15 نوفمبر، 2024 11:41 م
Search
Close this search box.

“الأيام” الإيرانية تحاول فك .. لغز “الصدر” في العراق !

“الأيام” الإيرانية تحاول فك .. لغز “الصدر” في العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تشهد الأجواء السياسية العراقية، الملوثة يوميًا، المزيد من الأحداث الجديدة في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية. ويترقب المراقبون السياسيون، بعد استقالة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، تقديم رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، خيار جديد للمنصب، وفي غضون ذلك لا يمكن تجاهل عدم رغبة تحالف (سائرون) بقيادة، “مقتدى الصدر”، في مسار التطورات السياسية بـ”العراق”.

والحقيقة أن البرلمان وافق، في جلسة طارئة، بحضور أكثر من ثلثي الأعضاء على استقالة، “عبدالمهدي”، من رئاسة الحكومة الفيدرالية، وبعده بيومين خاطب رئيس البرلمان، “محمد الحلبوسي”، بشكل رسمي، “برهم صالح”، رئيس الجمهورية، وطلب إليه تقديم مرشح للمنصب يستطيع، في غضون 15 يومًا، تشكيل حكومة جديدة، وتنتهي هذه المهلة بنهاية الأسبوع الجاري.

في غضون ذلك؛ لم يقدم تحالف “سائرون”، (باعتباره التحالف البرلماني الأكبر)، أي إشارات إيجابية تتعلق بتشكيل حكومة جديدة. وقد أعلن مكتب، “مقتدى الصدر”، بتاريخ 14 كانون أول/ديسمبر الجاري، إغلاق كل المؤسسات المحسوبة على التيار مدة عام باستثناء مرقد، “محمد صادق الصدر”، و(سرايا السلام).

والسؤال الآن: لماذا يتخذ “الصدر” هكذا خطوة في ظل الأجواء الراهنة ؟.. بحسب صحيفة (الأيام) الإيرانية الإصلاحية.

تحالف “سائرون” مستمر في العمل..

يتساءل الكثيرون عن مستقبل تحالف (سائرون) بقيادة، “الصدر”، في البرلمان؛ بعد إغلاق مقرات التحالف.

وفي هذا الصدد؛ أكد العضو البرلماني، “سعد مايع”، استمرار نشاط كتلة (التيار الصدري) البرلمانية رغم القرار الأخير. وأعلن في حوار مع وكالة الأنباء العراقية الرسمية، (واع): “نرتبط باعتبارنا فرع عن (التيار الصدري) بشكل مباشر مع مكتب السيد، الصدر، وسوف نستمر في فاعلياتنا”.

وتعليقًا على مسألة اختيار رئيس وزراء جديد؛ قال: “لم تنتهي حتى الآن المهلة القانونية لاختيار رئيس وزراء جديد، ويمتلك تحالف (سائرون) باعتباره الكتلة الأكبر رؤية واضحة، تقوم على ترك عملية انتخاب رئيس الوزراء للمتظاهرين”.

تحول في نظرة “الصدر” للتطورات..

أولاً؛ يجدر الإنتباه إلى مسألة إعتراف السياسيون العراقيون تدريجيًا، وفي المقدمة، “مقتدى الصدر”، والذين دعموا المتظاهرين إبتداءً، بتحول المظاهرات الشعبية المشروعة عن الحالة السلمية بسبب أيادي خفية وتدخل العناصر الأجنبية.

والجدير بالاهتمام؛ أن قرار إغلاق المؤسسات المحسوبة على (التيار الصدري)؛ تزامن مع محاولة استهداف سيارة “جعفر الموسوي”، المتحدث باسم (التيار الصدري) في “بغداد”. فضلاً عن عملية إعدام بعض المحسوبين على المتظاهرين للشاب، “هيثم علي إسماعيل”، بشكل وحشي في ميدان “الوثبة”.

كما تعرض مقر إقامة “الصدر” نفسه، في “الحنانة”، للهجوم بطائرات مُسيرة، بتاريخ 7 كانون أول/ديسمبر الجاري.

ويبدو في ضوء ما تقدم أن “الصدر” وغيره من الشخصيات السياسية؛ بات يدرك أن الاحتجاجات الشعبية بصدد التحول إلى اضطرابات. ومع أن “الصدر” توقع، في البداية، أن يزيد بقيادة مسار الاحتجاجات من قدرات (التيار الصدري)، لكنه اكتشف أنه لا يمكن لأي تيار المحافظة على مكاسبه بمنأى عن غضب وحقد عملاء الأجانب، بعد تحول الاحتجاجات إلى العنف والاضطراب.

الآن يبدو أن “الصدر” قد أقتنع أخيرًا بأن استمرار الاحتجاجات لن يدعم مكاسب التيار السياسية، وربما يكون (التيار الصدري) ضحية هذا المسار مستقبلاً.

مراجعة النظرة إلى المحتجين..

من الأحداث التي تحولت، خلال الفترة الأخيرة، إلى صداع بالنسبة للأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية في مواجهة الاحتجاجات، إنضمام عناصر (سرايا السلام)، المحسوبة على (التيار الصدري)، إلى صفوف المتظاهرين.

والواقع أن “مقتدى الصدر”؛ كان قد وجه قواته العسكرية بالتواجد بين المحتجين بدعوى حمايتهم من عمليات القتل المحتملة. وقد انتقدت الأجهزة الأمنية عدة مرات، هذه المسألة وأعلنت الشرطة العراقية أن (سرايا السلام) تتسبب في إغلاق الطرق بدلاً من المحافظة على المحتجين.

الآن وبعد التطورات العراقية الجديدة؛ يبدو أن عناصر (سريان السلام) وغيرها من العناصر المحسوبة على “الصدر” قد أضحت هدف مثيري الشغب.

وفي ضوء هذه التطورات الجديدة؛ يبدو أنه لا مفر للسيد، “مقتدى الصدر”، والعناصر المحسوبة عليه، سوى الانفصال عن مثير الشعب في المشهد السياسي للاحتجاجات، وربما يكون إغلاق المقرات بداية انسحاب عناصر (سرايا السلام) من بين المحتجين. وبات “الصدر” يقبل حقيقة أنه لا فائز من استمرار الأزمة في شكل الاضطرابات، وأن الجميع سوف يخسر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة