29 مارس، 2024 10:44 ص
Search
Close this search box.

اقتربت بشدة .. المواجهة الحاسمة بين عباس وحماس

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في ظل الانقسام الذي يشهده البيت الفلسطيني منذ سيطرة “حركة حماس” على قطاع غزة في حزيران/يونيو 2007، والمعاناة الشديدة التي يشعر بها مواطنو القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض عليهم منذ أكثر من عشر سنوات، يسعى رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” لاتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية تعيد سيطرته على قطاع غزة. وفي هذا الصدد نشر الموقع الإسرائيلي “News 1” مقالاً للكاتب والمحلل السياسي “يوني بن مناحم”، يكشف فيه خطط “محمود عباس” للضغط على “حركة حماس”، ويستشرف المستقبل القريب للقطاع.

احتمال حدوث فوضى مسلحة في قطاع غزة..

عباس وهنية

يقول الكاتب الإسرائيلي: “دعت الولايات المتحدة الأميركية هذا الأسبوع جميع رعاياها المتواجدين في قطاع غزة أن يغادروا القطاع دون أن تبدي أية أسباب لذلك. ولكن مصادر أميركية مطلعة كشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA تخشى من حدوث فوضى أمنية مسلحة في القطاع بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة والمشاكل التي تواجه قطاعي المياه والكهرباء وغيرهما. فقد أعلن فرع سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة أنه اعتباراً من اليوم الأحد الموافق 16 نيسان/ابريل الجاري، ستتوقف محطة توليد الكهرباء في القطاع عن العمل كليةً، وذلك في أعقاب انتهاء “منحة الوقود القطرية” لتشغيل المحطة. وقد سبق للمنسق الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن أعلن عن هذا الأمر في رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية. وحتى هذه اللحظة ليس هناك أي حل لإنهاء أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

ويعتقد الكاتب بن مناحم أن تلك الأزمات المتلاحقة هي السبب في أن تجرأ مسلحون ينتمون لـ”حركة فتح” على الظهور علناً في شوارع القطاع للمرة الأولى منذ سيطرة “حركة حماس” على القطاع عام 2007.

قبل زيارته لواشنطن “عباس” يهدد..

يرى المحلل الإسرائيلي بن مناحم أن أحد المؤشرات التي تنبئ عما قد يجري في قطاع غزة، هو الخطاب التحذيري الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” من العاصمة البحرينية المنامة ونقلته جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حيث قال: “نحن في وضع خطير جداً، ونحتاج إلى خطوات حاسمة وغير مسبوقة، ونحن بصدد اتخاذ تلك الخطوات”.

ويقول بن مناحم إن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية صرحوا أن عباس قرر انتهاج استراتيجية جديدة لاستعادة سلطاته في قطاع غزة والتي سلبتها حركة حماس في أعقاب الانقلاب العسكري الذي نفذته عام 2007 وقامت بموجبه بطرد السلطة الفلسطينية من غزة بقوة السلاح. وعلى ما يبدو فإن عباس مصمم على تنفيذ هذه الاستراتيجية قبل مغادرته إلى واشنطن مطلع الشهر المقبل للقاء الرئيس ترامب.

وسائل الضغط على حماس..

بحسب الكاتب الإسرائيلي فإن المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجية كانت تخفيض رواتب موظفي القطاع البالغ عددهم 54 ألف شخص بنسبة 30 % بحجة أن السلطة الفلسطينية تتعرض لأزمات اقتصادية. بينما يعتبر ذلك في الحقيقة تصديراً لأزمة سياسية متعمدة من أجل الضغط على حركة حماس لتسليم مقاليد الحكم في القطاع إلى السلطة الفلسطينية برئاسة عباس.

مضيفاً بن مناحم أن وفداً من كبار رجالات “حركة فتح” سيزور قطاع غزة قريباً وسيلتقي بقيادات حركة حماس ليطالبهم بأمرين لا ثالث لهما, “الأول: الإلغاء الفوري للجنة الجديدة التي أنشأها يحيى السنوار لإدارة شؤون قطاع غزة، والتي تعتبر بمثابة “حكومة ظل” والبديل الفعلي للحكومة الفلسطينية”. أما “الأمر الثاني فهو أن تقوم حماس بتسليم جميع المنشآت الحكومية والمعابر الحدودية للسلطة الفلسطينية”. وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن الوفد ليس مخولاً لبحث أزمة الرواتب أو أي شئ آخر سوى نقل مطالب السلطة الفلسطينية إلى حماس وتلقي الرد. وقد قررت اللجنة المركزية لحركة فتح أن تنتهي جميع الاتصالات مع حركة حماس في موعد أقصاه 25 نيسان/ابريل الجاري.

إعلان قطاع غزة إقليماً متمرداً..

وينقل المحلل السياسي الإسرائيلي عن مصادر استخباراتية أن عباس يفكر بجدية في تطبيق خطة الطوارئ المعدَّة منذ خمس سنوات، وهي الإعلان بأن قطاع غزة “إقليم متمرد” إذا لم تستجب حماس إلى مطالب السلطة الفلسطينية، وأن تخفيض رواتب الموظفين في القطاع كان مجرد خطوة أولى تحذيرية.

يحيى السنوار

مشيراً بن مناحم إلى أن خطة الطوارئ المُعدة سلفاً تتضمن عدة إجراءات وهي: “وقف جميع أشكال المساعدة إلى قطاع غزة. وتقديم طلب إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة باعتبار حركة حماس منظمة محظورة. وتجميد أموال الحركة ومؤسساتها لدى البنوك الفلسطينية والعربية. ومطالبة المؤسسات الاقتصادية والبنوك العاملة في قطاع غزة لمغادرة القطاع على الفور. ووقف المساعدات المالية في مجالات الكهرباء والمياه ومواد الإغاثة وغيرها. ووقف دفع الرواتب إلى موظفي قطاع غزة وإحالتهم إلى المعاش المبكر. وإعلان حالة الطوارئ في الضفة الغربية في ضوء الإعلان عن قطاع غزة إقليماً متمرداً. واستصدار قرار من المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان”. بما يعني إحداث “فراغ” تشريعي، “وإلغاء الحصانة البرلمانية عن النواب. وإغلاق مؤسسات حركة حماس في الضفة الغربية ومصادرة ممتلكاتها واعتقال ناشطيها. وتنظيم مظاهرات حاشدة لأعضاء حركة فتح في غزة لزعزعة حكم حماس”.

خطط حماس المضادة..

يؤكد الكاتب بن مناحم على أن “حماس على علم بخطط عباس، وهي تحاول حشد جميع الفصائل الفلسطينية في غزة من أجل التصدي لتلك الخطط. فهذه الإجراءات تعتبر حقاً غير مسبوقة ضد حماس، وذلك بعد عشرة أعوام من حكمها لقطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة مليوني مواطن فلسطيني”. ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “حماس تدعي أن التحركات الجديد لمحمود عباس تتم بالتنسيق مع إسرائيل والإدارة الأميركية الجديدة من أجل فك الارتباط مع غزة، وبهدف القضاء على القضية الفلسطينية والسير باتجاه تسوية سياسية تعترض عليها الحركة بشدة”.

وختاماً يزعم الكاتب والمحلل السياسي الإٍسرائيلي بن مناحم، أن حماس قد تبادر بعمل عسكري ضد إسرائيل، من أجل أن تتملص من أزماتها الاقتصادية والسياسية، وحتى تحرق أوراق عباس وتحافظ على مكانتها. فحماس التي تعتبر جزءاً من “جماعة الإخوان المسلمين” ترى في حكمها لقطاع غزة إنجازاً تاريخياً مهماً لا تنوي التفريط فيه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب