7 أبريل، 2024 4:08 م
Search
Close this search box.

الإفراج عن “غريس-1” .. هو نتاج استراتيجية المقاومة الفعالة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الإفراج عن حاملة النفط الإيرانية؛ هو نتاج المتابعة المتزامنة للملفات السياسية والقانونية.. وأبعاد هذه المسألة واضحة تمامًا؛ وتمثل منعطفًا في تاريخ “إيران” المعاصر، إذ كانت حاملات النفط والسفن البريطانية تقوم بالمناورة في الخليج ونشر الإدعاءات الكاذبة ضد “إيران”، لكن الآن تم الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية، (غريس-1)، للإبحار القانوني والسياسي. على حد وصف “رضا روستا آزاد”؛ رئيس جامعة شريف الصناعية سابقًا، في آخر مقالاته التحليلية بصحيفة (القدس) الإيرانية.

منطق القوة وإذلال أميركا..

إن الإفراج عن السفينة؛ إنما يعكس قوة وإقتدار “إيران”، فلقد تمكنت بلادنا من إذلال “بريطانيا” و”أميركا” في “مضيق جبل طارق”، ليس فقط بالأدوات السياسية فقط؛ وإنما بالمقاومة أيضًا.

ومنذ أصدر رئيس وزراء “جبل طارق” الحكم بحرية (غريس-1) في هذه المناطق، كانت “الولايات المتحدة” تضغط للحيلولة دون استصدار هكذا حكم، لكنه صدر بالنهاية لأننا تعلمنا الدرس.

فلم تنجح المحاولات الإيرانية لحل الأزمة بواسطة الدبلوماسية والحوار، ولكن حين إمتلكتنا الجرأة والشجاعة على توقيف السفينة البريطانية في “مضيق هرمز” لإنتهاكها قوانين الملاحة الدولية، دون خوف من استمرار الليبراليين، ضعفاء الإرادة، في مساراتهم، دخلنا الساحة تحت إشراف مرشد الثورة وبشكل قانوني وأساليب قوية، واستخدمنا استراتيجية “النفط مقابل النفط” و”المضيق مقابل المضيق”، وهي نفس استراتيجية المقاومة الفعالة بجانب الدبلوماسية، وصلنا إلى نتيجة.

فضل السياسات الأصولية..

ولقد كانت لاستراتيجية المقاومة الفعالة تأثير طريف في الإفراج عن (غريس-1)، بحيث إنتبهت دول الخليج لإصرار “إيران” على سياساتها الأصولية.

وبالنهاية أدرك الأميركيون والأوروبيون هذه المسألة، ومن جهة أخرى فشل المقترح البريطاني بتشكيل أسطول بحري أوروبي لحماية “مضيق هرمز”، وهذه هزيمة أخرى بالنسبة للأوروبيين. كل ذلك يؤكد أن استراتيجية المقاومة الفعالة ناجحة وحاسمة، وسوف ننجح بالتأكيد لو أننا نتبنى هذه الاستراتيجية بشكل جيد بالتوازي مع دبلوماسية المفاوضات.

وإنطلاقًا من نجاح استراتيجية المقاومة الفعالة؛ بالتوازي مع المسارات القانونية والسياسية في الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية، فإن استراتيجية القوة، والمقاومة، والشجاعة هي استراتيجية حاسمة ومؤثرة، ومؤكد تكتسب الدبلوماسية والحوار والمفاوضات معناها إلى جانب هذه الاستراتيجية، لأنه حين تتقدم الدبابة في الميدان، يسير جنديان إلى جانبيها، وهذا لا يعني أن الجنديان يقومان بالعمل، إنما الدبابة التي تتقدم للأمام بقوة.

ولو أننا تقدمنا للأمام فيما يتعلق بـ”الاتفاق النووي” مع مجموعة الـ (5 +1) بنفس هذه الاستراتيجية، لكنا نجحنا بالتأكيد. ومتى تحركنا منذ انتصار “الثورة”، وحتى اللحظة، من منطلق الإسلام النقي والصحيح، وتقدمنا بدعم إلهي ودون خوف، فإننا ننجح، لكن متى تحركنا بخوف ومبالغة في قدرات القوى العظمى ولجأنا إلى استخدام دبلوماسية الابتسام للعدو فإننا ننهزم.

لطالما كانت استراتيجية المقاومة الفعالة سبيلنا إلى تحقيق النتائج حتى الآن، في حين لم تتحقق دبلوماسية الابتسام أي نتائج. وقبل سنوات قال المرحوم، “هاشمي رفسنغاني”، لو نبتسم للغرب فسوف يبتسمون لنا في المقابل وسوف نحقق أهدافنا، لكننا رأينا كيف لم تتلقى دبلوماسية الابتسام أي إجابات، ولم يقتصر رد الفعل الغربي على ذلك، وإنما وضعوا أمامنا قضية “سلمان رشدي”، واصطنعوا البسمة، وعلت البسمة وجوه الكثيرون لإعتقادهم الخاطيء في دبلوماسية الابتسامة.

مع هذا مازال البعض يعتقد، حتى الآن، في فاعلية هذه الدبلوماسية، وأننا إذا ما ابتسمنا للغرب فسوف يبتسم لنا في المقابل (!!).. لكن قضية حاملة النفط الإيرانية، (غريس-1)، أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن استراتيجية المقاومة الفعالة تحقق الأهداف.

ونحن نأمل أن تنجح هذه التجربة في إيقاظ بعض السياسيين من غفلتهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب