23 أبريل، 2024 4:02 م
Search
Close this search box.

الأكراد والجمهورية الإيرانية و”مصيدة العنف” .. من يدفع الآخر ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

هدية لـ”إردوغان” أم بالونة إلهاء..

تزامن تنفيذ حكم الإعدام فى ثلاثة مساجين سياسيين “أكراد”، مع قصف “الجمهورية الإيرانية”، بالصواريخ، مقرات حزبي “الديمقراطي الكُردستاني”، (حدك)، و”الديمقراطي الكُردستاني الإيراني”، (حدكا).. وقد صنف عدد من المحللين الإعدامات والهجمات ضد “الأكراد”؛ تحت بند الهدية الإيرانية للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، على زيارته الأخيرة إلى “طهران”.

بينما رآها البعض الآخر؛ كأداة استعراض للقوة الإيرانية وذريعة لتشكيل موجة من الاعتراضات المسلحة في “كُردستان”، ومن ثم القمع العسكري والأمني للجواء والتغطية الإعلامية على الأزمات الاقتصادية والسياسية للحكومة. بحسب ما نشره الموقع الإخباري التحليلي (زيتون) الإيراني المعارض.

ورغم تزامن هذه الأحداث؛ مع مظلومية المساجين المحرومين من حقوقهم القانونية الأساسية، وبث شعور الإحتقار ضد “الأكراد”، مع هذا لم يسقط “الأكراد” في “مصيدة العنف”، واكتفوا فقط بالإضراب العام.

حيث يعكس إضراب معظم مدن “كُردستان إيران”؛ والعطلة الملموسة في السوق ومشاركة معظم النقابات، فشل السياسات الحكومية النسبي لإرهاب مواطني الدرجة الثانية، (الأكراد).. من جهة أخرى، فإن رد فعل “الأكراد” المدني على تعامل “الجمهورية الإيرانية” التحفيزي والعنيف والداعي للعنف، هو نموذج مدني للمقاومة والفعل الممكن في الفضاء الإيراني حاليًا، وسبيل للحركات الاعتراضية والمطالبين بالحرية في “إيران”..

درس على “الأكراد” استعابه..

علاة على الأحزاب الكُردية، إنضم الكثير من النشطاء المدنيين والسياسيين والاجتماعيين إلى الإضراب، وقد وجهوا الدعوة، عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، الجماهير للمشاركة في الإضراب. والطبيعي أن تسعى كل من هذه الفئات السياسية والاجتماعية لأن يكون نصيبها في هذه الدعوة أكثر أهمية وتأثيرًا، وربما مصادرة إنجازات هذا الإضراب لصالحها. لكن ليت هذه الفصائل تتعلم المدنية والسلم من سلوك المواطنيين والنشطاء المدنيين.

لاسيما وأنها فرصة للأحزاب الكُردية كي تعيد النظر في سياساتها المسلحة خلال السنوات الأخيرة، وأن تؤمن أنها لن تنال في ميدان الحرب المسلحة ضد “الجمهورية الإيرانية” سوى الهزيمة، ليس فقط من منظور التسليح، وإنما من حيث الخطاب أيضًا، وأن النتيجة لن تكون سوى الانفصال واتساع الهوة عن الجماهير.

كشف زيف “إيران لكل الإيرانيين”..

رد الفعل الشعبي السلمي أفشل عنف السلطة. واتضح دور وخطاب الأصوليين. فلم يتجرعوا الهزيمة فقط؛ وإنما الخجل لخطابهم وشعاراتهم الانتخابية.

هذا؛ وقد إلتزمت جميع الأحزاب والنشطاء السياسيين الإصلاحيين الصمت مؤخرًا حيال العمليات الجائرة لـ”الجمهورية الإيرانية” ضد “الأكراد”، ولم تفشل فقط إستراتيجية الاتهام بـ”الإرهاب”، وإنما الشعور بالخجل من دعوات الديمقراطية وشعارات “إيران لكل الإيرانيين” في خطاب الإصلاحيين.

وربما أمكن تجاوز الاتهام بالإرهاب والهزيمة، ولكن لا يمكن إطلاقًا تجاوز الشعور بالخجل إلا بالاعتذار. وعلى فرض أن هذه الجمعة، هي جمعة الانتخابات الرئاسية، فأي إصلاحي قد يستطيع السفر إلى “كُردستان” ليلة الانتخابات ويرفع رأسه ويرفع شعار “إيران لكل الإيرانيين” ؟!!

الدفع نحو “مصيدة العنف”..

يقول علماء الاجتماع، إن الحركة السلمية قد تتحول إلى حركات مسلحة، وستقع المسؤولية الأساسية والأولية لهذا التحول على عاتق الحكومة، التي حصلت على شرعيتها من الشعب، إذًا يجب على الحكومة تبني سياسة تغيير المؤسسات والقوانين لتلبية مطالب الحركات الاعتراضية.

وهي ليست المرة الأولى التي تتبنى فيها الأقليات الإيرانية سلوكًا سلميًا حيال العنف المركز. وللأسف لطالما أثبتت التجارب التاريخية فشل وتبديل وتحول هذه الحركات. لكن كان الأمل معقودًا على وقف إدارة العنف الحكومي والتماهي الضمني الإصلاحي مع آلة الرعب، ومن جهة أخرى أن يعلم نشطاء هذه الحركات أن السقوط في “مصيدة العنف” هو أمل الحكومة لإتخاذه كذريعة للقمع.

وليس ببعيد أن يصنف المؤرخون وعلماء الاجتماع، المحسوبين على الحكومة، إضراب “كُردستان” الحالي بالسلوك الإرهابي الداعشي، ومن ثم تصديق أنفسهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب