17 أبريل، 2024 10:56 ص
Search
Close this search box.

الأتراك يغيرون المعادلة في “سوريا” .. يخافون الأكراد ولا يخشون من تنظيم “داعش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً للكاتب والصحافي الإسرائيلي، “إيتامار لفين”، تناول فيه السياسة التركية حيال التطورات السورية، وكيف أن “أنقرة” تحت قيادة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، تتباعد عن “واشنطن” وتقترب من “طهران” و”روسيا”.

الشرق الأوسط والتحولات الأخيرة..

يقول “لفين”: لقد أبدت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خلال الشهر الماضي، إستراتيجيتها الجديدة تجاه “سوريا”. وتقضي تلك الإستراتيجية بوقف محاربة تنظيم (داعش)، والتركيز على التصدي لدولة “إيران”. لكن الإدارة الأميركية تتجاهل التحول الكبير الذي طرأ على منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد اغتيال الصحافي، “جمال خاشقجي”.

بحسب الكاتب الإسرائيلي؛ هناك دول محورية إقليمية مثل “إيران والعراق وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وتركيا”، قد تنافست فيما بينها طيلة العقود الأخيرة، لإمتلاك مفاصل القوة، في ظل تدخل قوى خارجية مثل “روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية”. وحتى عهد قريب، كانت “الولايات المتحدة” وحلفاؤها الإقليميون – “إسرائيل” ومعظم دول الخليج، وكذلك “تركيا” – يتصدون لـ”إيران”.

وكان يبدو أن هؤلاء الحلفاء – المدعومين أميركيًا – سينجحون في عزل “النظام الإيراني”، لكن سلسلة من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية غيرت الوضع الراهن. وكان أهم تلك المتغيرات يتمثل في إبتعاد “تركيا” عن “الولايات المتحدة” وتقاربها مع “روسيا” و”إيران”.

“إردوغان” السلطان الجديد للعالم السُني..

لقد عزز الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، القوى الإسلامية، ودفع بلاده للتخلي عن العلمانية التي عاشتها قرابة مئة عام. وكثيرًا من مواقف الرئيس، “إردوغان”، باتت تشبه مواقف “طهران” و”موسكو”، وأصبحت “أنقرة” الآن أكثر تطرفًا تجاه الغرب، أسوةً بمواقف “طهران” و”موسكو”.

أما الرئيس، “إردوغان”، فيعتبر نفسه سلطانًا وخليفةً يستحق أن يتولى قيادة دول المعسكر السُني. كما يزعم صراحة أن “تركيا” هي الدولة الوحيدة القادرة على قيادة العالم الإسلامي. مما يعني أن العائلة المالكة السعودية لم تعد حليفةً له، بل إنها أصبحت أكثر تنافسًا.

تضارب المصالح بين أنقرة والرياض..

جاء حادث اغتيال “خاشقجي”؛ ضمن سلسلة الأحداث التي تسببت في تدهور العلاقات بين “تركيا” و”المملكة العربية السعودية”. وحينما قامت “المملكة العربية السعودية” بمحاصرة “قطر”، إنضمت “أنقرة” إلى “طهران” في دعم الإمارة الصغيرة، التي تمثل أهمية لـ”تركيا”، لأسباب إستراتيجية واقتصادية.

وإلى جانب تحول السياسة الخارجية التركية، فقد وقعت “أنقرة” على صفقة أسلحة مع “موسكو” لشراء صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز (S-400) – وهي الخطوة التي جعلت وزير الدفاع الأميركي، “جيمس ماتيس”، يدعو “أنقرة” لإعادة النظر في تلك الصفقة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن دمج تلك المنظومة الصاروخية ضمن قوات حلف (الناتو)، الذي لا تزال “تركيا” عضوًا فيه. ولقد حدثت كل تلك التطورات في ظل اشتعال الحربين السورية واليمنية، حيث ظلت “الولايات المتحدة” و”السعودية” تتخذان موقفًا موحدًا،  يعارض التدخل الإيراني.

يرى “لفين” أن “تركيا” تريد ضمان الاستقرار في “سوريا”، حتى لو تحقق ذلك عبر بقاء الرئيس، “بشار الأسد”، في السلطة – وهذا بالضبط ما تسعى لتحقيقه كل من “إيران” و”روسيا”، اللتين تعاونتا بشكل وثيق خلال الحرب السورية. ومن مصلحة الدول الثلاث أن يتم الحفاظ على سلامة الأراضي السورية ومنع تقسيمها، لأن ذلك يهدد مصالح الدول الثلاث، ناهيك عن أن تقسيم “سوريا” يشكل خطرًا وجوديًا بالنسبة لـ”تركيا”، على حد وصف الكاتب الإسرائيلي.

خطورة قيام دولة كُردية..

أوضح الكاتب الإسرائيلي؛ أن “تركيا” تشعر بالقلق من الأكراد أكثر مما تقلق من تنظيم (داعش)، كما أن “تركيا” باتت أكثر قربًا من “روسيا” و”إيران” عنها من “الولايات المتحدة”. ورغم أن أحدًا من اللاعبين الرئيسيين لا يريد، حاليًا، قيام دولة مستقلة للأكراد، فإن “إيران” و”تركيا” تحديدًا، تشعران بقلق زائد إزاء تلك الإمكانية، التي قد تكون أقرب إلى الواقع إذا ما تعرضت “سوريا” للتقسيم.

أنقرة تدعم هيئة “تحرير الشام”..

إن وجود بقايا تنظيم (داعش) في الأرضي السورية؛ يعطي لمحور، (أنقرة-طهران-موسكو-دمشق)، ذريعة لاستمرا نشاطهم العسكري. وهذا لا يعني أن مخاوف تلك العواصم من تنظيم (داعش) ليس لها ما يبررها. لكن الرئيس “إردوغان” في المقابل، يعزز تعاونه مع (هيئة تحرير الشام)، وهي جماعة إرهابية تعمل في “سوريا” ويبلغ قوامها 10000 شخص منتمين لتنظيم (القاعدة). إذ ترى “تركيا” أن تلك الجماعة تُشكل قوة مؤثرة للوقوف في وجه الميليشيات الكُردية المدعومة من “الولايات المتحدة” و”السعودية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب