الأتراك لا يستبعدون التقسيم في العراق ويقولون: لنا السنة والكرد وسوريا ولإيران جنوب العراق

الأتراك لا يستبعدون التقسيم في العراق ويقولون: لنا السنة والكرد وسوريا ولإيران جنوب العراق

كان العراق معادلة من ثلاثة أطراف. بعد انسحاب الولايات المتحدة، انسلخ طرف من هذه المعادلة، وترك الطرفين الآخرين يتصارعان فيما بينهما. بيد أن العراق سوف يتم تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء. وقد ينتهي التقسيم الثلاثي الى مجموعتين فقط. اذ يمكن اعتبار الأكراد حلفاء محتملين للعرب السنة لأنهم هم أيضا من المذهب الديني نفسه، فيما القومية تجمع السنة مع الشيعة في العراق. وهذا يعني ان العراق مقسم سلفا إلى قسمين رئيسيين من حيث العرق والدين كذلك. وعند النظر في التنوع العرقي والديني، فان العراق مقسم إلى ثلاثة أجزاء.
ان التمييز بين الأكراد والعرب السنة والعرب الشيعة المتأتي من الانقسام العرقي والديني مرشح لتحالفات فرعية. في بداية الاحتلال الأميركي، لم يكن هناك تضامن عربي حيال الأكراد. اليوم، انسحب الأكراد من ذلك الاستقطاب، تاركين العرب في معسكرين متصارعين هما الشيعة والسنة.
هناك افق يرتسم حاليا ويحمل توقعات مختلفة عن تلك التي جرى استشرافها في العام 2003. كانت أهم نتيجة للاحتلال الأميركي هو النفوذ الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط. وبروز التأثير الإيراني عن طريق الورقة الشيعية في العراق يأخذ الأكراد إلى جانب تركيا. ولن تستطيع الأخيرة منع تفكك العراق، لكنها يمكن أن تدعم السنة والأكراد في العراق في مواجهة تنامي النفوذ الإيراني. هناك نتيجة أخرى ملموسة للمشروع الأميركي في العراق: هي التعاون الاستراتيجي بين تركيا وشمال العراق. الإدارة الكردية في شمال العراق تعتمد على تركيا من أجل بقائها. وعلى تركيا ان تدعم وتحمي شمال العراق من النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة.
وتقدم التوازنات الجديدة في أعقاب الاحتلال الأميركي شيئا مفيدا لتركيا: اذ يجري العمل على حل القضية الكردية وقضية ارهاب حزب العمال الكردستاني( (PKK لأن مصالح الحكومة الكردية في شمال العراق وقدرة تركيا على التصدي للتهديد الإيراني تستدعي ذلك. ان الدعم المتزايد من جانب الولايات المتحدة ضد حزب العمال الكردستاني أمر طبيعي. ما يهم حقا هو جهد استثنائي من قبل مسعود بارزاني لوقف حزب العمال الكردستاني. بهذه الطريقة، يتم إنشاء كردستان المقبلة تحت حماية تركيا في شمال العراق.
الشيء الآخر الذي يسهم في حل القضية الكردية هي الحرب الداخلية في سوريا. تحقق ايران الفوز في جنوب العراق، لكنها تخسر في سوريا. كما يخسر حزب العمال الكردستاني أيضا في سوريا. الحكم السوري ليس في وضع يمكنه من تصعيد إرهاب حزب العمال الكردستاني وتوفير الحماية له ضد تركيا. ان الدعم السوري السائر في التلاشي وعزلة حزب العمال في شمال العراق تعني أن الحزب سيكون منحسرا اكثر.
يدل هذا على أن لدى تركيا فرصة كبيرة لتسوية القضية الكردية. لدى الدولة التركية طابع عملي (براغماتي) عبر انتقالها الى التجربة السياسية للإمبراطورية العثمانية. ولعلها تستطيع حل المشكلة ليس من خلال تدابير عنيفة بل عبر الاعتماد على الوسائل السلمية. وتظهر المحادثات التي تمت بوساطة بارزاني أن هذا الأسلوب قد حقق تقدما ملموسا.
من يربح عند تقسيم العراق؟ لا تتيح الموازين الحساسة القائمة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط  لطرف واحد الفوز بكل شيء. تربح تركيا سوريا في حين تربح إيران جنوب العراق. لكن الأهم من ذلك، ان تنتهز تركيا الفرصة لحل المشكلة الكردية داخل أراضيها.
ممتازر تركون- كاتب تركي. صحيفة توديز زمان التركية. ترجمة واعداد كتابات

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة