26 أبريل، 2024 6:59 م
Search
Close this search box.

الإعلان عن الجاسوس الإسرائيلي .. محاولة إسرائيلية للتصعيد ضد إيران لاستخدامها انتخابيًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في سابقة هي الأولى من نوعها.. أعلنت “إسرائيل” عن اشتباهها بقيام أحد وزرائها السابقين بالتجسس لصالح “إيران”، فقد أعلنت الشرطة الاسرائيلية، الإثنين 18 حزيران/يونيو 2018، أنه تم توجيه اتهامات للوزير السابق، “غونين سغيف”، تتعلق بالاشتباه بتجسسه لصالح “إيران”.

وجرى تسليم “سغيف” عبر دولة أخرى لـ”إسرائيل”، والتحقيق معه خلال الأشهر الأخيرة في إحدى منشآت جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، (الشاباك)، السرية، وسابق الجهاز الزمن منعًا لكشف القضية قبل وصولها إلى نهاياتها، وفق وسائل إعلام عبرية، إذ إتخذ إجراءات أمنية غير مسبوقة؛ من بينها إطفاء كاميرات المراقبة خلال جلسات تمديد اعتقاله بالمحاكم الإسرائيلية.

التهم الموجهة إليه..

وفي التفاصيل؛ قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ إن “الوزير الجاسوس” تواصل عام 2012 مع السفارة الإيرانية في “نيجيريا”، وجرى تجنيده لصالح الاستخبارات الإيرانية، وعمل بعدها على مدار ست سنوات على جمع المعلومات الأمنية الحساسة لصالح الاستخبارات الإيرانية، من بينها مواقع منشآت إسرائيلية حساسة ومرافق اقتصادية مفصلية.

كما أقام علاقات بين مواطنين إسرائيليين يعملون في مجال الحماية والأمن والعلاقات الخارجية، وضباط مخابرات إيرانية قدمهم للإسرائيليين على أنهم رجال أعمال.

اعتقلته إسرائيل عن طريق غينيا..

جرى تسليم الجاسوس المذكور لـ”إسرائيل”، في شهر آيار/مايو الماضي، بناءً على مذكرة اعتقال إسرائيلية، بعد محاولته دخول دولة “غينيا” الإستوائية في إفريقيا، واعتقل لدى “الشاباك” فور وصوله المطار في “تل أبيب”، وأحتُجز في موقع سري دون الكشف عن هويته مع وجود حراسة مشددة عليه خشية محاولته الانتحار.

بينما جرى التكتم على هويته خلال نقله للمحكمة في “ريشون لتسيون” لتمديد اعتقاله، إذ جرى تمديد اعتقاله خلال ساعات الليل المتأخرة منعًا لكشف هويته، وتم إلباسه ملابس تنكرية كالقبعة والنظارات وغيرها لنفس الغاية.

وشكّل الكشف عن القضية صدمة كبيرة في الأوساط الشعبية والرسمية الإسرائيلية، إذ يُعتبر أرفع شخصية إسرائيلية يتم اتهامها بالتجسس الخارجي منذ إقامة الكيان.

من هو ؟

و”سغيف” حاصل على شهادة دكتوراه في الطب، وخدم في الجيش ووحدات قتالية، وفي عام 1995 عُيّن وزيرًا للبنى التحتية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق، “إسحاق رابين”، وكان عضوًا في المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت”، الذي أقر في حينها اتفاقيات “أوسلو”.

في حين أنهى، “سغيف”، حياته السياسية نهاية التسعينيات، واعتقل عام 2003 بتهمة الإحتيال وسرقة بطاقات ائتمان، كما اعتقل فيما بعد بتهمة تهريب المخدرات الخطرة وتزوير جوازات سفر وحُكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات.

أخطر عملية تجسس في إسرائيل..

الأحزاب اليمينية الإسرائيلية هاجمت “الوزير الجاسوس”، وقالت إن بعض أعضاء “الكابينت” غير مؤتمنين على مصير “الدولة”، وأن هكذا عضو كنيست وعضو “الكابينت” كان يعرف غالبية الأسرار الغامضة للكيان، وأن اكتشافه يعد أخطر عملية تجسس في تاريخ “إسرائيل”.

جهود “نتانياهو” لإنشاء ملفات مزيفة ضد إيران..

في أول رد فعل رسمي من قبل النظام الإيراني على هذه القضية، نفى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “محمد باقر نوبخت”، الثلاثاء في مؤتمر صحافي بطهران، وجود علاقة بين بلاده والوزير الإسرائيلي السابق، “غونين سغيف”، المتهم من قبل “الشاباك” بالتجسس لصالح “إيران”.

وذكرت وكالة أنباء (إيسنا) الإيرانية، أن “نوبخت” أحد المساعدين البارزين للرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قال إن هذه الإدعاءات يجب تجاهلها.

وأضاف أن النظام الصهيوني يستخدم كل أداة لإلقاء اللوم على “جمهورية إيران الإسلامية”، وأنه ليس من الواضح ما الهدف من هذه الإدعاءات، لكن يجب تجاهلها.

وتابع؛ أن النظام الصهيوني يشتهر بتزوير الملفات ضد “إيران”، وبعد إنتهاك الاتفاق النووي الإيراني من قبل الحكومة الأميركية، أطلق مؤخرًا جولة جديدة من “الإيرانوفوبيا”، وقد قام الخبراء بتقييم هذا الاتهام ضد “سغيف” كجزء من جهود “نتانياهو” لإنشاء ملفات مزيفة ضد “إيران”.

قد يواجه حكمًا بالإعدام..

حول ما يمكن أن يواجهه “سغيف”؛ قال مسؤول في “وزارة العدل الإسرائيلية”، إن “سغيف” المتهم بالتجسس لصالح إيران، قد يواجه حكماً بالإعدام.

وقالت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، إن “التهم التي أُعلنت، الإثنين، حول تورط الوزير سغيف في التجسس ضد إسرائيل لصالح إيران، تضعه في مواجهة عقوبات أكبر من السنوات الثلاث التي قضاها في السجن قبل عقد من الزمن”.

وأكدت الصحيفة، على أنه إذا أُدين “سغيف” بتسليم معلومات لإيران، فقد يواجه عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.

وقالت رئيسة منظمة “شورات هدين” مركز القانون الإسرائيلي غير الحكومي، “نيتسانا درشان ليتنر”: “يواجه سغيف عقوبة بالسجن مدى الحياة أو عقوبة إعدام على جريمة مساعدة العدو في وقت الحرب، وما بين 15 عاماً والسجن مدى الحياة للتجسس”.

ورغم أن عقوبة الإعدام غير معمول بها في إسرائيل، إلا أن الوزير مهدد بها نظرياً، ليلحق بالمتهم الوحيد الذي أعدمته إسرائيل فعليًا، النازي الألماني السابق، “أدولف أيشمان”، في 1962.

ويشار إلى أن الوزير “سغيف” إنضم، بعد اتهامه، إلى قائمة إسرائيلية طويلة تضم عشرات المسؤولين الكبار من مختلف المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية والبرلمانية؛ اتهموا بالخيانة منذ إقامة إسرائيل لصالح عشرات الدول الأجنبية، خاصةً “الاتحاد السوفياتي السابق، والولايات المتحدة، ومصر”.

حرب بالوكالة..

وتخوض إسرائيل، منذ فترة طويلة، حرباً خفية مع عدوها اللدود، “إيران”، التي تدعم إسلاميين مسلحين في “قطاع غزة” و”لبنان”، كما يُعتقد على نطاق واسع أن برنامجها النووي تم استهدافه مراراً من قبل مخربين إسرائيليين.

وقالت “إسرائيل”، في كانون ثان/يناير الماضي، إنها اكتشفت خلية فلسطينية يشتبه بأن ضباطاً بالمخابرات الإيرانية في جنوب لإفريقيا قاموا بتجنيدها.

كيف يقرؤه المتابعون ؟

المتابعون للشأن الإيراني يقرأون خبر إعلان إسرائيل عن وجود جاسوس إسرئيلي لصالح “إيران” بأنه:

1 ـ الصراع الداخلي الإسرائيلي بين الأجنحة، خاصة قبل الانتخابات المبكرة المحتملة التي من المفترض أن تتم في خلال أسابيع قليلة.

2 ـ هشاشة الدولة العبرية وإمكانية اختراقها من أجهزة المعلومات في الإقليم، على اعتبار صحة الخبر.

3 ـ رغبة إسرائيل في مواصلة التصعيد مع “إيران”، وتمكين الرأي العام الداخلي من أسباب العداء، إذ تجند “إيران” العملاء وتحاول زعزعة استقرار الداخل وتهديد الأمن القومي لتل أبيب، وهو مسوغ جيد في تلك الحالة.

4 ـ تقديم وزير سيء السمعة ككبش فداء لعلاقات خفية بين “تل أبيب” و”طهران”، مع احتمالات أن يتم استغلال تلك الورقة في الصراع الداخلي طبعًا للمنحى الأول.

ويرى دكتور “محمد مجاهد الزيات”، المتخصص في الشأن الإيراني، أنه في تقديره أن القبض على شخصية إسرائيلية بهذا المستوى واتهامها بالتجسس، ولإيران بالتحديد، تعتبر سابقة تستحق الاهتمام لأن إسرائيل لم تكن تكشف عن عمليات الاختراق المخابراتي لها إلا بعد سنوات؛ حتى تبقى الهالة الكبيرة لأجهزة مخابراتها، ويكون ذلك فى إطار الردع النفسي للخصوم.

واعتبر أن الحادث الأخير يشير إلى أن “إيران” تمتلك أذرع مخابراتية لها قدراتها، وهو ما يحتاج إلى تفهم عند تقييم القدرات الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب