قال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام إن المعطيات الحالية في سوريا والعراق تعطيان مؤشرات على عودة محتملة لتنظيم داعش ، وحذر جراهام في بيان له : ” داعش في طريقها للعودة مرة أخرى” . ولم يقل جراهام الدلائل التي بنى عليها هذا الرأى، لكن يبدو أن مسؤولي المخابرات الأمريكيين الذين أدلوا بشهادات يشاركونهم الرأي نفسه ، التقارير الاستخبارية التي تم عرضها على لجان الكونجرس الأمريكي حذرت من ” فتح أبواب الجحيم مجددا” وذلك بعد أن أدى إعطاء الضوء الأخضر لتركيا لغزو مناطق من شمال سوريا إلى أن يزيد ضغط الأتراك على قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل الأكراد في سوريا، وهو ما دفع الأخير لإطلاق سراح المئات من مقاتلي داعش من بين آلاف المحتجزين لديها من مقاتلي التنظيم، وغض البصر عن محاولة التنظيم إعادة تنظيم صفوفه في ” المناطق الرخوة بين العراق وسوريا “، وفي نفس الوقت يزعم الأكراد أن المئات من سجناء داعش قد هربوا بالفعل في الفوضى التي صاحبت الغزو التركي ، وهو ما يفهم على نطاق واسع بأن كل من تركيا والأكراد يغضون الطرف عن عودة داعش نكاية في بعضهما البعض وللضغط على أمريكا .
ويشبه إطلاق سراح قوات سوريا الديمقراطية لسجناء داعش لديها الظروف التي صاحبت إطلاق مئات المقاتلين المتمرسين من السجون في العراق ، وكان ذلك مقدمة لصعود التنظيم واستيلاءه على المزيد من الأراضي في العراق قبل دحره، وهو ما يعني إن التهديد الساحق الذي تشكله تركيا سيجبر قوات سوريا الديمقراطية على تركيز طاقاتها ضد أنقرة والتخلي عن جهودها لمقاومة تنظيم داعش أو حتى إحكام السيطرة على مقاتلي داعش الذين تحت سيطرتهم.
وفي نفس الوقت فإن كل الشواهد تؤكد أن هناك وجود كبير لداعش في تركيا نفسها، وأن تركيا تعطي الأولوية لما تعتبره تهديدًا كرديًا ، وهي على استعداد لتحمل خطر أكبر من جانب تنظيم من أجل مواجهة أعدائها التقليديين من الأكراد حتى لو كان هؤلاء الأعداء حلفاء لأمريكا.