9 مارس، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

الآثار النفسية للحروب .. جرح ينزف ولا أحد يهتم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يقولون إن أصعب جرح هو ذلك الذي لا تستطيع أن تراه، لأنه يبقى غير مرئي ولا يهتم أحد بمحاولة علاجه.. حتى التفكير في تخفيفه يصبح نوعًا من الطيش؛ بينما تمتليء المستشفيات بالمصابين والمشوهين والنساء اللاتي هُتكت أعراضهن.

تعد المشكلات النفسية أحد أبرز المشكلات التي تخلفها الحروب والصراعات، لكن لا توجد أية موارد لعلاجها، ولا تعتبرها الحكومات أولوية ولا يلتفت أحد إليها، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

بدأت الدول المتطورة في عمل دراسات وأبحاث حول الآثار النفسية للحروب، وطبقت “الولايات المتحدة” تجارب على مقاتليها في “العراق” و”أفغانستان” فوجدت أن 16% منهم، (40 ألف جندي وضابط)، يعانون من “القلق الشديد والكوابيس والبارانويا والأرق والذهان والسيكوباتية والإكتئاب الشديد”، وفي بعض الحالات يقدمون على “الانتحار”.

لكن للمواطنين العاديين نادرًا ما يحصلون على اهتمام المسؤولين أو أية محاولة لتخفيف الآثار النفسية الناتجة عن الحرب.

تواصلت الصحيفة الإسبانية مع ثلاث أطباء نفسيين يعملون في أماكن تشهد حروبًا للتعرف على أبرز الآثار النفسية للحروب.

فلسطين..

صرح الطبيب النفسي الإسباني، “خيسوس بيريز”، الذي يعمل في “قطاع غزة”، بأن سكان “فلسطين” تعودوا على العيش دون الحصول على الموارد الأساسية مثل “المياه والأكل والمأوى”؛ كذلك لا يملكون علاقات مستقرة، مشيرًا إلى أن الشعور بالقلق الشديد والإصابة بالإكتئاب تنتشر كثيرًا بينهم.

وأضاف أن أبرز ما يشغل الفلسطينيين هو أحوالهم المعيشية بعد فقد منازلهم وأهلهم وذويهم، كذلك عدم القدرة على التفكير في المستقبل.

وأوضح أنه من خلال عمله في “قطاع غزة”؛ وجد أنه بات معتادًا ومكررًا أن تتعرض السيدات للاغتصاب والرجال إلى التعذيب، وكلها أمور تزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض نفسية.

وأردف: “رؤية معاناة الأطفال بلا سبب وتعبيرات وجوههم عند تعرضهم لعنف غير مبرر يصفعني”.

وامتلأ تاريخ “فلسطين” بالكثير من الصراعات، ما وضعها في حالة “حرب دائمة”، إذ استمرت الحرب لفترة طويلة كافية لإلحاق آثار نفسية جسيمة على السكان، وأولائك الذين اضطروا إلى الهجرة.

مخيمات اليونان..

فر، خلال الحرب في “سوريا” و”العراق”، أكثر من مليون شخص إلى أوروبا، ولاقى هؤلاء الأمرين، فبعد المرور بأكثر من 7 دول للوصول إلى قلب القارة وجدوا أن الأبواب مغلقة واضطروا إلى العيش في المخيمات بالجزر اليونانية في ظل ظروف صعبة للغاية.

وقالت الطبيبة النفسية، “هيلينا مارتيس”: “نتعامل داخل مخيمات اللاجئين مع أشخاص كثيرين يعانون من مشكلات في النوم مثل الكوابيس وإعادة إسترجاع ما شاهدوه في بلدانهم، وبعدما كان ينظر إلى أوروبا باعتبارها دار الأمان يبقى كثير من المهاجرين لسنوات في مخيمات تفتقر إلى الإحتياجات الأساسية ودون الحصول على عمل أو تعليم، فهي حياة غير طبيعية”.

وأضافت: “أذكر واحد كان من أوائل الأشخاص الذين حاولت علاجهم، كان قادمًا من السودان وفقد نظره بسبب التعذيب الذي تعرض له، وكان أول طلب له هو أن يتعلم القراءة على طريقة برايل، إذ كان متخرجًا من كلية العلوم السياسية، وكان مدهشًا في قدرته ورغبته على العودة إلى الحياة الطبيعية”.

وأوضحت “هيلينا” أن أبرز ما يقلق اللاجئين في “المخيمات اليونانية”؛ هو الظروف الحالية وليس ما مروا به في بلدانهم، ذلك لأن صعوبة الواقع لا تترك مجالاً للتفكير في الماضي.

الكونغو..

وفي “الكونغو” يعمل الطبيب، “خوسيه ماريا فرير”، على تخفيف الآثار التي خلفتها الحرب، وقال إن أبرز ما يعاني منه النازحون هنا هو البُعد عن أماكنهم ومنازلهم وعدم القدرة على الحصول على عمل والبقاء في حالة مهاجر غير معترف به، مشيرًا إلى أن كل هذه المشكلات تزيد من صعوبة عملية العودة إلى الحياة الطبيعية لأنهم يشعرون بالتوتر الشديد.

وأوضح أن أغلب سكان المخيمات مروا بصعوبات كثيرة فقدوا خلالها الكثير من أقاربهم وذويهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب