7 أبريل، 2024 2:15 م
Search
Close this search box.

“الإعلام الاجتماعي” .. كيف استخدمته الحكومات في حشد الدعم المحلي والدولي لسياساتها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لعبت وسائل الإعلام الاجتماعية دورًا ذا أهمية في سياسة الشرق الأوسط، منذ ربيع عام 2011. وسعت جهات فاعلة تابعة لدول مثل “إيران” و”السعودية” إلى استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للتأثير على الخطاب في الداخل وتقويض منافسي الخارج.

ولكن؛ كيف سيكون هذا العصر الذي تحكمه جيوش المعارضة الإلكترونية وتهكمات “الإنترنت” ؟

الأنظمة الاستبدادية فشلت في السيطرة عليها..

ترى مجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية؛ أنه في الوقت الذي تهيمن فيه الحروب على “سوريا” و”اليمن” على عناوين أخبار الشرق الأوسط، في السنوات الأخيرة، بدأ الرأي العام العالمي يهتم على مستوى جديد بالجهات الفاعلة الإقليمية المشاركة في هذه الصراعات.

تعتبر المجلة الأميركية أن وسائل الإعلام الاجتماعية هي من بين المؤثرين الرئيسيين لهذا الرأي العام، حيث أحدثت تحولات جذرية في الاتصالات العالمية، والطريقة التي تشارك بها مجتمعاتنا المعلومات والأفكار.

وتؤكد (ناشيونال إنترست) أن إدارة الإعلام الاجتماعي هو عمل موازٍ للأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط، التي سعت إلى السيطرة على الخطاب المحلي عبر “الإنترنت” من التأثيرات الخارجية وحمايته، بينما تسعى إلى استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للتأثير على الرأي العام الدولي.

وعلى سبيل المثال؛ تجربة “إيران” التي تعتبر أن وسائل الإعلام يمكن استخدامها كشكل من أشكال الغزو الثقافي من الخارج، من أعداء “إيران”، لكنها أدركت دائمًا قوة وسائل الإعلام لدفع جدول أعمالها قدمًا.

وجلبت وسائل الإعلام الاجتماعية الأمل، في البداية، إلى الشرق الأوسط، حيث خلق “الربيع العربي”، الذي نتج جزئيًا عن خطاب “الإنترنت”، انفتاحًا جديدًا، سمح بانتقاد الحكومات الأوتوقراطية التي كانت في السابق غير قابلة للطرح في نقاشات رأي العام، وكان وقتها فضاءًا مختلفًا ولم تكن الحكومة قادرة على التحكم به بشكل دقيق، كما تفعل مع وسائل الإعلام الأخرى، وكان منصة للثورة المضادة.

استخدام الدولة للإعلام الاجتماعي..

حينها؛ أدركت الحكومات أنه يجب أن تكون لها أيضًا جيوش من المتهكمين والمؤثرين، الذين بإمكانهم إيصال توجهاتها لحشد الدعم المحلي والأجنبي لسياساتها. وبالفعل استطاعت “إيران” أن تقلب المائدة على “السعودية” في “اليمن” بتشتيت الرأي العام عن مشاركتها في الحرب؛ وتسليط ضوء أكبر على الصراع باعتباره كارثة إنسانية تقوم بها خصمها، “السعودية”. كما بررت تدخلها في “سوريا” لهدف القضاء على الارهاب، وليس دعم نظام الرئيس، “بشار الأسد”.

تعكس دائمًا، وسائل الإعلام الاجتماعية المدعومة من الدولة، فكرة تهديدات الإرهاب وتضم تلك الحملات صورًا عنيفة لمقاتلي (داعش)، والجنود الشهداء الذين يقتلهم المتطرفون، فيما تنشر الصور الرسمية لقادة إيرانيين لتوفير جو من القوة والاستقرار.

وعلى النقيض من ذلك؛ ظلت وسائل الإعلام المهتمة بالتدخل في “اليمن” تركز على دور “المملكة العربية السعودية” ودور “الولايات المتحدة” بشكل غير مباشر في إدامة أزمة إنسانية داخل البلد الفقير. وقد خلقت “إيران” طيفًا سياسيًا عن الحرب في “اليمن” يستحق الشجب من الناحية الأخلاقية، ويندد بدور “المملكة العربية السعودية” في النزاع. ومن خلال توظيف صور مروعة عن الحرب هناك، تستخدم “إيران” وسائل الإعلام عبر “الإنترنت” لتقديم وجهة نظرها حول الصراعات في “سوريا” و”اليمن”، وبذلك فهي تشارك في الحروب من عدو أوجه مختلفة ولا تقتصر على الناحية العسكرية فقط.

وتشرح المجلة الأميركية أن هناك منظمات كبيرة تدير وسائل الإعلام الاجتماعية إلى الحد الذي أصبحت من خلاله “أداة الحكومة”، وقد وضعت “إيران” الكثير من مواردها في جيوش “الإنترنت”، للتأكيد على رسالاتها السياسية ونجح ذلك في حالة “سوريا”.

على جانب آخر؛ نجحت (الجزيرة)، كوسيلة إعلام، في لعب دور حاسم في “الربيع العربي”، ولكنه سرعان ما تلاشى بفعل المنافذ التي تسيطر عليها الدولة.

وتُعد السيطرة على الخطاب العام في الشرق الأوسط؛ أداة غير كاملة في حد ذاتها، على سبيل المثال، يتم تخفيض سرعات “الإنترنت” في “إيران” بشكل مصطنع، وتقوم السلطات بالفلترة ومحاولة حظر الأشياء، ولكن جهودها تتلاشى وتتضاءل اعتمادًا على الإتجاهات الحالية والمناخ السياسي، ويستمر المواطنون في الإلتفاف على الرقابة مع الشبكات الإفتراضية الخاصة، (VPN)، والتي تتيح فتح المواقع المحظورة لمحتواها السياسي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب