23 فبراير، 2025 2:15 ص

الإكتئاب .. ظاهرة تفور بالمجتمع الإيراني !

الإكتئاب .. ظاهرة تفور بالمجتمع الإيراني !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعلن “أحمد وحيدي”؛ وزير الداخلية، مؤخرًا أن وصم المجتمع الإيراني بالاكتئاب، كلام مقتطع من سياقه.

وكان وزير الداخلية قد صرح في وقتٍ سابق: “تُصارع الدولة مشكلات (ثقافية-اجتماعية) بخلاف الاقتصادية، وهو ما يستدعي البحث عن حلول لذلك الموضوع. والقضاء على المشكلات الاجتماعية يُمهد المجال للتنمية الاقتصادية. ومن الخطأ الشائع عن بلادنا أن يُقال: لا يعرف الإيرانيون العمل الجماعي، هذا غير مقبول فالكثير من الأعمال العظيمة في إيران نجحت بمساعدة الفريق. من الأخطاء الشائعة الأخرى، القول إن مجتمعنا مُصّاب بالاكتئاب، وهذا كلام خاطيء”.

والاكتئاب؛ هو خلل في الصحة النفسية يؤثر سلبًا على مشاعر الفرد وطريقة تفكيره وكذلك أداءه؛ مع هذا ينتشر هذا الخلل لكن لحسن الحظ قابل للعلاج؛ بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية في تقريرًا لها.

الاكتئاب والصراع الشعبي العام..

حذر الباحثون في مجال الصحة النفسية المجتمعية، من شيوع وإزدياد أنواع الاختلالات الروحية والنفسية في “إيران”؛ وفي المقدمة الاكتئاب.

وفي العام 2019م؛ أكدت الدكتورة “مریم رسولیان”، رئيس “منتدى الأطباء النفسيين”، معاناة نسبة: 20% من الإيرانيين أعراض اختلال نفسي ما بين خفيفة وشديدة، وسط تجاهل للصحة النفسية والبدنية للأفراد.

ووفق هذه التصريحات يحتل الاكتئاب والاضطراب والعدوانية صدارات الاختلالات النفسية الأكثر شيوعًا في “إيران”.

بدوره أكد “مجيد صادقي”؛ نائب رئيس “منتدى الأطباء النفسيين”، ارتفاع معدلات المصابين بالأمراض النفسية مقارنة بالأمراض البدنية، وأن هناك أسرة من بين أربع أسر تُعاني الأمراض النفسية، وأن الاضطراب يُشكل مع الاكتئاب ثُلثي الأمراض النفسية.

إحصاء دقيق وكامل..

للتعليق؛ يقول “محمد رضا إيماني”؛ خبير علم النفس: “قد يكون هناك درجة معينة من الاكتئاب والمشاكل النفسية لكل فرد، ليس فقط للمجتمع الإيراني، ولكن للكثير من المجتمعات الأخرى نتيجة استخدام التكنولوجيا، والمشكلات الاقتصادية، والصحة، وغيرها من المشكلات الأخرى. لكن من يقولون: إن المجتمع الإيراني عصبي، وعنيف، ومكتئب، يجب أن يستند كلامهم إلى إحصائيات دقيقة وكاملة. من جهة أخرى، في حال وجدت هذه الإحصائيات فإن علينا السماح بتحديثها؛ وما هي تداعيات هذه الإحصائيات على المجتمع، أو البحث في تداعيات عدم وجودها”.

مضيفًا: “ليس علينا مطلقًا تجميل الصورة، وإنما وضع الأمور في نُصّابها الصحيح وبحثها. لكن أن يقول البعض بإنفعال وشكل غير دقيق: الشعب الإيراني الأكثر اكتئابًا حول العالم، فهذا خاطيء ولا يُحقق نتائج جيدة للمجتمع”.

التغاضي عن المشكلة القائمة..

بدوره؛ يقول “أمير محمود حریرچى”؛ الباحث الاجتماعي: “في رأيي؛ هذا النوع من التصريحات من قبيل التجاوز واتهام الآخرين، ويبعث على التغاضي عن القضايا المجتمعية. وحتى لو قررت وزارة الصحة إجراء تحقيق بخصوص الأمراض النفسية بالمجتمع، وأعلنت أن من بين: 04 آلاف إيراني فوق سن: الـ (15) يوجد فرد واحد مصاب باختلال نفسي، فسيكون الاكئتاب والاضطراب أبرز هذه الاختلالات التي يُعاني منها الإيرانيون”.

لافتًا: “وبغض النظر عن مسألة الإحصائيات والبحوث، يمكن بسهولة ملاحظة الشخص المكتئب في المجتمع الإيراني. ويُصارع المجتمع الإيراني بشدة الشعور بالوحدة والعزلة، وتزداد من جهة أخرى سلوكيات العنف في المجتمع. ويمكن أن نلاحظ بوفرة تبني الأفراد على مستوى الشوارع للعنف؛ بحيث تندلع شجارات الشوارع لأسباب تافهة، حتى الجيران يُضايقون بعضهم بشكل كبير”.

متابعًا: “وإنكار مثل هذه الوقائع لن يؤدي للقضاء عليها. يجب أن يعلم المسؤولون أن تجميل المشكلة لن يقضي عليها. وخلال الفترة الأخيرة تُهدد حياة الأفراد وصحتهم النفسية المشكلات المعيشية، والكوارث الطبيعية والأضرار الناجمة عنها. لماذا لا يكشف المسؤولون عن إحصائيات الانتحار في المجتمع ؟.. علمًا أن الانتحار ذروة الاختلال النفسي، وحاليًا نرى انخفاض سن الانتحار في إيران، وانتشار هذه الظاهرة بين الشباب. ولو يقبل وزير الداخلية هذه الحقيقة فسيكون بمقدوره البحث عن حلول. يجب أن نوضح لماذا يحدث ذلك في مجتمعنا ؟.. لماذا لم تُعد الأوضاع المعيشية قابلة للتحمل على نحوٍ يدفع البعض إلى القتل ؟.. يبدو أن بعض المسؤولين لا يريدون رؤية مشكلات الناس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة