8 أبريل، 2024 5:35 ص
Search
Close this search box.

الإرهاب والطائفية .. تعددت الاسباب ويبقى لغز إراقة دماء العراقيين بالخارج مغلقاً

Facebook
Twitter
LinkedIn

ثلاثة قتلى عراقيون سالت دماؤهم على الأرض في “السويد”.. ربما لأسباب طائفية، بينهما أثنان لم يُعرف أثر لمن قتلهما، ورابع قُتل في ألمانيا لأسباب طائفية أيضاً، وخامس غدر في شوارع “لندن” بسكين باردة لأسباب عرقية.. كل هذه الجرائم تعرض لها العراقيون خارج وطنهم في الفترة من تشرين أول/أكتوبر 2016 إلى آذار/مارس 2017.. فلماذا أصبح العراقيون مستهدفين وهم المسالمون خارج أوطانهم؟

زرع الطائفية
إن قتل المواطن العراقي الذي ترك بلده وأهله وتاريخه وثقافته لكي يندمج “مجبراً” بمجتمعات جديدة، ليس من السهل التكيف معها، يثير تساؤلات وتخوفات حول وجود من يستهدف أبناء الرافدين في الخارج، إذ أن الإنتشار في تنفيذ مثل هذه الجرائم بحقهم خارج الوطن يؤكد على أن الطائفية التي هربوا منها، على يد حكام ومسؤولين مستبدين، لازالت تطاردهم في مجتمعات يفترض فيها الرقي والتحضر واستيعاب كل آخر مختلف، وأن هناك من يغذي هذه الأفكار المتطرفة خارج العراق وهناك من وجد له موطئ قدم لزرع الطائفية.

فماذا فعل “علي جواد المحمداوي” صاحب العشرين عاماً ليقُتل على يد أفغاني في “ألمانيا”، فقط لأنه شيعي ؟.. لماذا يذهب دمهُ هدراً وهو الذي أستغاث وأبلغ السلطات في برلين مراراً من أن هناك أفغاني إرهابي يهدده دوما بالذبح فقط لأنه شيعي، أو يحدث هذا في ألمانيا بلد التعددية والثقافات المتنوعة؟.. كيف للطائفية أن تطل برأسها هناك؟

غموض السويد
أما في “السويد” ذلك البلد الأوروبي الذي عرف بإستقبال نحو 200 ألف لاجئ عراقي ولطالما تغنى العراقيون بحسن إستقبالهم فيه، صدم العراقيون فيه فور مقتل “لافين إسكندر” المدرس العراقي صاحب العشرين عاماً بالسيف في مدينة (ترولهتان) السويدية، فقد قتل الرجل بشرف بعد محاولته التصدي للإرهابي الذي هاجم المدرسة وتمكن من قتل لافين وصديقه الصومالي وجرح معلمة أخرى.

الصدمة في السويد مستمرة، إذ قتل “أحمد نجم عبيد المرعبي الذبحاوي” صاحب الستة عشر عاماً رمياً بالرصاص في الصدر والرأس داخل مدينة مالمو بالسويد، وهنا نجح المنفذون بالفرار، بينما قتل “رامي علاء الأمامي” طبيب أسنان صاحب الـ25 عاماً أمام منزله في السويد بطلاقات نارية.. وكالعادة مؤخراً لم تتمكن السلطات السويدية من إلقاء القبض على الجناة!.. فهل أصبح إستهداف العراقيين نهج في أوروبا؟.. أم أن هناك من يحاول طرد العراقيين خارج أوروبا؟

إن إستهداف العراقيين في أوروبا لم يعد يجدي الصمت عليه، فقد دفع الكاتب العراقي “أمين ناصر” إلى تناول تلك الجرائم من منظوره الخاص ليدق ناقوس الخطر في الرابع من آذار/مارس 2017، عبر حسابه الشخصي على “فيس بوك”، متحدثاً كذلك عن “محمد سوادي البدري” صاحب الإثنين وأربعين عاماً – متزوج ولديه فتاة واحدة – وصل بالتسعينيات إلى “لندن”، وفي نهاية شباط/فبراير 2017 كان برفقة إبنته في (هاروا) الساعة السابعة مساءً، ليتعرض له شخص بسكين من الخلف حتى وصلت السكين لجزء من القلب ونقل الى مشفى (ست مري) وبقي هناك حتى الساعة الثالثة فجراً، ليفارق الحياة بعد ذلك جراء كثرة الطعنات.

إستهداف مستمر
من يتابع تعرض العراقيين للقتل في أوروبا يؤكد على أن الأمر سيستمر طالما ليس هناك تدخل قوي وحماية دبلوماسية بشكل كبير تتخذ إجراءات دولية على الأقل تنذر سلطات تلك الدول وتلفت نظرهم إلى أن إجراءات الأمن لديهم لم تعد على مستوى السمعة الطيبة لدول أوروبا الآمنة.. فالجرائم وقعت في “ألمانيا والسويد ولندن”، وقبلها في 2012 نتذكر تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها مهندس عراقي هو مهندس طيران أقام في بريطانيا قبل الحادث بـ11 عاماً، وهو “سعد الحلي” كان عمره وقت الحادث 50 عاماً، عثروا عليه قتيلاً برصاصة في جبينه مضرجاً بدمه عند مقود السيارة، وهي “بي.إم.دبليو” بلوحة أرقام بريطانية، وفيها عثروا في المقاعد الخلفية على زوجته، وهي بعمره تقريباً، بجانب سيدة قتيلة مثلها وعمرها 77 سنة، والجميع قضوا قتلاً برصاص في الرأس.. كما تم العثور معهما على جوازي سفر: أحدهما سويدي والآخر عراقي.

وقتل المهندس العراق وعائلته قرب بحيرة “آنسي” في منطقة “سان جوريوز” بالشرق الفرنسي التابع لمنطقة الألب السياحية عند الحدود مع سويسرا، حيث كانت العائلة تقضي عطلة مدتها 10 أيام في مخيم سياحي هناك، ويبدو أنها رغبت في جولة بالسيارة في الجوار الجبلي المعروف بطرقاته الضيقة، فتعرضت لهجوم مباغت من قاتل محترف إستطاع إصابة الجميع برصاص قاتل في الرأس.

أوروبا تطرد اللاجئين
هل هي رسالة بأن أوروبا لم تعد آمنة أو مُستقبِل مرحب باللاجئين العراقيين، خاصة إذا ما تابعنا النبرة المتصاعدة في 2016 و2017 بوسائل الإعلام الأوروبية وتصريحات المسئولين هناك بضرورة وضع حد لمشكلة اللاجئين بأوروبا وإعادة الكثير منهم إلى بلدانهم الأصلية بعد إنتهاء الحروب أو مسببات التهجير، ويكفي ما صرحت به المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” في زيارتها لمصر بالثاني من آذار/مارس 2017، من ضرورة إيجاد حل لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا بل وإعادة الكثير منهم إلى بلدانهم أو أي بلد عربي قد يصلح لإستقبالهم ودعت مصر لتبني هذا الموقف!

مجرد أوراق
بالتأكيد العرب بوجه عام والعراقيون على وجه الخصوص ليس في ظهرهم كتيبة دبلوماسية فاعلة على الأرض تتحرك وراءهم وتتابع أوضاعهم في “الغربة” وتأتي بحقهم.. فلسنا من يملك جواز سفر تتعهد الدولة على صفحاته بحماية مواطنيها بل وتحرك له جيوشها البحرية والبرية والجوية من أجله على أي بقعة على الأرض، فجوازات سفر العرب عامة، والعراقيين خاصة، مجرد أوراق للعبور وعلينا فقط أن نشعر بالإمتنان لأنهم وافقوا على إستقبالنا على أراضيهم!

كيانات ضغط
إن العراقيين عليهم وسط هذه الإستهدافات أن يشكلوا كيانات ضغط في أوروبا، يعتمدون فيها على أنفسهم لا على مسؤوليهم أو حكوماتهم – المشغولة بغيرهم – يتحركون من خلالها مع المنظمات مدنية في أوروبا بل ويتواصلون عبرها مع المسؤولين في السلطات الأوروبية بكل دولة على حدة بل وعليهم طلب المشاركة بفاعلية في إجتماعات أسبوعية أو على الأقل شهرية لمتابعة شؤون جميع العراقيين في كل مدينة على حدة ثم إجتماعات ربع سنوية أو نصف سنوية للتواصل، ومتابعة شؤون العراقيين في جميع المدن بالدولة مع تواجد مسؤولين بأعلى السلطات التنفيذية في كل بلد.. فالمشاركة تضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم وليعرف من يستهدفهم أن لهم ظهير مجتمعي وحكومي بالبلد الذي يعيشون ويتعايشون فيه قادر على حمايتهم ويتابعهم أولاً بأول.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب