“الإمارات” .. اللاعب الغامض والخطير بالمنطقة !

“الإمارات” .. اللاعب الغامض والخطير بالمنطقة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تنشط “الإمارات”، منذ مدة، بشكل حماسي في الملفات الإقليمية، بحيث تحولت “أبوظبي” العلمانية إلى أحد أهم لاعب إقليمي في الوقت الحالي، تضطلع بالدور الرئيس في تأمين منطقة غرب آسيا مع اختلاف أنها ليست الفاعل؛ وإنما مجرد مسار أنابيب أمان المثلث الاستخباراتي، (سي. آي. إيه)، و”الموساد”، و(إم. أي. 6). بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري”.

تشعب أذرع استخباراتية في المنطقة..

وكانت وكالات الأنباء العراقية قد أدعت قبلاً؛ كشف الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في البلاد عن نفوذ فريق تابع لـ”الإمارات” داخل الجيش العراقي يعتزم القيام بانقلاب عسكري. وقد تكرر الأمر نفسه في “عُمان”، إذ إدعى التليفزيون العُماني القبض على فريق إرهابي تابع لـ”أبوظبي” يخطط لاغتيال السلطان الجديد. وربما كان هدف هذا الفريق اغتيال السلطان الجديد ثم تنفيذ شبه انقلاب عسكري في “مسقط”؛ وتعيين حكومة موالية لـ”الإمارات”.

تلكم العملية التي كانت تستدعي بالتأكيد هجوم عسكري واحتلال مناطق شمال “عُمان”، المطلة على “مضيق هرمز”. هذا بخلاف العمليات الإماراتية في “اليمن” وتنفيذ انقلاب عسكري في “عدن” وإقصاء القوات الموالية لـ”السعودية”، من خلال القصف الصاروخي على معسكر الاستقبال؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.

استبعاد السعودية من الملف الأمني..

كل هذا يدعو الخبراء للقول إن “الإمارات” بصدد التطور الاستخباراتي في المنطقة. ويعتقد الخبراء في تحويل جزءًا كبيرًا من ملفات “غرب آسيا” إلى “الإمارات”، كبديل عن “السعودية”، بحيث أصبحت “أبوظبي” مسؤول الملفات الأمنية في المنطقة.

جاء هذا بعد إجماع غرفة التنسيق الاستخباراتي، المكونة من “الموساد” والـ (سي. آي. إيه) و(إم. آي. 6)؛ على خطورة تكليف دولة كـ”السعودية” بالملفات الأمنية، لما قد يترتب عليه من خسائر كالفشل الاستخباراتي في “إيران” قبيل الثورة.

من جهة أخرى، فإن حدث مهم كالكشف عن عدد من الانقلابات الداخلية ضد، “بن سلمان”، يُضعف مكانة أسرة “السديري”، وتشير التقديرات إلى تراجع شعبية “بن سلمان”، بحيث يفتقر إلى القبول العام. والحقيقة فإن وضع كل التفاح في سلة “الرياض” قد يهدد مصالح “واشنطن”.

فضلًا عن تكبد “السعودية” خسارة فادحة في ملفات (داعش) و”سوريا”، وكذلك الانتخابات اللبنانية والعراقية والماليزية. أضف إلى ذلك، أنه بينما أحرزت الدبلوماسية الإماراتية نجاحًا أفضل، في الأشهر الأخيرة، فقد “بن سلمان” مكانته لدى الرأي العام بعد اغتيال الصحافي، “جمال خاشقجي”، وما ترتب على ذلك من إهدار كرامة جهاز الاستخبارات السعودي.

سيناريوهات إماراتية..

والسؤال: كيف ستتعامل “الإمارات” مع الملفات الأمنية بالمنطقة ؟

1 – تطبيق النموذج الإنكليزي لأجهزة الاستخبارات. فقد تمسكت “الإمارات”، في عدد من الملفات الأخيرة، بسياسة الانقلاب والاغتيال والأهم إسقاط الحكومات المستقرة. ويُركز هذا النموذج على التعاون الاستخباراتي في المنطقة، وربط الحياة السياسية بالأوضاع الأمنية.

2 – الرؤية الإماراتية ليست إيديولوجية أو دينية مطلقًا، فـ”أبوظبي” لا ترفض فقط الرؤية “الإخوانية-القطرية”، وإنما لا تقبل كذلك، “الرياض”، بسبب توجهها السلفي.

فـ”المال”؛ الكلمة الأولى في الهيكل السياسي والاستخباراتي الإماراتي. وهي تُزاحم الأطراف الإيديولوجية الإقليمية الثلاث؛ أعني “المقاومة الإسلامية، والإخوان، والسلفية الوهابية”.

والحقيقة تسعى “الإمارات” إلى ترسيخ نفوذها بفرض العلمانية السياسية على المنطقة، وهي ذات السياسية التي بنتها “إنكلترا”، مطلع القرن العشرين.

3 – الرؤية الإمارتية الأخرى.. هي التطبيع مع “الكيان الصهيوني”، وكذلك ترميم علاقات دول المنطقة مع هذا الكيان؛ أو بمعنى آخر “صفقة القرن”.

فـ”الإمارات” أداة تنفيذ سياسات المثلث الاستخباراتي، (سي. آي. إيه) و”الموساد” و(إم. آي. 6). وتستفيد “الإمارات” من قدرات الأجهزة الأمنية الصهيونية وعلاقاتها مع “البيت الأبيض” في توطيد مكانة المسؤولين الإماراتيين السياسية في المنطقة، وإعتمادها في نفوذها بالدول الغربية على “صفقة القرن”.

ويبدو أن “الإمارات”، بهذه الرؤية؛ وإن كانت حديثة، لكن تُمثل عودة لسياسات أجهزة المخابرات العربية، في الفترة 1960 – 1970م. ومن المحتمل بقوة عودة الغرب، وبخاصة “بريطانيا” و”أميركا”؛ إلى إتباع سياسات الستينيات في المنطقة، لاسيما بعد خسائر أجهزة الاستخبارات الأخيرة على أيدي “محور المقاومة”؛ وفشل تأثير السياسات الوهابية على إحتواء المقاومة. وهي سياسة صعبة، لكن سوف تتكفل دولة “الإمارات”، الصغيرة، بتوفير المصادر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة