12 مارس، 2024 7:30 م
Search
Close this search box.

“الأصفر الهادي” وموسيقى الشارع .. فنانين كافحوا المخدرات والأستبداد فأضطهدتهم مافيا طهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بينما تُعرف الموسيقى في الكثير من دول العالم بـ “الفن الراقي”، بحيث تحولت في السنوات الأخيرة إلى أكثر المهن إقبالاً، لكن نمو الموسيقى في إيران يواجه يومياً الكثير من العقبات.

انتشر في إيران مؤخراً عزف الموسيقى بالشارع، وتعتبر “موسيقى الشارع” إلى جانب “موسيقى المخابئ” محظورة قانونياً ويترتب عليها عقوبات. وبصمود الفنانين العاملين في هذا الحقل الفني، تمكنت “موسيقى المخابئ” من البروز بشكل علني وانتشرت في شكل موسيقى الشارع، والتي يتطلب القضاء عليها أدوات وأجهزة قمعية كثيرة. وحالياً تنتشر الفرق على إختلاف أساليبها الفنية في الكثير من شوارع طهران والمحافظات تعزف وتغني.

وقد أنتظم عزف الموسيقى في الحدائق العامة من جهة، وتسيير الجولات التي تطوف إيران للعزف في الشوارع، جنباً إلى جنب للعمل على انتشار ورواج موسيقى الشارع بإيران باعتبارها نشاطاً فنياً.

من هذه الفرق يمكن الإشارة إلى فرقة “الأصفر الهادي”، التي أسسها الأخوان “ݒدرام” و”ݒيام ملكوتي” بصحبة آخرين، ومؤخراً ورد اسم هذه الفرقة مراراً بوسائل الإعلام. وكانت هذه الفرقة قد أنتقلت قبلاً من إيران، ونشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لرجال الشرطة يسيؤون القول إلى فرقة موسيقية بإحدى الحدائق.

يقول “ݒيام وݒدرام”: “هذا التعامل الأمني السيء لم يكن الأول ولن يكون الأخير مع فرقة (الأصفر الهادي)”. لذا فقد أجرت صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة حواراً مع الفنانين “ݒدرام” و”ݒيام ملكوتي” مؤسسي فرقة (الأصفر الهادئ) للوقوف على مشاكلهم…

“موسيقى الشارع” كانت معدومة وأصبحت مطاردة في إيران..

“كيهان لندن”: متى بدأتم العزف .. وما كان اسم أول فرقتكم ؟

“الأصفر الهادئ”: ولدنا لأسرة موسيقية، ومن هنا بدأت علاقاتنا مع الموسيقى.. أما عن اسم أول فرقنا فكان (الأصفر الهادئ).

“كيهان لندن”: كيف فكرتم في تأسيس فرقة موسيقى شوارع ؟

“الأصفر الهادئ”: أولاً: إنعدام موسيقى الشارع بإيران محسوس جداً. ثانياً: كنا نسعى في إثر أي شيء مباح في الكرة الأرضية وممنوع بإيران، وفي النهاية أتخذنا القرار أن نصنع النشاط الاجتماعي والثقافي الذي نريده ونقدمه في شكل موسيقى الشارع.

“كيهان لندن”: ما هو تعريفكم لموسيقى الشارع.. وكيف أثرتم أنتم أنفسكم في هذا المفهوم ؟

“الأصفر الهادئ”: لا نتبع أسلوباً خاصاً ونعزف “البوب والجاز والراك والراب والإینسترومنتال”، وكل الألحان التي عزفناها إلى اليوم تشمل كل هذه الأساليب، ويختلف ذوق الجماعات والأفراد حيال موسيقى الشارع في كل دول العالم والكل بدأ بشكل مستتر، لكن عموماً نحن نتصور أننا أثرنا بقدر من التطور والإنسجام في موسيقى الشارع بإيران، ونحن نفخر بذلك.

التحقيق من قبل جهة أمنية للتعرف عن ماهية اسم “الأصفر الهادئ”..

“كيهان لندن”: لماذا اسم “الصفر الهادئ” ؟

“الأصفر الهادئ”: أحد نقاط قوتنا تنبع من هذا الاسم، لأنه يحمل في نفسه عدة أوجه، الأول: يبعث المتلقي على التساؤل، وهذا بدوره يدفعه إلى التفكير بعمق في موسيقى الشارع والتركيز في ثقافتنا والإستماع لأصواتنا بشكل أفضل. ثانياً: الأصفر الهادئ مأخوذ عن سيارة “فولكس فاغن” صفراء اللون، كانت تسير ببطئ وقررنا القيام بجولتنا في إيران بهذه السيارة. وهنا أذكر أن النظام واجه مشكلة مع اسم مجموعة تحمل اللون الأصفر، وفي أكبر حفلات الشارع الإيراني بمدينة “رشت” ضغطت القوات الأمنية لتعرف صلتنا بالحركة الخضراء، (الحركة المؤيدة للمرشح السابق “مير حسين موسوي”، ونظمت مظاهرات عارمة في إيران إعتراضاً على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009)، بينما لا توجد أي صلة في الواقع.

“كيهان لندن”: عادة ما تتحدثون في برامجكم إلى المشاهدين وتتناولون مشاكلهم.. ما هو مصدر هذا القلق ؟

“الأصفر الهادئ”: مهمة الفنان بخلاف تقديم فنه، “الوعي، وإنتاج الثقافة، تناول مشكلات المجتمع، والبلاد، والشعب”، والتقدم في هذا المسار. وقد قدمنا ألحان عن التدخين والإدمان لم تعرض بسبب النظام والمافيا الإيرانية.

“كيهان لندن”: ما هي أبرز المخاوف والقلاقل التي نجحتم في طرحها حتى الآن ؟

“الأصفر الهادئ”: تتغيير المخاوف البشرية بحسب المرحلة الزمنية.. وقد طرحنا في إيران قضايا كـ”الإدمان، وإلقاء الزبالة بالأماكن العامة، حسن التعامل مع الآخرين، والرفق بالحيوان”، وتقديم موسيقى الشارع باعتبارها فن وليست شحاذة، وضرورة القراءة، إلى غير ذلك من المشاكل الأخرى.

“كيهان لندن”: لماذا يتحسس النظام من الفرق مثل “الأصفر الهادئ”.. هل بسبب الأنشطة المدنية والاجتماعية أم الفنية ؟

“الأصفر الهادئ”: ثمة أسباب كبيرة، لكن في البداية يجب القول إن الحكومة تعاني مشكلة مع الفن والفنانيين ما لم يكن فيما يخدم أهداف النظام، فترى النظام يرسم المنهج الفكري للشعب عبر الفن عند الحاجة مثل الدعوة للمشاركة في الانتخابات، أو القضاء على مشكلة أو التغطية على حدث ما مثل إنتهاك حقوق الإنسان. لكن إذا كان الفنان محب للوطن ومؤيد لحقوق الإنسان فإنه يستطيع توعية الشعب والفنان المخلص لحقوق الشعب خطير ويجب إقصاءوه بشتى الطرق، سواء بالجلوس في البيت، والتهديد، والسجن، أو الإجبار على الخروج من إيران وغيرها، ولأن نشاطنا اجتماعي ومدنى، وأجرينا من داخل إيران حوارات مع القنوات الفضائية، ونشرنا متى لزم الأمر إعتراضنا عبر الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، بدأنا نواجه تدريجياً المشكلات والضغوط والتهديدات وأجبرونا في النهاية على ترك إيران.

“كيهان لندن”: ألا تشعرون بالندم لمغادرة إيران بسبب نشاطاتكم ؟

“الأصفر الهادئ”: كل إيراني يحب الإقامة بوطنه، ونحن لا نشعر بالخجل لأن قلوبنا تنبض بإقرار حقوق الإنسان في إيران، وقد سعينا قدر أستطاعتنا لكن ما يحزننا أن تتحول دولة تتمتع بكل هذه الثروات والجمال إلى خراب ولا نستطيع أن نفعل شيئاً، وعلى جميع الإيرانيين الاتحاد وإتخاذ الخطوات لإنهاء هذا الحكم المعادي للإنسان والحيوان والطبيعة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب