19 أبريل، 2024 11:57 م
Search
Close this search box.

الأزمة “الجزائرية-المغربية” بداية وليست نهاية .. “المونيتور” : حينما تتحول إفريقيا إلى ساحة جديدة للصراع “الإيراني-الإسرائيلي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشر موقع (المونيتور) الإخباري الأميركي تقريرًا أعدَّه، “داني سيترينوفيتش”، ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، وباحث في معهد “أبا إيبان” للدبلوماسية الدولية، في “إسرائيل”، سلَّط فيه الضوء على الساحة التالية المحتملة للصراع على النفوذ بين: “إيران” و”إسرائيل”؛ القارة الإفريقية.

يستهل الكاتب تقريره؛ بالإشارة إلى إعلان وزير الخارجية الجزائري، “رمضان لعمامرة”، في 24 آب/أغسطس الماضي، أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع “المغرب”. ويبدو القرار الجزائري، للوهلة الأولى، مستقلًّا ونتيجةً مباشرة للعلاقات الشائكة التي تدهورت على مر السنين بين البلدين. ولكن “لعمامرة” نفسه؛ هو الذي قدَّم سياقًا أوسع اتَّهم فيه، “إسرائيل”، جزئيًّا بالتعاون مع “المغرب” ضد “الجزائر”.

ما وراء قطع العلاقات ؟

وأوضح “سيترينوفيتش”؛ أن “لعمامرة” أغضبه، من بين أمور أخرى، تصريح أدلى به وزير الخارجية الإسرائيلي، “يائير لابيد”، خلال زيارته لـ”المغرب”، في 12 آب/أغسطس، فقد قال “لابيد”، متحدثًا في مؤتمر صحافي عُقِد في “الدار البيضاء”، إنه يُشاطر نظيره المغربي، “ناصر بوريطة”، “بعض القلق بشأن دور الدولة الجزائرية في المنطقة، التي تتقارب مع إيران وتُشن حاليًا حملة ضد إنضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب”.

ولذلك، يمكن إمعان النظر في تطور قطع العلاقات هذا؛ إلى ما وراء مثلث: “إسرائيل والمغرب والجزائر”. وتقليديًّا، ترى “إيران”، في القارة الإفريقية؛ ساحة حيوية في كفاحها العالمي من أجل النفوذ. وتتنافس “إيران” على النفوذ مع “المملكة العربية السعودية”، ومع الغرب أيضًا، مستغلة المشاعر المناهضة للاستعمار في القارة السمراء. وسعيًا منها لبسط نفوذها في “إفريقيا”، أنشأت “إيران”، على مر السنين؛ بُنية تحتية من المساجد والمراكز الثقافية والشبكات الخيرية والمؤسسات التعليمية. وكانت “إيران” تُوظف هذه البُنية التحتية في بث الروح الثورية في جميع أنحاء القارة.

وبطبيعة الحال، بحسب ما يضيف الكاتب الإسرائيلي، فإن “إيران” ليست الدولة الإسلامية الوحيدة التي تسعى إلى تصدير الدين الإسلامي إلى “إفريقيا” وتدعم انتشاره هناك، وآية ذلك أن: “تركيا والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة” وبلدان أخرى؛ تعمل بطريقة مماثلة إلى حد ما.

ومع ذلك، فإن الجهود الإيرانية الرامية إلى اختراق “إفريقيا” تتضمن أيضًا عناصر أخرى، إذ يعتقد الخبراء أن “إيران” ووكلاءَها نجحوا في بناء شبكات التهريب والجريمة من خلال استغلال الهياكل السياسية الهشة في بعض البلدان الإفريقية، بل ربما بدعم من اللبنانيين في الشتات. ومن خلال هذه الشبكات أيضًا، يُزعم أن “إيران” تُجند عملاء محليين ينضمون بعد ذلك إلى القضية الدينية الإيرانية.

ويُلفت الخبراء إلى أدلة تُشير إلى أن (فيلق القدس) الإيراني، (من خلال الوحدة 400)؛ يُدرِّب ويُموِّل ويُسلِّح جماعات انفصالية عديدة في “إفريقيا” ويُوفِّر التدريب للجماعات الشيعية، من بينها “الحركة الإسلامية النيجيرية”. كذلك استغلت “إيران” علاقاتها مع بعض الدول الإفريقية لتجاوز العقوبات الاقتصادية التي فرضتها “واشنطن”.

سباق محموم..

وتطرَّق “سيترينوفيتش” إلى العلاقات الجيدة التي حافظت عليها “إيران” مع “الجزائر” لعقود من الزمان، واستمرار “طهران” في إعطاء الأولوية للعلاقات مع “الجزائر”، موضحًا أن كلا البلدين يدعمان محاولة جبهة (البوليساريو)؛ الحصول على الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، الأمر الذي يُسبب لهما خلافات مع “المغرب”.

وبالتوازي مع الجهود الإيرانية في القارة، عمَّقت “إسرائيل”، في السنوات الأخيرة؛ علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والتعاونية والأمنية في “إفريقيا”. ففي العام الماضي، على سبيل المثال؛ كانت “إسرائيل” تعمل على تطبيع العلاقات مع “السودان”. وفي خطوة حديثة، في 23 تموز/يوليو الفائت، قَبِلَ “الاتحاد الإفريقي”؛ إنضمام “إسرائيل” إليه بصفتها عضوًا مراقِبًا.

وكما ذكر “لابيد”، جاءت هذه الخطوة الأخيرة على الرغم من الجهود الجزائرية لمنعها. وقد أنضم كل من: “جنوب إفريقيا ونيجيريا”، وهما دولتان أخريان تنشط فيهما “إيران”، إلى الحملة، (غير الناجحة)، ضد قبول منح “إسرائيل” صفة عضو مراقب.

ولفت التقرير إلى أن الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، “إبراهيم رئيسي”، قال مؤخرًا إن: “الحكومة الإيرانية الجديدة ستكرس كل قدراتها لتعميق التعاون مع الدول الإفريقية”.

ورجَّح الكاتب الإسرائيلي؛ أن يركز “رئيسي” جهوده على تصدير “الثورة الإيرانية”، في “إفريقيا”؛ على عكس سياسات الرئيس الإيراني السابق، “حسن روحاني”. وعلاوةً على ذلك، يرتبط وزير الخارجية الإيراني الجديد، “حسين أمير عبداللهيان”، ارتباطًا وثيقًا بـ (الحرس الثوري)، وربما سيدعم أنشطتهم في مختلف أنحاء الشرق الأوسط؛ وحتى أبعد من ذلك. وقد يعني هذا أن التوترات بين “إسرائيل” و”إيران”، بشأن “إفريقيا”، يمكن أن تتفاقم في الواقع.

وبطبيعة الحال، تركِّز “إسرائيل” جهودها الاستخباراتية على الأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط. ولكن لمواجهة نوايا التمدد الإيراني في “إفريقيا”، يتعين على “إسرائيل” أن تتخذ إجراءات إضافية. والأهم من ذلك، ينبغي لها أن تزيد من المساعدة الاستخباراتية التي تقدمها إلى مختلف الدول الإفريقية التي تُدرك أيضًا وجود تهديد من “إيران” في المنطقة، وفقًا للكاتب.

وفي هذا الصدد؛ يمكن للجهود “الإسرائيلية-الإفريقية” أن تركز، ليس فقط على تحديد الخلايا الإرهابية المحتملة وملاحقتها في جميع أنحاء القارة، ولكن أيضًا على البنية التحتية الإيديولوجية الإيرانية العاملة في “إفريقيا”، من الجامعات ومرورًا بالمساجد ووصولًا إلى المراكز الدينية. كما يمكن التركيز بصفة خاصة على شن حملة اقتصادية ضد أصول “إيران” و(حزب الله) في القارة الإفريقية.

وخُلاصة القول؛ إن الخلاف الدبلوماسي الأخير بين “المغرب” و”الجزائر”؛ ليس مسألة محلية فحسب، ذلك أنه يعكس بوضوح اتجاهًا أوسع نطاقًا نحو مواجهة دبلوماسية محتملة بين “إسرائيل” و”إيران”؛ بشأن النفوذ في “إفريقيا”، بحسب ما يختم “سيترينوفيتش”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب