يطرأ تغيير على مواقفها السياسية، والإعلامية تجاه “الدوحة”، حتى أن ولي عهد “أبوظبي” لم يُشارك، رغم دعوة، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، في قمة دول “مجلس التعاون الخليجي”؛ بسبب مشاركة أمير “قطر”.

والسؤال: لماذا قررت “الإمارات”، فجأة، التراجع عن مواقفها السابقة، والإنضمام إلى قطار المصالحة بالمنطقة، والدخول في مفاوضات مباشرة مع أهم المنافسين أي: “تركيا” و”قطر” ؟

إنتهاء عصر “ترامب-نتانياهو”..

لا يُخفى على أحد أن “الإمارات”، على مدى السنوات الماضية، كانت قد حصلت على إمتيازات كبيرة في ما يخص الملفات الإقليمية المختلفة، في ضوء الدعم “الأميركي-الصهيوني” الشامل.

والسبب في هذا الدعم؛ قبل أي شيء، هو الدعم الإماراتي المالي لحملة، “دونالد ترامب”، الانتخابية، عام 2016م، في حين كانت تقف الدول العربية الرئيسة الأخرى، (من مثل السعودية)، في معسكر: “هيلاري كلينتون”.

من جهة أخرى؛ كان لتماهي “الإمارات” الكامل مع سياسات “نتانياهو” الإقليمية، ودعم برامج التطبيع “العربي-الإسرائيلي”، والاتفاقية المعروفة إعلاميًا باسم: “صفقة القرن”، وغيرها دو كبير في الدعم “الأميركي-الإسرائيلي”، لمسار زيادة النفوذ الإماراتي على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لكن هزيمة “ترامب”؛ وسقوط حكومة “نتانياهو”، ساهم في تغيير هذه المعادلة، بحيث ألحقت الضرر بـ”الإمارات”.

وبحسب باحث في معهد (كارنيغي) للسلام: “فإن تغيير الإدارة في واشنطن، لا يُمثل تهديدًا للإمارات، إلا أنها لم تُعد تتمتع بالحرية والإمتيازات الخاصة في فترة ترامب”.

هذا في حين تصدع التحالف الإقليمي القوي بين: “الإمارات” و”السعودية”، خلال العقد المنصرم، برزت مؤشرات واضحة على إنهيار هذا التحالف تدريجيًا؛ من مثل الصراع بالوكالة في الحرب اليمنية، وتعارض البلدين في (أوبك)، وبالطبع تبني سياسات مختلفة إزاء الأزمة القطرية.

في الوقت نفسه؛ لا يمكن ببساطة تجاهل جهود “السعودية” للتقارب مع “عُمان”؛ وتطوير العلاقات الاقتصادية مع هذا البلد المجاور لـ”الإمارات”.

ووفق ما سبق؛ يبدو أن “الإمارات” تستشعر الخطر إزاء التطورات الإقليمية الراهنة، لاسيما بعد إنتهاء عصر “ترامب-نتانياهو”؛ وتسعى لإعادة النظر في الاتجاه الجديد السائدة في الشرق الأوسط، وهو اتجاه يقوم على المصالحة، ومن مؤشراته إنهاء “السعودية” للحصار على “قطر”، وخفض مستويات التوتر “المصري-التركي”، وربما الأهم المباحثات “الإيرانية-السعودية”.

أهم الملفات الخلافية بين “الإمارات” و”تركيا” و”قطر”..

01 – “الحرب الليبية”: كانت “الإمارات”، خلال السنوات الـ 06 الماضية، أحد الأطراف الهامة في الأزمة العسكرية الليبية.

وقد سعت “أبوظبي”، من خلال الدعم المالي واللوجيستي الكبير، للجنرال “خليفة حفتر”، شرق “ليبيا”، إلى التخلص من “حكومة الوفاق الوطني”، في “طرابلس”.

إلا أن الدعم القطري المالي لـ”الوفاق” الليبية، ودخول “تركيا” عسكريًا على صعيد الأزمة، كان سببًا في فشل خطط “الإمارات” وحلفاءها.

ومن الأسباب الرئيسة في مواجهة التحالف: “التركي-القطري”، ضد “الإمارات” وحلفاءها؛ السيطرة على المصادر النفطية الليبية، وكذلك الموقع الإسترايتجي الليبي جنوب “شرق الأبيض المتوسط”، (مع الأخذ في الاعتبار لاكتشاف حقوق غاز جديدة).

02 – “الانقلاب المصري”: ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011، وصعود دولة محسوبة على “حركة الإخوان المسلمين”، مهد الطريق أمام النفوذ: “التركي-القطري”، في “القاهرة”.

لكن هذه الآلية توقفت بانقلاب، الجنرال “عبدالفتاح السيسي”، على حكومة، “محمد مرسي”، وهو انقلاب مدعوم تمامًا من: “الإمارات” و”السعودية”.

03 – “المنافسات في البحر الأحمر”: لطالما كانت جزر “البحر الأحمر” والموانيء المطلة على هذه المنطقة، خلال العقد الماضي، محل منافسات شديد بين “الإمارات” من جهة؛ و”تركيا” و”قطر” من جهة أخرى.

ووفق الرؤى الإستراتيجية التجارية، يلعب “البحر الأحمر” و”مضيق باب المندب”؛ دورًا إستراتيجيًا في المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط وإفريقيا.

وحاليًا تُسيطر “الإمارات” على عدة قواعد عسكرية ومطارات وموانيء تطل على “البحر الأحمر”، ومن بينها سواحل “إريتريا”، بخلاف “ميناء عدن”، بالقرب من “باب المندب”.

في المقابل؛ نجحت “تركيا”، بالشراكة مع “قطر”؛ في الحصول على إمتياز إدارة “جزيرة سواكن” السودانية، (في قلب البحرب الأحمر)، لمدة 100 عام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة