خاص: كتبت- نشوى الحفني:
في خطوة أولى حاسّمة على طريق تعزيز مكانته باعتباره المرشح الجمهوري الأوفر حظًا في سّباق “البيت الأبيض”، خطف “ترامب” أول تأشيرة عبور من “آيوا”.
أعلنت وسائل إعلام أميركية، صباح أمس، فوز “دونالد ترامب”، بترشيح ولاية “آيوا” عن الحزب (الجمهوري)، ضمن أولى محطات السّباق التمهيدي نحو “البيت الأبيض”.
ومن شأن هذا الفوز ترسّيخ موقع “ترامب” في صدارة السّباق الجمهوري لانتخابات “البيت الأبيض”؛ المقرّرة في تشرين ثان/نوفمبر 2024.
ودعا “ترامب” مواطنيه إلى: “الاتّحاد” بعد فوزه بأول انتخابات تمهيدية للحزب (الجمهوري) في ولاية “أيوا”، في نتيجة رسّخت موقعه في صدارة السّباق الجمهوري لانتخابات “البيت الأبيض”؛ المقرّرة في تشرين ثان/نوفمبر.
وفي خطاب ألقاه أمام حشّد من أنصاره في “دي موين”، عاصمة ولاية “أيوا”؛ الواقعة في الغرب الأوسط الأميركي، قال “ترامب”: “أعتقد أنّ الوقت حان للجميع لأن تتّحد بلادنا.. سواء أكانوا جمهوريين أو ديموقراطيين أو ليبراليين أو محافظين”.
الأوفر حظًا..
من ناحيته؛ اعتبر الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، أنّ الفوز السّهل الذي حقّقه سلفه؛ “دونالد ترامب”، في الانتخابات التمهيدية في ولاية “آيوا”، صباح أمس بحسّب توقيت غرينتش، يجعل منه: “بكل وضوح الأوفر حظًا” لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية لمنافسته في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وفي منشور على منصّة (إكس)؛ دعا فيه أنصاره إلى التبرّع لحملته الانتخابية، قال “بايدن”: “يبدو أنّ؛ دونالد ترامب، قد فاز لتوّه في ولاية آيوا. إنّه بكلّ وضوح المرشّح الأوفر حظًا في المقلب الآخر في هذه المرحلة”، وفقًا لـ (فرانس برس).
تقدم حاكم “فلوريدا” على “نيكي”..
ووفق تقديرات إعلامية؛ حل حاكم ولاية فلوريدا؛ “رون ديسانتيس”، ثانيًا في “آيوا”، متقدّمًا على السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة؛ “نيكي هايلي”.
وأظهرت التقديرات أن حاكم ولاية “فلوريدا” حصل في أول انتخابات تمهيدية للحزب (الجمهوري) على حوالي: (21%) من الأصوات، متقدمًا بفارق ضئيل على “هايلي”؛ التي حصلت على: (19%) من الأصوات.
وكانت شبكتا (سي. إن. إن) و(سي. بي. إس)؛ توقعتا أن يهزم الرئيس السابق في هذه الولاية؛ الواقعة في الغرب الأوسط الأميركي، منافسيه الرئيسيين: “هايلي” و”ديسانتيس”.
ولم يسّتغرق العديد من وسائل الإعلام الأميركية سوى: (30) دقيقة من بدء التصّويت لإصدار حكمها بفوز الرئيس السابق على الرُّغم من أنّ نتيجة التصّويت لن تُصدر قبل ساعات عدّة، وفقًا لـ (فرانس برس).
وتوقّعت هذه الوسائل الإعلامية أن يُحقّق الملياردير المثير للجدل؛ فوزًا سّاحقًا في هذه الولاية التي دشّنت المسّار الطويل للانتخابات الرئاسية.
وتؤكّد هذه النتيجة ما دأبت على توقعه استطلاعات الرأي من فوز سّاحق للرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية لحزبه (الجمهوري).
واعتبارًا من الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش، بدأ الناخبون الجمهوريون في “آيوا” يتقاطرون على المدارس والمكتبات العامّة ومراكز الإطفاء للإدلاء بأصواتهم في هذه: “التجمّعات الانتخابية”؛ (كوكوس).
وتجري الانتخابات التمهيدية في هذه الولاية تحت الثلوج وفي ظل درجات حرارة دون الصفر.
ترشيحه للمرة الثالثة..
ويرى مراقبون أن خسارة الرؤساء الذين قضوا فترة ولاية واحدة لا تؤدي أبدًا إلى حملات تمهيدية ناجحة لاحقة؛ مثل التي يقوم بها “ترامب”، إذ نجح الرئيس السابق في تغيّير الصورة الذهنية للحزب (الجمهوري) من خلال حصوله على: (50%) من الأصوات في أكبر فوز في تاريخ المؤتمرات الحزبية، وهو ما وضعه على الطريق نحو ترشيّحه للمرة الثالثة على التوالي.
يدعم فرص فوزه بثقة الحزب “الجمهوري”..
وقالت أستاذة العلوم السياسية؛ الدكتورة “نورهان الشيخ”، إن الرئيس السابق “ترامب” حقق فوزًا مدويًا في أول انتخابات يُجرّيها الحزب (الجمهوري) لاختيار مرشّحه لخوض الانتخابات الرئاسية العام الجاري؛ في ولاية “آيوا”، مما يدعم فرص فوزه بثقة الحزب (الجمهوري) وخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية نهاية العام الجاري.
وأوضحت “نورهان الشيخ”؛ لموقع (24) الإماراتي، أن “ترامب” سيّسعى بكل جهد إلى تأجيل القضايا المرفوعة ضده حتى يستطيع خوض الانتخابات الرئاسية وكسّب ثقة المرشحين ثم يتفرغ لهذه القضايا في حالة فوزه بولاية رئاسية جديدة، وهو أحد السيناريوهات التي سيّلجأ لها “ترامب” الفترة المقبلة.
وأشارت “نورهان الشيخ” إلى أن “ترامب” يُثير الدهشة في كل واقعة سياسية، حيث لم يسّبق لمرشح مثله أن يحظى بهذا الفوز بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يدعم حظوظه في إمكانية الفوز بولاية رئاسية جديدة في ظل المنافسة الصعبة مع المرشح الديمقراطي؛ “جو بايدن”، الذي يواجه أزمات كبيرة خلال فترته الرئاسية الحالية وقضايا أمنية وسياسية واقتصادية أيضًاً.
اقتناص ترشّيح الحزب “الجمهوري“..
وتوقعت الدكتورة “نورهان الشيخ”؛ أن يقتنص المرشح؛ “دونالد ترامب”، ثقة أعضاء الحزب (الجمهوري) ليكون ممثل الحزب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة؛ بعد الأزمات التي شهدتها “الولايات المتحدة” في ظل فترة “جو بايدن” الحالية.
وقالت “الشيخ” إن المرشح؛ “دي سانتيس”، لن يستطيع الفوز على منافسه؛ “دونالد ترامب”، في الانتخابات الحزبية التي يُجريها الحزب، وسيتمكن “ترامب” من الفوز عليه نظرًا لشعبيته الكبيرة في العديد من الولايات الأميركية وتعهداته بحل الأزمات التي تواجه “أميركا” في الوقت الراهن.
وفيما يخص الولايات التي سيتمكن “ترامب” من حسّمها، توقعت “نورهان الشيخ” أن ينجح “ترامب” في الانتخابات الحزبية داخل ولايات: “فلوريدا وبنسلفانيا” أيضًا وهي من الولايات الحاسّمة في العملية الانتخابية، مؤكدة أن تصّويت العرب والمسلمين مهم للغاية في هذه الانتخابات في ظل الحرب الدائرة في “قطاع غزة”.
أهمية “آيوا”..
وولاية “آيوا” الصغيرة؛ التي تضم: (40) مندوبًا فقط، لا تكفي وحدها للفوز بترشيّح الحزب (الجمهوري) للرئاسة، إذ يحتاج المرشّح إلى أغلبية: (2429) مندوبًا سيتم تخصيصها في الانتخابات التمهيدية والحزبية في الولايات.
لكن “آيوا”؛ وعلى الرُغم من أن عدد سكانها لا يتخطى الواحد في المئة من سكان “الولايات المتحدة”، إلا أنها تحتل مكانة خاصة في المشهد السياسي الأميركي منذ أكثر من: (50 عامًا)، كونها تسمح بتقدير مسّار السباقات التمهيدية التالية.
كما تُعد حاسّمة لتقليص حلبة التنافس ونقطة انطلاق لساحات المعارك الانتخابية التالية.
إلى “نيو هامبشاير”..
ولا يزال أمام “ترامب” الكثير من العمل لكي يُصبح حامل لواء الحزب (الجمهوري). وسيواجه تحديًا أكبر من “هيلي”؛ في “نيو هامبشاير”، يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل، حيث تُظهر استطلاعات الرأي أن تقدمه الذي كان مهيمنًا في السابق قد انخفض إلى ما يقرب من خانة الآحاد.
لكن الثلاثاء الكبير في الخامس من آذار/مارس القادم؛ سيكون موعد نفاد الوقت. وبمجرد انتهاء منافسات ذلك اليوم، سيتم تخصيص: (47%) من المندوبين الجمهوريين.
وإذا فاز “ترامب” في تلك المنافسات بشكلٍ كبير، فسيكون من المستحيل وظيفيًا اللُحاق به والإطاحة به.